بدعوة من الهيئة الوطنية للمحامين سعت الهيئات الجهوية الى تنظيم وقفات احتجاجية بكافة محاكم الجمهورية تعبيرا عن سخط المحامين على التجاوزات الخطيرة و الانتهاكات المتنامية التي يتعرضون اليها ,و تعبيرا عن مساندتهم لأهلنا في كل مناطق الحراك الاجتماعي . و منذ الساعات الأولى لصبيحة هذا اليوم 31-12-2010 علمنا بأن قوات الأمن بزيها النظامي و المدني ضربت حصارا مشددا على كافة محاكم الجمهورية في محاولة يائسة للاجهاض على تحرك السادة المحامين . فقد علمنا باقتحام قصر العدالة بباب بنات من طرف البوليس -من الجنسين- و من كل الفرق ,و قد تم الاعتداء بالعنف الشديد على الأستاذة سامية عبو و الأستاذة نجاة العبيدي و عدد آخر من المحامين -بعض هذه الاعتداءات تم داخل قاعات الجلسات- . أما في المحكمة الابتدائية بالمهدية فقد طوقت الأجهزة الأمنية المحكمة و شددت قبضتها على مداخلها مانعة المحامين من الخروج , و أمام إصرار أصحاب البدل السوداء على ممارسة حقهم الدستوري و القانوني في التعبير جابهتهم جحافل الشرطة بموجة من العنف المركز وغير المسبوقة , حيث تم الاعتداء على السادة حاتم فرحات و محمد مسعود بالعنف الشديد , أما الأستاذ هشام القرفي فقد تم نقله على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بالمهدية لتلقي الاسعافات الأولية نظرا لخطورة إصاباته . و كانت المحكمة الابتدائية بالمنستير كذلك مسرحا لترهيب المحامين حيث عمد الجهاز الأمني إلى الاعتداء بالعنف الشديد على الأستاذ محمد الصيادي مما استوجب نقله إلى المستشفى . أما في ابتدائية سوسة فقد حاصرت مئات من قوات الشرطة هيئة فرع المحامين ومنعت المحامين بالقوة من ارتداء الشارة الحمراء بأمر من وكيل الجمهورية و منعتهم من الخروج قصد الاحتجاج ,لكنهم في الأخير استطاعوا الوقوف لمدة ساعة قام خلالها بعض المحامين بتاثيث هذه الوقفة ببعض المقاطع الشعرية الدافعة للحرية و الرافضة للاستبداد . و قد حاولت صباح هذا اليوم الوصول إلى قصر العدالة بسوسة لمواكبة تجمع المحامين فوجدت أن الباب الرئيس للمحكمة قد أحكم إغلاقه , فتحولت إلى الباب الثانوي المعد لدخول السيارات ,الذي ما إن اقتربت منه حتى إلتفت بي مجموعة من قوات الشرطة بالزي المدني و النظامي و انهالوا علي ركلا و لطما و ضربا بهمجية كبيرة تعكس درجة التشنج التي كانوا عليها كما كالوا لي وابلا من الشتائم و السباب يمنعني الحياء من ذكره و أجبروني على مغادرة المكان و لازموا متابعة تحركاتي قرابة الساعة .
