ذكرت صحيفة "المصريون" أن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية نقل إلى الدكتور محمد البرادعي المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال لقائهما الثلاثاء 23-2-2010، رسالة من قيادات رفيعة جدا بالحزب "الوطني" تطالبه بالتوقف عن دعوته إلى تعديل المادة 76 من الدستور المتعلقة بشروط انتخاب رئيس الجمهورية. وعرض موسى على البرادعي رغبة تلك القيادات إسناد منصب وزاري كبير إليه خلال الفترة القادمة تمهيداً لتولية منصب رئاسة الوزراء في أعقاب الانتخابات الرئاسية القادمة ليحقق من خلاله طموحاته الإصلاحية في المجالات السياسية والاقتصادية. كما نقل إليه أيضاً عرضاً حكومياً بتولي منصب مندوب مصر الدائم لمصر في الأممالمتحدة. ووفق مصادر مطلعة، فإن موسى صارح البرادعي بصعوبة ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة، مؤكداً له صعوبة موافقة النظام الحاكم على تغير المادة 76 من الدستور قبل الانتخابات المقررة العام القادم، إلى جانب أنه يتوجب عليه أن ينال أولاً موافقة جهات سيادية في الدولة على فكرة ترشحه. وألمح الوقت ذاته إلى أن إمكانية ترشح الرئيس حسني مبارك لولاية سادسة العام القادم لا تزال قائمة بشدة خصوصاً بعد تنامي المعارضة الشعبية لفكرة ترشح نجله جمال لمنصب رئيس الجمهورية، مؤكداً له أن النظام لن يسمح بفوز أي مرشح في حالة ترشح الرئيس مبارك لولاية رئاسية سادسة. وعلمت "المصريون" أن صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، وجمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك، قد يلتقيان في سرية الدكتور البرادعي خلال الأيام القادمة لبحث إقناعه بالتخلي عن فكرة ترشحه للانتخابات الرئاسية والدعوة إلى تعديل المادة 76 من الدستور، والتي تحول بنصها الحالي بينه وبين الترشح. ويتوقع أن يعرض الشريف على البرادعي ترشحه في انتخابات مجلس الشعب في أكتوبر القادم، وتولى رئاسة مجلس الشعب خلفا للدكتور أحمد فتحي سرور، خاصة وأن تلك الفكرة طرحها بعض أعضاء لجنة السياسات على جمال مبارك. ووفقا لمصادر حكومية، فإن النظام الحاكم في حالة من القلق من إقدام البرادعي على الدعوة للإصلاح السياسي والاقتصادي، والإعلان عن رغبته في الترشح لمنصب الرئاسة بعد تعديل الدستور بما يسمح لكل مصري بالترشح. وتقول المصادر إن مبعث قلق النظام تأتي من تأكدها بان المجتمع الدولة خاصة أمريكا وبعض دول الاتحاد الأوروبي سيدعمان بقوة فكرة ترشح البرادعي، ودعوته الإصلاحية خاصة أن بعض تلك الدعوات تتوافق وأجندات غربية. وكان البرادعي وموسى رفضا التحدث عقب لقائهما الذي استغرق 70 دقيقة إلى العديد من ممثلي وسائل الإعلام المختلفة، حيث اصطحب إلى سيارته الخاصة، ثم عاد إلى مكتبه دون التحدث إلى الصحافة، وقد حضر الاجتماع هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية.