طغت الازمة المالية وسبل التصدي لها الجمعة على اجتماعين كبيرين في كيبيك القمة بين الاتحاد الاوروبي وكندا والقمة الفرنكفونية التي افتتحت وسط قلق على مصير دول الجنوب. واعتبر الرئيس الدوري للاتحاد الاوروبي نيكولا ساركوزي الذي وصل صباح الجمعة مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان مبدأ عقد قمة دولية مخصصة ل"اعادة تأسيس رأسمالية اكثر احتراما للانسان" امر مطروح. وسيلتقي ساركوزي وباروزو السبت في كامب ديفيد الرئيس الاميركي جورج بوش. ولجهة عقد هذه القمة "قبل نهاية العام" اكد ساركوزي في مؤتمر صحافي مشترك مع باروزو وستيفن هاربر رئيس الوزراء الكندي في ختام اجتماع قمة قصير بين الاتحاد الاوروبي وكندا "لدي الانطباع بان ذلك امر متفق عليه". وقال ان هذه القمة ستجمع دول مجموعة الثماني على ان تتوسع لتشمل مجموعة الخمس اي الدول الناشئة الخمس وهي الصين والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب افريقيا وكذلك "دولة عربية" التي بدونها ستكون مثل هذه القمة امرا "غريبا" على حد قوله. واعتبر الرئيس الفرنسي ايضا ان "الخطأ الاكبر سيكون الاعتقاد بان الازمة المالية عابرة وان كل شيء يمكن ان يعود كالسابق بعد هدوء الاسواق وانقاذ المصارف". ورحب ساركوزي وباروزو وهاربر في بيان ب"التدابير التي اتخذت للتصدي للازمة المالية واتفقوا على تنسيق تحركاتهم الوطنية والجماعية في مواجهة هذه الازمة". كما ايدوا "الدعوة الى قمة دولية قبل نهاية السنة بغية متابعة ودعم هذه الجهود". لكن هذا الهدف قد يصطدم بمقاومة اميركية. فقبل ثلاثة اسابيع من انتخاب خلف لبوش قالت المتحدثة باسمه دانا بيرينو ان "ايجاد موعد" لهذه القمة هو "في اخر اهتماماتي". من جهة اخرى طغت الازمة المالية ايضا على قمة الفرنكفونية التي بدأت في المساء في حضور الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ونحو ثلاثين رئيس دولة وحكومة. ولدى افتتاح المؤتمر دعا هاربر الاسرة الدولية الى تركيز الانتباه على وقع الازمة المالية الدولية على الدول الفقيرة. وتساءل ساركوزي من ناحيته عن كيفية "تسوية المشكلات الكبرى في العالم" بدون دولة افريقية او اميركية جنوبية كعضو دائم في مجلس الامن الدولي". وشدد على ان الازمة المالية "ينبغي ان تكون فرصة لقلب العادات ورفض التسهيلات". وبحسب مشروع البيان النهائي الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه ستلتزم الفرنكفونية ب"دعم عقد قمة دولية" لاعطاء رد "عاجل ومنسق" للازمة التي تثير الهلع في الاسواق العالمية. واعلن الاتحاد الاوروبي وكندا في ختام قمتهما عن عزمهما على اطلاق عملية تهدف الى التوصل الى شراكة اقتصادية "طموحة" بينهما لكن لن تبدأ المفاوضات بشأنها قبل العام المقبل. كذلك تضمنت زيارة ساركوزي شقا فرنسيا كيبيكيا مع اول خطاب يلقيه رئيس دولة فرنسي امام الجمعية الوطنية الكيبيكية. واشاد ساركوزي بالعلاقة "الفريدة" بين كيبيك وفرنسا معبرا عن صداقته لكندا. ووقع الرئيس الفرنسي ورئيس وزراء كيبيك جان شاريه اتفاقا مهنيا بين كيبيك وفرنسا ما يشكل سابقة عالمية بين حكومتين في قارتين مختلفتين. وبسبب مغادرته منتصف السبت الى كامب ديفيد لن يحضر ساركوزي سوى نصف القمة الفرنكفونية لكن سيحل مكانه رئيس الوزرءاء فرنسوا فيون.