الاعتداء على معلم بالة حادة    فاجعة مركب "الحرقة" بجربة: الأهالي يتسلّمون جثامين أبنائهم    خلال حفل افتتاح الدورة 19 بباريس: تونس تسلم رئاسة قمة الفرنكوفونية إلى فرنسا    رئاسية 2024: هل تؤثر الأحكام القضائية على وضعية المترشح العياشي زمال؟    تونس: وزير النقل يحثّ على ضرورة التسريع في استكمال مشاريع الشبكة الحديدية    سليانة: جلسة عمل للنظر في حسن الاستعداد للموسم وإنتاج موسم الزيتون وسبل التصدي للأفات الزراعية    بلاغ هام من سفارة تونس في لبنان    البنزرتي: طرحت فكرة تجنيس مهاجم الترجي الرياضي رودريغو رودريغاز على رئيس لجنة التسوية للجامعة    اتحاد الشغل يدعو للمشاركة بكثافة في مسيرة 7 أكتوبر    فوزي البنزرتي: مشاركة المنتخب الوطني في الشان ستكون مفيدة .. ولكن    الاطاحة بمروّج مخدرات أخفى بضاعته داخل عدّاد الكهرباء!!    إنقاذ كهل سقط في بئر بعمق 19 مترا..    فيلم كوثر بن هنية "الرجل الذي باع ظهره" يُعرض في مهرجان الفرنكوفونية بباريس    الفيلم التونسي '' الرجل الذي باع ظهره '' يُعرض في مهرجان الفرنكوفونية بباريس    الحرس الوطني: إحباط عمليات تهريب بقيمة 256 ألف دينار    الرد الصهيوني والحرب الشاملة    النادي الإفريقي: أسطورة ال104 أعوام الوفاء    كاتبة الدولة المكلفة بالشركات الاهلية تؤكد ان ارتفاع نسق احداث الشركات الاهلية يعد مؤشرا من مؤشرات النجاح فى هذا الملف.    النجم الساحلي: الإدارة تجدد ثقتها في "حمادي الدو"    بن قردان حادث مرور يسفر عن قتيل    تفاصيل القبض على شخصين من أجل ترويج المخدرات بمحيط معهد ثانوي..    اصطدام سفينتي شحن في مضيق البوسفور بإسطنبول..#خبر_عاجل    تصفيات كأس افريقيا للأمم 2025: 27 لاعبا في قائمة فوزي البنزرتي للمواجهة المزدوجة امام منتخب جزر القمر    الاحتياطي من العملة الصعبة يتراجع إلى ما يعادل 114 يوم توريد    توزيع المخزون التعديلي لمادة البطاطا .. مع تعزيز الرقابة الاقتصادية    صدرت في الرائد الرسمي : قرارات تهم الانتخابات الرئاسية لسنة 2024    انتهاء أشغال المسبح البلدي بالبلفيدير    عاجل : سرقة 7.6 مليون دينار من زيت الزيتون    عاجل/ وفاة 87 راكبا و78 أخرين في عداد المفقودين جراء غرق عبارة في هذه بحيرة بهذه الدولة..    يهم الترجي الرياضي: الإعلان عن فترة إنتقالات استثنائية للأندية المشاركة بكأس العالم للأندية    كاس العالم للاندية لكرة اليد: فيزبريم المجري يتوج باللقب    تقرير إقليمي يؤكد صلابة النظام المالي الوطني    الانتخابات الرئاسية التونسية: انطلاق عملية الاقتراع بمكتب التصويت بكينشاسا    عاجل: تسجيل إصابة ب''الشيغيلا'' في سيدي بوزيد    خطير/ اصابة طفلة الثلاث سنوات بجرثومة "شيغيلا" في هذه الولاية..    مفزع/ خلال يوم واحد: استشهاد 28 مسعفا في لبنان..    في 24 ساعة فقط : تسجيل 439 إصابة في حوادث مرور    تونس: حجز أكثر من 18 ألف قرص دواء مخدّر    وزير الخارجية الإيراني يصل إلى بيروت    طقس الجمعة: أمطار منتظرة بهده المناطق وانخفاض في درجات الحرارة    الأولى منذ 5 سنوات.. علي خامنئي يؤم صلاة الجمعة    الانتخابات الرئاسية 2024: انطلاق الاقتراع بالخارج بمركز سيدني بأستراليا واليوم بأوروبا    مجلس الأمن يدعم غوتيريش بعد قرار إسرائيل اعتباره "شخصا غير مرغوب فيه"    أضخم قصف على ضاحية بيروت وحديث إسرائيلي عن استهداف هاشم صفي الدين    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    علمتني الحياة..صابرين بن علي.. الحب كاف لنجاح أي علاقة إنسانية    ريحة البلاد ..فريال الرحوي .. عشت أياما جميلة في الخليج لكن تونس وطني الذي لا أنساه    في مصر .. مشاركة تونسية في «دورة الشاعر محمود بيرم التونسي» ... معرض فنون تشكيلية، مسامرة شعرية ومداخلات فكرية !    خطبة جمعة..مكانة المسنين في الإسلام    وزارة الصحة: تونس لم تسجل اية حالة محلية حاملة للمالاريا منذ 79 وكل الحالات المسجلة هي بالاساس قادمة من الخارج    عاجل/ بسبب مياه ماجل: إصابة طفل بجرثومة "الشيغيلا" في هذه الجهة    الفيلم التونسي ''برج الرومي'' في مهرجان الجونة السينمائي    كاتب الدولة للموارد المائية : المنشات المائية وتحديد الاولويات ساعد تونس على مجابهة ومقاومة تتالي سنوات الجفاف    مفتي الجمهورية: يوم الجمعة (4 أكتوبر الجاري) مفتتح شهر ربيع الثاني 1446 ه    محمود الجمني رئيسا للجنة تحكيم مهرجان نواكشوط السينمائي في نسخته الثانية    عروض سينمائية ومعارض فنية وورشات في الدورة الخامسة من مهرجان سينما للفنون    عاجل : الأرض تشهد كسوفا حلقيا للشمس اليوم    بينهم لطفي بوشناق: مهرجان الموسيقى العربية يكرم رمزا أثروا الساحة الفنية في العالم العربي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجاح أول عصيان مدني بمصر ورعب في أجهزة الأمن

شوارع خالية من المواطنين وعسكري في كل ركن وضباط يتأهبون في جو خماسيني خانق لمواجهة إضراب شامل شنه المصريون من داخل منازلهم عبر رسائل المحمول والإنترنت.
ووسط إجراءات أمنية مشددة تمكنت قوات الشرطة في المحافظات من اعتقال عشرات المتظاهرين الذي تجمعوا في حول نقابتي المحامين والصحفيين بالعاصمة وفي التجمعات العمالية بالمحلة والأسكندرية.
وساهمت دعوات المشاركين في الإضراب بعدم التصادم مع الشرطة والابتعاد عن التجمعات العنيفة، في منع الاحتكاكات المباشرة بين المواطنين وأجهزة الأمن.
واعتبر مراقبون ومنظمات حقوقية أن حالة الاستنفار الأمني غير المسبوقة التي شنتها أجهزة الأمن ومغازلة السلطات المصرية المواطنين بالعمل على رفع الرواتب ومحاربة الغلاء واستجابة ملايين الموطنين بعدم الخروج من منازلهم وتخفيض مشترواتهم، بمثابة نجاح كبير لأول اعتصام مدني هز أركان أجهزة الأمن.
ومنذ الصباح الباكر فرضت قوات الشرطة كردونات أمنية على جميع الميادين والشوارع الرئيسية ومنعت أي مواطن من محاولة الوقوف حتى لالتقاط الأنفاس أو شراء الاحتياجات خصوصا في العاصمة القاهرة ومنطقة وسط المدينة تحديدا ، حيث ظهرت الشوارع خالية تمامًا من المارة فحتى الميادين والشوارع الرئيسية بدت خالية تماما من البشر، خصوصا بعد أن كان الطقس السيئ حليفا لمحاولة رجال الأمن منع أي مظاهر إضراب أو احتجاجات حيث هبت عواصف ترابية ورياح خماسينية شديدة خفضت من درجة حرارة التعبير عن التذمر لدى رجل الشارع المصري .
ورغم تلك الإجراءات الأمنية غير المسبوقة إلا أن الوضع كان خارج السيطرة في نقابة المحامين المصريين بمنطقة وسط البلد ، حيث تظاهر مئات المحامين وانضم لهم عدد كبير من المواطنين مرددين هتافات تؤيد الإضراب وتحمل هجوما عنيفا على كبار المسئولين للتنديد بتردي كثير من الأحوال السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر مؤخرا .
وفي محافظة الجيزة طوقت السيارات المدرعة منطقة وسط الهرم وميدان الجيزة حتى جامعة القاهرة التي حظيت بسيارة أمن على كل باب دخول للطلبة ، وفي ميدان الدقي أيضا ظهرت بعض سيارات النجدة على رؤوس الشوارع فيما كانت عربات المرور تجر أي سيارة تحاول الوقوف على جانب الطريق .
وفي ميدان التحرير كانت عدد قوات الأمن، ضعف عدد المواطنين وتم إلغاء محطات الأتوبيسات التي تقف به أسوة بشارع قصر العيني، حيث ظهرت العاصمة وكأنها ثكنة عسكرية. و في شارع طلعت حرب حاول عشرات المواطنين التجمع قرب مقر حزب الغد وحركة كفاية فمنعهم رجال الشرطة من التظاهر .
كما منعت قوات الشرطة أي شخص من الوقوف على سلم نقابة الصحفيين التي كانت تعتبر متنفسا للتعبير عن وجهة نظر المعارضين في مصر حيث منعت قوات الأمن أي تجمع ، و حظرت تواجد مراسلي وكالات الأنباء. ومنع أحد لواءات الشرطة وضع كاميرات الفضائيات ووكالات الأنباء على سلم نقابة الصحفيين .
وأكد د. عبد الحليم قنديل منسق حركة كفاية رئيس التحرير السابق لجريدة العربي الناصري في تصريحات لشبكة الأخبار العربية "محيط" أن الإضراب في حد ذاته ليس هدفا للقوى الوطنية انما هو مجرد رسالة كان مطلوب توصيلها معبرا عن اعتقاده أنها وصلت بالفعل إلى من يهمه الأمر.
ومن جانبه ، شدد الناشط الحقوقي القبطي صموئيل سويحة على أهمية التعبير عن رفض الأوضاع التي وصفها ب"المتدهورة" التي يعيش فيها الشعب المصري بجميع طوائفه وانتماءاته ، أما الصحفي مصطفى الطهطاوي من جريدة الأسبوع المستقلة ومعه الصحفي علي القماش فقد قررا التعبير عن تضامنهما مع حركة الإضراب على طريقتهما الخاصة عن طريق ارتداء الطرابيش الحمراء.
ومن جانبه ، أكد منسق الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" جورج اسحق في اتصال هاتفي مع "محيط" :" اعتقال 66 شخصا من الحركة في محافظات مختلفة مثل الاسكندرية وبورسعيد ودمنهور والقاهرة". وأشار جورج الى ان المشاركة في العصيان "مرضية" وسوف تحقق نتائج ايجابية .
من جهته قال جمال عبدالمحسن أحد المحامين المشاركين للدفاع عن المتظاهرين:" ان منطقة خط الصعيد وبالتحديد من اسوان الى اسيوط تشهد هدوءً حذرا اليوم ولايوجد أي اضراب ولم يتم اعتقال اي مواطن"، مشيرا إلى "أنه في حال اعتقال اي مواطن بتهمة التظاهر سوف يقوم باجراءات الدفاع عنه ".
إحنا نجحنا
تبادلت مجموعة اضراب 6 أبريل على موقع الفيس بوك نحو 24 ألف رسالة عن الإضراب حتى عصر اليوم فقط للتأكيد
على نجاح الاضراب ومؤازة بعضهم، والمساهمة فى أنشطته خلال الساعات المقبلة.
وتقول المجموعة :" إحنا نجحنا.. الإضراب نجح .. الإضراب.. مش بالتظاهر. البلد بايظه لإننا بنعمل مظاهرات والأمن بيبوظها.. يبقي الحل علشان نوصل صوتنا.. إننا مايبقاش في مواجهات مباشرة .. ودي أول خطوة .. لازم نفكر في الخطوات اللي بعد كده".
بينما ألمح أحد قراء "محيط" الى تورط أيادي خفية تحاول أن ترجع مصر الى الوراء فعبر القارئ الذي القى على نفسه لقب "مواطن مظلوم" قائلا:" هى دى مصر.. للأسف في أيادى خفية بتحاول تخلينا دايما ورا ودايما متخلفين ودايما متبوعين ولما نحاول نبقى كويسين .. ونقول لا يقطعوا رقبينا أفضل حاجة نقولها الآن.. حسبنا الله ونعم الوكيل".
ويشار الى أن قوات الأمن المصرية حولت مدينة المحلة إلى ثكنة عسكرية بنشرها العشرات من قيادات وزارة الداخلية ، وقامت الأجهزة الأمنية باعتقال الداعيين الى الإضراب في شركة "المحلة الحكومية" للنسيج ومنعتهم من الدخول حتى لايقوموا باثارة غضب العمال.
ويأتي ذلك فيما تواصلت رسائل الراغبين في المشاركة في أول عصيان مدني عبر الإنترنت ، وتطالب الرسائل المواطنين بالبقاء في البيت وعدم النزول إلى الشارع إلا للضرورة القصوى ، ودعت أخرى إلى التجمع في وسط العاصمة للتظاهر وهو ما نشر الخوف لدى المواطنين والطلاب الذين تغيب أكثرهم عن الذهاب إلى مدارسهم.
وشهدت المدن المصرية اليوم الأحد انخفاضا ملحوظا في حركة البيع والشراء وانسيابا في حركة المرور، حيث بدت الشوارع المزدحمة عادة، خالية من السيارات لاسيما الخاصة منها ، في وقت كثرت فيه حركة السيارات العامة والنقل الجماعي بكافة الأحياء.
ودعت بعض المطاعم الشهيرة عبر رسائل " أس أم أس" إلى شراء مأكولاتها بأسعار مخفضة طوال اليوم لمواجهة الإضراب. وتجاهل التلفزيون المصري الحديث عن الإضراب باعتباره مجرد محاولة للاحتجاج لا تستحق إهتمام إعلامي واسع ، بينما أولت الفضائيات العربية ك"الجزيرة" و"العربية" اهتمامًا واسعًا بيوم "العصيان المدني" ونشرت مراسليها في مختلف أنحاء مصر.
الأزهر يحذر
وقد حذر الشيخ عبدالفتاح علام وكيل الأزهر من أن أي تعطيل للعمل يعتبر ضررا بمصالح المواطنين والدولة ويزيد المشاكل.. وأن هناك قنوات شرعية للتعبير عن الآراء والمطالبة بحقوق مشروعة بما لا يضر مصالح الناس ولا يحقق خسائر للشعب بدلا من تحمل المواطنين أنفسهم لنتائج ذلك.
وقال الشيخ زكريا إسماعيل رئيس قطاع المعاهد الأزهرية:" إن الدراسة مستمرة بشكل طبيعي بجميع المعاهد ووفق جداول الدراسة"، مؤكدا أن الأزهر لا يعرف تعطيلا للعمل تحت أي مسمي.
نعم للإضراب لا للتخريب
ودعا العديد من المشاركين في الاضراب وقراء "محيط" إلى المشاركة في الاضراب ولكن بدون تخريب وقالت القارئة "هبة" :" اضراب اه تخريب لا.. مش عايزين نعمل تخريب عايزين تغير عايزين حلول .. مش مجرد صراع وخلاف لية الحكومة ضد الشعب .. متحاول تشوف لية وصلنا كده.. وناوية توصل بينا لفين.. الناس بتسرق وتتسول وتنصب وتقتل .. هنوصل لايه تاني..
لازم صوتنا يوصل ويسمع بدون تخريب .. بعقول واعية من غير شعارات على الفاضي".
وقال القارئ "هاني" :" نعم للتصحيح لا للتخريب .. اعتقد انها ظاهره صحية تعبير الناس عن معناتهم من الغلاء والمستوى المتدنى للخدمات التي تقدمها الحكومه وانا مع هذا الاضراب السلمي بدون تخريب حتى نكون ايجابيين ".
صور حية من مواقع الأحداث :
بدت شوارع القاهرة خالية من المارة وفضل عدد من المضربين التواجد في وسط العاصمة والمناطق الحيوية بالمحافظات.( خاص- محيط)


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.