الكلام عن يوسف الزواوي هو كلام عن احد رموز كرتنا التونسية هو حديث عن المدرب الذي حقق ما لم يحققه كثيرون... الكل عرفنا الزواوي مدربا في منتصف الثمانينات يوم كان المدرب الاول للمنتخب. حيث تواصلت المسيرة الى اخر الادوار فالزواوي في تلك الايام التي كان فيها المنتخب يعرف فقرا شديدا في اللاعبين وفقرا في الموهوبين. كان الزواوي في تلك الايام يحاول ان يحقق بما يشبه المعجزه وهو المرور لمونديال المكسيك 1986، كانت البداية مشجعة بعد تخطي البنين بثنائية الجريدي و القصري ذهابا و رباعية بسام الجريدي في مناسبتين و الركباوي و القصري ايابا، قبل ان نتخطي الغينيين بثنائية الاياب عن طريق حكيم ابراهم و الحسومي بعد تلك الادوار بدا الجد فكانت نيجيريا التي تخطيناها بهدفين في الاياب عن طريق بسام الجريدي . وما ان بدا الحلم حتى سقط كل شيء في اخر دور امام الجزائر فكانت تلك الهزيمة النكراء في تونس 4/1 و الهزيمة 3/0 في الاياب ،يومها تلقى السبعي سباعية اذلت كل البلاد. يوسف الزواوي بعد تلك الهزيمة مع المنتخب لم يلبث ان التحق بفريق النشاة النادي البنزرتي وفاز معه بكاس 87 امام مستقبل المرسى بهدف لطفي الماي الزواوي بقي كذلك الى حين كانت تلك البطولة الغير عادية التي نافس بها الافريقي في بداية التسعينات الى اخر الثواني...يوسف الزواوي انتج يومها في بنزرت فريقا خرافيا لا ياتي في كل يوم ابطاله كثيرون من مراد الغربي و السميراني و محمد خان و علمية و البقية...بطولة لم يحسمها للافريقي الا عادل السليمي ... الزواوي بعد البنزرتي كانت له اطلالة قصيرة للافريقي يوم اتم الرباعية في الرياض يوم فاز بالافرواسوية امام الهلال السعودي في مباراة بلغ ايابها تشويقا لا نظير له يوم التعادل 2/2 باهداف سمير السليمي و الحاج على ، قبل ان يلتحق مجددا بالمنتخب التونسي استعدادا للكاس الافريقية التي استضافتها بلادها في 94...قبلها حقق الزواوي كل النتائج المرجوه فكانت تلك المباريات الودية التاريخية امام الالمان يوم فرضنا عليهم التعادل بهدف فوزي الرويسي و يوم تعادلنا مع العملاق الهولندي المدجج بكومان و ريكارد و قوليت و فان باستن يوم تعادلنا 2/2 باهداف فوزي الرويسي و الحمروني. لكن للاسف في الكاس الافريقية سقطت امالنا و سقط الزواوي من المباراة الاولى التي خسرناها في يوم كئيب امام الماليين 2/0 فكان ان اتم فوزي البنزرتي البطولة الافريقية التي ودعناها بعد ذلك، الزواوي بعد تلك النكسة التونسية عاد للواجهة بعد التحاقه بالترجي فكان ان حقق مع الترجي تقريبا كل شيء فتتالت بطولاته و كؤوسه و كانت تلك الالقاب الخارجية التي تنقص الترجيين ككاس الكاف و كاس اكؤوس الافريقية و كاد يكسب رابطة الابطال الافريقية مع الترجي في 99 امام الرجاء و في 2000 امام قلوب الصنوبر ... الزواوي مع الترجي بات اكثر من حقق انتصارات متتالية ب 12 مباراة في مناسبتين في موسم 99/2000 و في 2000/2001 ...كما بات المدرب الذي قام مع الترجي بقرابة 84 مباراة متتالية دون هزيمة.. لكن عجز الزواوي عن الحصول على رابطة الابطال الافريقية عجل بخروجه من الترجي بعد سنوات كبيرة و طويلة. الزواوي ما ان خرج من الترجي حتى كانت له تلك البطولة العربية التي حازها مع الملعب التونسي بعد ان اتم ما بداة خالد بن يحي في نفس البطولة، كما التحق بالادارة الفنية للجامعة التونسية لكرة القدم قبل مجيء روجي لومار في 2002 و نتذكر جيدا كيف قاد المنتخب في تلك المباراة الودية الشهيرة امام فرنسا زيدان و تريزيقي و تيري انري يوم تعادلنا بهدف على الزيتوني،الزواوي ما ان خرج و فارق الكرة التونسية حتى عاد للترجي مع بدايات حمدي المدب لكنه لم يعمر طويلا ...قبل ان يعود في الماضي القريب الى نادية البنزرتي و يشرف على حظوظه لبعض المباريات ... و هاهو و بعد تلك التجارب الطويلة على ميادين الخليج و في التحليل التلفزي على قناة دبيالرياضية ...هاهو يعود بالامس و يعين من جديد على راس الادارة الفنية لجامعة الكرة التي يراسها وديع الجريء، و الكل يعول على تجربة الزواوي الطويلة و معرفته الكبيرة بكرتنا...لعله يضخ فيها البعض من خبرة السنين...أو يعيدها للوراء لأكثر من نصف قرن