تونس تؤيد إرادة الشعوب ..حتى في سوريا...لكن من يقف حاليا إلى جانب ابناء جاليتنا في هذا البلد؟ لايشك أحد أن الربيع العربي لا تزال تطال رياحه... عديد من الدول العربية بطرق مختلفة وفي ظروف متشابهة كلها تحرج وتهدد الأنظمة الحاكمة أمام موجات المعارضة وتحركات الشعوب المدعمة من أطراف داخلية وخارجية و كلها تصب في وادي واحد هو تغيير الحكم وابعاد رموزه والطغاة منهم لتحقيق أحلام الشعوب في الكرامة والحرية والتشبث بتسيير شؤونها بكل ديمقراطية . انطلاقا من ثورة تونس مرورا بثورة مصر وصولا إلى ثورة ليبيا ..وفي وقت تعيش فيه الثورة اليمن ولادة قيصرية عسيرة ويبقى منذ عدة أشهر مضت وخاصة هذه الأيام حديث العالم بأسره عن مخاض صعب تمر به انتفاضة كبرى أخرى بسوريا تتوسع يوما بعد يوم وتنتشر في عدة مدن نذكر منها إدلب وحمص وجبل الزاوية وحماه وعدة مناطق قريبة من العاصمة كدمشق ولعل الأمر الذي أربك الرئيس السوري بشار الأسد ومؤيديه من الجيش السوري الذي يعتبر ضباطه المنتمين لطائفته العلوية العمود الفقري لجيش ينطلق من منطقة الرستن وهو انشقاق ما لا يقل عن 10 آلاف بين جنود وضباط أطلقوا على أنفسهم "الجيش السوري الحر" إيمانا منهم بعدم إقتناعهم بتوجيه السلاح نحو أبناء الوطن الواحد. وفي خضم هذه الأحداث تواصل تصفية المعارضين والمتظاهرين والمنشقين من الجيش وصل عددهم 5 آلاف من كل الأعمار من الجنسيين حسب بعض المصادر وتكاثفت تحركات المعارضين في الداخل وخاصة في الخارج للتصعيد والمطالبة بتدخل دولي بعد أن أسسوا مجلسا انتقاليا ولم يكفيهم حتى التحركات قصد الوصول لحلول توافقية عبر الجامعة العربية والولايات المتحدةالأمريكية التي اتخذت منذ البداية موقفا ضد ما أسميته باستعمال العنف الشديد والتصفية الجسدية لأبناء سوريا المعارضين من مدنيين وعسكريين و أصبحت تسير نحو التنسيق مع روسيا التي أيدت الأسد في بداية الأحداث ثم تراجعت لتطالب بقرار أممي وحل توافقي يرضي الطرفين ويجنب هذا البلد العربي مزيدا من سفك الدماء والدمار والتصفية الجسدية بالسلاح الخفيف والثقيل والآليات العسكرية والطائرات الحربية. وفي نفس الفترة اجتمع عدد كبير من المعارضين بتونس ببادرة منهم لبحث الأوضاع المؤسفة في سوريا اتخذوا قرارات تلزمها ودعا هذا المجلس لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي وناشدوا الأمين العام للجامعة العربية عقد جلسة عاجلة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية المدنيين السوريين بالتعاون مع الأممالمتحدة قبل 24 ساعة فقط من وصول وفد المراقبين الدوليين المتكون من 150 شخصا قبل نهاية السنة علما وأن النظام السوري وافق على استقبال هؤلاء المراقبين بصعوبة وقد بقي الموقف الرسمي التونسي من حيث المبدأ يساند إرادة الشعوب في بلد صنع تاريخ الثورات العربية وانطلقت منه الشرارة الأولى دون موافقة تدخل دولي في شؤون سوريا وهذا الموقف تنبه جل الدول العربية وخاصة بالخليج العربي وأبرزهم دولة قطر التي تتزعم دعم الثورات العربية الشعبية لكن الأمر الذي حيرنا هذه الأيام هو ردود فعل النظام السوري وأطراف عديدة غير واضحة المعالم بالتأكيد تتصرف بموافقة حكومة الرئيس بشار الأسد حسب ما وصلتنا من أخبار مؤلمة قد تكون تتمثل في مضايقات و ملاحضات واعتداءات واعتقالات طالت عدد من أبناء جاليتنا بسوريا لا ندري أين وصلت وكيف يمكن تجنيب هؤلاء حصول مآس هم في غنى عنها بحكم عدم تحركهم سياسيا وانتمائهم أو دعمهم لأي طرف معارض داخل سوريا وخارجها الأكيد أن هذا الملف معقدا في وقت سحبت فيه بلادنا سفيرنا في دمشق وتبقى علاقتنا تسودها الغيوم السوداء والتضارب في المواقف والتصريحات بين من يمثل نظامينا ..كلنا أمل في إيجاد حلول توافقية تجنب الأفراد من أبنائنا التصفيات والمصير المجهول. مرشد السماوي