أوردت وزارة الطاقة والمناجم والانتقال الطاقي أن ظروف الحجر الصحي الاستثنائية التي مرت بها تونس، لم تمنع الشركة التونسية للكهرباء والغاز من حسن الاستعداد لفترة الذروة في استهلاك الكهرباء لهذا الصيف من جويلية إلى سبتمبر. وكشفت مذكرة تم تقديمها إلى مجلس الوزراء يوم الأربعاء 10 جوان أن الاستعدادات لموسم الذروة 2020 انطلقت منذ سبتمبر 2019، وعقدت الإدارة العامة عدة مجالس فنية لضمان توفير الحاجيات الوطنية من الطاقة الكهربائية وتعزيز البنية التحتية لنقل وتوزيع الكهرباء وإتاحة الغاز الطبيعي، كما جاء في الوثيقة أن الشركة تطلب توفير الحاجيات المالية الملحة لضمان ّ اِستمراريّة تأمين التّزويد الطّاقي للبلاد. وتتوقع الشركة أن تكون ذروة الطلب لهذا الصيف بين 3 800 و4 150 ميغاواط، مقابل قُدرة كهربائية قُصوى مضمونة تصل إلى 4630 ميغاواط باِحتساب تراجع القُدرة بمفعول حرارة الطّقس إلى 45 درجة. ومن خلال ميزان العرض والطّلب، يُلاحَظ وجود توازن جزئي دون توفّر الهامش الاِحتياطي المطلوب لحُسن اِستغلال المنظومة الكهربائيّة والمُقدَّر ب 600 ميغاواط )بين 10 و 15% مِن ذروة الطّلب.( ويُذكر أنّ هذا الهامش ضروريٌّ قصد مجابهة أيّ عطب طارئ لوحدات الإنتاج. وفي صورة حدوث عجز في ميزان العرض والطّلب نتيجة أعطاب مفاجئة لبعض وحدات الإنتاج، يمكن اللّجوء إلى اِستيراد الكهرباء من الجزائر الشقيقة، وتجدر الإشارة في هذا الصّدد إلى أنّ القُدرة التّعاقديّة القُصوى لاِستيراد الكهرباء قد تمّ التّرفيع فيها من 150 إلى400 ميغاواط وذلك في جويلية 2018 بالتّنسيق مع الجانبين الجزائري والمغربي. كما اتخذت الشركة عدة تدابير أخرى منها إحداث خطّة يقظة للتّعامل مع الأوضاع الطّارئة خلال فترة الذّروة الصّيفيّة وتركيز خطّة تواصليّة داخليّة خلال الذّروة الصّيفيّة ومواصلة الحملات التّحسيسيّة مع الهياكل المختصّة فيما يخصّ التّحكّم في اِستهلاك الطّاقة. على الميدان، تعمل الشركة على تعويض التأخر الحاصل بسبب الحجر الصحي لاستكمال برنامج الصيانة الدورية لكل محطات إنتاج الكهرباء قبل نهاية جوان، وسجلت الشركة نموّ مطّردا لذروة الطّلب على الكهرباء خلال السنوات العشر الأخيرة بمعدّل 4% سنويّا )نتيجة الإقبال المتزايد على التّكييف تبعا لاِرتفاع درجة حرارة الطّقس(، مع تسجيل ذروة قياسيّة ب 4 247 ميغاواط لصائفة 2019 (8,4+% مقارنة ب 2018).