"في حين لا ترقى المبادلات الاقتصادية التونسية مع السوق الافريقية إلى 5 بالمائة من إجمالي مبادلاتها مع الخارج، يقدر حجم استثمارات المغرب بهذه السوق 4،3 مليار دولار وتشمل هذه الاستثمارات المجال المالي والتأمين وعدد من النشاطات الاقتصادية الأخرى مما يعد رقما جيدا ونتاج سياسة دولة"، وفق ما أكده رئيس كنفدرالية المؤسسات المواطنة طارق الشريف، الأربعاء. وأوضح الشريف خلال ندوة صحفية، خصصت لتقديم حصيلة عمل كنفدرالية المؤسسة المواطنة الدولية (كونكت الدولية) بالنسبة لسنة 2017 وبرنامجها لسنة 2018، أن هناك نقص هائل على مستوى جهود تونس بإتجاه هذه السوق، التي اعتبرها الشريف "مستقبلنا". وتابع "يجب أن تكون هناك إرادة فعلية وسياسة دولة حقيقية باتجاه تدويل المؤسسات التونسية وإفتكاك موقعها بالسوق الإفريقية". وتحدث عن "حتمية دعم التواجد المالي لتونس بهذه السوق عبر تركيز فروع للبنوك التونسية ومؤسسات التأمين وتركيز تمثيليات ديبلوماسية اقتصادية فعلية وليس بالشكل الكلاسيكي الحالي للسفارات". وأشار إلى أنه "من الاجدى التفكير في إحداث خطة سفير متجول يعنى بمنطقة بعينها (مجموعة بلدان في نفس الوقت) أو قنصليات شرفية وأحيانا يكون تركيز فرع بنكي أجدى من توفير التمثيليات الديبلوماسية". واعتبر أن المساهمات، التي أقرتها الدولة لفائدة المصدرين التونسيين نحو السوق الافريقية (في مجال النقل) لا تجعل من المستثمر التونسي على قدم المساواة مع بقية المنافسين له على مستوى هذه السوق (بعضها يوفر نقل مجاني لفائدة المستثمرين) زد على ذلك أنه من الضروري دعم شركات النقل الجوي والبحري وهيكلتها والتخلي عن سياسة الإحتكار لنشاطات إقتصادية معينة وتشجيع الاستثمار في المقابل وأوضح أنه من الضروري المحافظة على الأسواق التقليدية لتونس على غرار الدول الأوروبية وتحسين المؤشرات الخاصة بها. وتحدث عن إحتضان تونس لمنتدى "فوتوراليا" لاول مرة خلال شهر نوفمبر 2018. وتوقع أن يشهد المنتدى، الذي يضم 100 رجل أعمال فرنسي وأوروبي، مشاركة نحو 500 رجل أعمال من تونس وافريقيا ومن البلدان العربية. وبين الشريف أن دور كونكت الدولية يمكن أن يكون مكملا لدور هياكل الدعم في مجال التصدير والاستثمار ودعا إلى أن تكون إجتماعات المجلس الأعلى للتصدير شهرية، وليس كل ستة أشهر، لاستقراء الاحصائيات والارقام فيما يتعلق بجهود التصدير ومقارنتها بالفترات السابقة ورسم أهداف معينة لمختلف الأسواق واتخاذ اجراءات عملية وتوفير الاليات والسبل لتحقيقها. وتعتبر كونكت الدولية التابعة لكونكت "فاعلا في مجال تدويل المؤسسات التونسية وجذب الاستثملارات الاجنبية المباشرة" وهي تسعى الى تطوير جهود التصدير لدى المؤسسات الصغرى والمتوسطة التونسية ودعم المؤسسات في عملية تدويلها واحداث مجموعات للتنسيق من بين الكفاءات المقيمة بالخارج. واستهدفت المنظمة خلال سنة 2017، وفق ما تم عرضه خلال اللقاء الاعلامي، 25 بلدا وقامت بتنظيم 14 بعثة لرجال أعمال الى الخارج استهدف جلها السوق الافريقية كما نظمت 600 لقاء أعمال واستقبلت 8 وفود من رجال أعمال أجانب (أفارقة وأاوروبيين وروس). وتسعى المنظمة، بالنسبة لسنة 2018، تنظيم 16 بعثة رجال أعمال الى الخارج واجراء 3000 لقاء اعمال واستهداف 40 بلدا وبرمجة استقبال 35 وفد من رجال أعمال أجانب.
