واصل المحافظون وحزب الديمقراطيين الأحرار جولات التفاوض لتشكيل حكومة جديدة عقب الانتخابات غير الحاسمة التي أجريت الأسبوع الماضي وأثارت قلق الأسواق من جمود سياسي. وأبدى زعماء ومفاوضون تفاؤلهم في إبرام اتفاق شراكة للسلطة، لكن الخيارات السياسية للأحزاب المختلفة تبقى مفتوحة، مما يهدد باستمرار الجمود. وقال زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نك كليغ إن حزبه يعمل مع المحافظين على مدار الساعة في محاولة لترجمة قرار الشعب البريطاني الذي اتخذه في انتخابات الخميس. وأعرب عن اعتقاده أن إطالة أمد التفاوض وحالة عدم اليقين أمر ليس صحيحا. وحث الناخبين على دعم الحزب ما دامت المفاوضات مستمرة. وقال "تحملوا معنا فترة أطول بقليل وآمل أننا سنكون قادرين على تزويدكم بإعلان كامل في أقرب وقت ممكن". وما زال المحافظون والديمقراطيون الأحرار منخرطين في التفاوض من أجل تشكيل الحكومة الجديدة طوال الأيام الثلاثة الماضية، لكنهما لم يعلنا حتى الآن عن التوصل إلى اتفاق بشأنها. وفي هذه الأثناء يمارس حزب العمال الضغط ويطالب الطرفين بسرعة البت في الاتفاق من عدمه. وقال وليام هوغو -أحد المفاوضين عن حزب المحافظين- إن المحادثات مع الديمقراطيين الأحرار تجري بشكل حسن وأنه متفائل بتحقيق تقدم سريع. اتفاق تاريخي ونقلت محطة تلفزيون سكاي نيوز عن مصادر من الديمقراطيين الأحرار قولهم إنهم متفائلون باحتمال التوصل إلى اتفاق. بينما ذهبت صحيفة ديلي إكسبريس الاثنين إلى أن زعيم حزب المحافظين ديفد كاميرون سيتولى منصب رئيس الوزراء في غضون الأيام القليلة المقبلة، بعدما اقترب حزبه من إبرام اتفاق تاريخي مع الديمقراطيين الأحرار بشأن تشكيل الحكومة الجديدة. ويحاول حزب المحافظين وحزب الديمقراطيين الأحرار التوصل إلى اتفاق قد يقود إلى أول حكومة ائتلافية في بريطانيا منذ سبعينيات القرن الماضي. وتركز المحادثات على إيجاد أفضل السبل لإعادة بناء الاقتصاد بعد أسوأ ركود منذ الحرب العالمية الثانية، ولتخفيض العجز القياسي في الموازنة العامة. وتعد مسألة تعديل قانون الانتخابات واحدة من عقبات تحقيق الاتفاق حيث يدعم الأحرار إصلاح ذلك النظام، بينما يعارض المحافظون أي تعديل على ذلك القانون. وتمنح القوانين الدستورية في بريطانيا الأحزاب السياسية الرئيسية مهلة 15 يوماً للتوصل إلى اتفاق لتشكيل الحكومة المقبلة، بعدما أسفرت الانتخابات العامة التي أجريت الخميس الماضي عن برلمان معلق، قبل أن تواجه البلاد احتمال إجراء انتخابات عامة ثانية. ويظل غوردون براون زعيم حزب العمال -الذي يقود بريطانيا منذ عام 1997- رئيسا للوزراء مع تواصل المحادثات، وهو لا يزال يحدوه أمل في استقطاب الديمقراطيين الأحرار والاستمرار في السلطة. عرض مغر وفي تطور دراماتيكي، سعى براون إلى تخريب اتفاق وشيك بين الحزبين المعارضين لحكومته من خلال تقديم عرض مغر على زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار لتشكيل ائتلاف يساري لإبقاء المحافظين بعيداً عن الحكم وفق صحيفة ديلي ستار. وأكدت الصحيفة البريطانية أن كليغ رفض عرض براون، واقترب من التوصل إلى اتفاق من شأنه أن يضع المحافظين على رأس السلطة بدعم من الديمقراطيين الأحرار. ورجحت وكالة رويترز أن كليغ يبقي كل الخيارات مفتوحة فقد اجتمع مع براون سرا بينما كانت المحادثات جارية بين حزبه والمحافظين في مكان قريب. يذكر أن حزب المحافظين فاز بمعظم المقاعد في انتخابات الخميس الماضي لكن كان ينقصه عشرون مقعدا لتحقيق أغلبية في البرلمان البريطاني المكون من 650 مقعدا. ويصرف حزب العمال -الذي جاء في المرتبة الثانية- شؤون المملكة المتحدة بشكل مؤقت، لكن براون يقف على أهبة الاستعداد لمحاولة التحالف مع الديمقراطيين الأحرار في حال عدم توصلهم إلى اتفاق مع المحافظين.