هدد إسلاميون جزائريون بالنزول إلى الشارع للمظاهرة والاحتجاج على قرار أصدرته وزارة الداخلية الجزائرية بفرض نظام البطاقات التعريفية (وجوازات السفر) البيومترية بشكل رسمي في البلاد يُلزم النساء بكشف آذنهن والرجال بتخفيف اللحى. واعتبر زعماء المنظمات والحركات الإسلامية أن القرار يمس الإسلام. وكانت الداخلية على لسان وزيرها السيد نور الدين يزيد زرهوني قد أعلن في ندوة صحفية نقلها التلفزيون الجزائري عن ضرورة كشف الأذن في الصورة بالنسبة للنساء، والتخلي عن اللحية (أو تخفيفها) بالنسبة للرجال، رافضا في ذات الوقت أن يتم حصر الإسلام في مجرد صورة بيومترية على اعتبار أن الجزائر جزء لا يتجزأ من عالم يتغير يوميا، وأن المسافرين سيكونون بمنأى من أي مضايقات في المطارات الدولية يضمنها لهم جواز السفر البيومتري الرسمي، على حد تعبيره. ولم يتأخر رد الإسلاميين الذين هددوا على لسان الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة بالنزول إلى الشارع في خطبة ألقاها في احد مساجد العاصمة اعتقل على أثرها لساعات قبل أن يطلق سراحه، كما دخل في الخط إسلاميون من أحزاب نشطة في السلطة منها حركة مجتمع السلم (المتجذرة من حركة الإخوان المسلمين) وحركة النهضة الإسلامية، حيث قال الرئيس الأسبق لحركة النهضة جاب الله بن جاب الله إن إجبار النساء المحجبات على كشف الأذنين أمر غير مقبول، والمحجبات غير معنيات به على حد تعبيره. قرار الداخلية الذي تم صياغته عام 2004 ليكون جاهزا للتطبيق بداية من الشهر الحالي جاء لاستبدال ما لا يقل عن 9 مليون جواز سفر و 23 مليون بطاقة تعريف متداولة حاليا بأخرى بيومترية ذات مواصفات عالمية، وللحد من عمليات التزوير وانتحال البطاقات الرسمية التي تشهدها الجزائر والتي كشفت تقارير نشرتها الصحف الجزائرية أن بعض الإسلاميين يقفون خلفها لدعم الخلايا الإرهابية لوجستيكيا بالخصوص في الجنوب الجزائري، حيث كشفت صحيفة "لوتونتيك" الفرانكفونية عن تفكيك خلية دعم لوجستيكي في الجنوب الجزائري كانت تموّل أفراد تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي ببطاقات وجوازات سفر مزورة للدخول إلى مناطق الجنوب مثل مالي والنيجر وموريتانيا، كما كشفت ذات الصحيفة أن الجزائر سجلت 25 ألف عملية تزوير بطاقات تعريفية وجوازات سفر منذ بداية السنة الحالية فقط.