شيخنا العزيز يوسف القرضاوي....عفوا ....الفخ..... لقد تأخرت في تحبير هذه الأسطر الموجهة لشيخنا الجليل العلامة المجدد يوسف القرضاوي حفظه الله طمعا في أن يبادر من هو أرسخ مني قدما وأوسع مني إحاطة بعلوم الدين وبعلوم الدنيا وخبراتها بالتعقيب على الموقف الأخير للشيخ بخصوص تورط حزب الله اللبناني في الولوغ في الدماء السورية الزكية، ثم استجمعت جرأتي وقررت أن أتوجه بهذه الكلمات الرقيقة لشيخنا العزيز، مقتديا في ذلك بقول الامام مالك بن انس وهو يشير إلى قبر النبي الاكرم صلى الله عليه وسلم: كلكم راد وكلكم مردود عليه إلا صاحب هذا القبر. بداية شيخي الفاضل، لقد اعلنت انضمامك إلى الرأي الذي ما فتأ يروجه علماء السعودية والذي لطالما كنت ترفضه وتعارضه علنا، والمتمثل بالحسم على أساس طائفي في حزب الله أيام كان ذلك الحزب يقود المقاومة ضد العدو الصهيوني في جنوب لبنان، وأيام كان يحقق الانتصارات المتتالية حتى تمكن من إخراج الصهاينة من الجنوب إلا قليلا، وايام كان يقدم العون والسند لكل فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى راسها حماس والجهاد الاسلامي. لقد كان موقفك السابق متمايزا تماما عن ال موقف الحالي، متجنبا تماما أي تقييم للأشخاص والهيئات على أساس طائفي، ومتمسكا بالتقييم على أساس الموقف من القضايا العادلة، فما كان لنا أن نركز على الوجه الطائفي لهذا الحزب وهو يجتهد في تحرير أرضه ومساندة أعدل قضايانا في فلسطينالمحتلة. شيخنا العزيز. إن الطائفية فخ بغيض، وليس من الحكمة أن نؤجج نارها بأي وسيلة كانت، ثم إنها ليست سوى ستار رقيق لا يفلح في إخفاء الاهداف الحقيقية الكامنة وراءها، ولا يخفى عليك بالتأكيد شيخنا العزيز أن حزب الله وزعيمه حسن نصر الله وهم يشدون من أزر نظام البغي والاجرام ويرتكبون الفظاعات في سورية إنما يساندون بذلك "طائفة" هي عندهم كافرة بإجماع مراجعهم، خارجة عن الملة تماما، أفلم يكن ذلك كافيا للحذر من الوقوع في فخ التأجيج الطائفي.؟ شيخنا العزيز إن ثورات الربيع العربي كما لا يخفى عليك لم ترفع شعارات فئوية أو طائفية، بل رفعت شعار افتكاك الحرية واسترداد الكرامة الضائعة والخلاص من المستبدين والبغاة المجرمين، وأنا أزعم أنك كنت أحد من حرضوا على هذا الربيع بحرصك على الاعلاء من شأن كرامة الشعوب و حريتها، وحقها في اختيار من يحكمها وكيف يحكمها، ولن تفلح هذه ا لثورات إن هي رفعت شعارات غير جامعة، ولن تكون نتيجة التأجيج الطائفي إلا تأخير ساعة النصر للثورة السورية وربما السماح للنظام المجرم بالاستمرار، وفي أحسن الحالات فتح الابواب واسعة أمام الاطراف التي لا ترغب باستقرار الوضع في سورية لبث القلاقل لزمن طويل في هذا البلد. د نجيب عاشوري 17/06/2013 .