تذمرت بعض قيادات نداء تونس مما أطلقت عليه حالة الشغب التي رافقت تجمعها الشعبي ولوحت مجددا باتهام النهضة ورابطات حماية الثورة ، لكنهم اثنوا على المجهودات الأمنية الكبيرة وعملية التامين الجيدة للتجمع الجماهيري . وكانت حركة نداء تونس قد نجحت اليوم في اول تجمع كبير لها استهدف المناطق الداخلية وتمكنت من تحشيد أنصارها وأنصار العديد من الأحزاب والمنضمات الأخرى من مختلف الجهات .
ورغم ان الأخبار التي أعقبت الإعلان عن هذا الاجتماع قبل ايام تناقلت أن زعيم حزب العمال الشيوعي ومنسق الجبهة حمة الهمامي أعطى تطمينات الى قيادي في نداء تونس بعدم تحرك اتحاد الشغل ضد تجمعهم في قفصة ، واكتفى بالتطمينات ولم يعرض خدمات الاتحاد على النداء ، لكن العديد من المتابعين تفاجؤوا بالمساندة الميدانية الكبيرة التي وفرتها الجبهة الشعبية والاتحاد العام التونسي للشغل والتي فاقت المساندة المتوقعة من طرف مكونات "الاتحاد من اجل تونس" ، و ذهب البعض الى ان الإصرار الذي أبداه الاتحاد على إنجاح تجمع نداء تونس هو نتيجة لردة فعل طبيعية على الملفات الخاصة بالعديد من القيادات النقابية التي بدأت ترى النور وتأخذ طريقها الى العدالة والمسائلة وربما تكون رجة للحكومة من اجل توقيف مصادرة الأملاك التي وهبها بن علي لقيادات الاتحاد.
وقد اثنت بعض رموز حركة نداء تونس على الدور الايجابي لمختلف الأحزاب الصديقة وخاصة الجبهة الشعبية والاتحاد العام التونسي للشغل ، واعتبرت ان هذا ليس بالغريب فقد عرفت جنازة الشهيد شكري بالعيد وحدة الجبهة الديمقراطية في وجه البربرية .
وكان الاتحاد قد اصدر أوامره بتوفير كل التسهيلات لهذا التجمع والمساعدة على لجم ساحة الحراك في قفصة والحيلولة دون حركة قوية قد تهدد فعاليات هذا الاحتفال ، وأشاد أنصار وأعضاء نداء تونس بالقيادات النقابية في جهة قفصة ووصفوا بعضهم بأوصاف البطولة والشجاعة والإقدام على غرار عدنان حاجي الذي وصفه الموقع الرسمي لنداء تونس بأسد المناجم.