نا أسأل ونفسي تجيب مسامرة رمضانية يكتبها: محمد الجلاصي
في أحد الليالي الرمضانية وضمن متابعتي للثورات العربية, ارتأيت العزلة في مكتبي وأخذت قلمي لأمارس محنتي, وقبل أن أكتب على الورقة إذ بصوت داخلي قد طرق, إنها نفسي تبتغي أن تكون لي ونساً فقبلت منها الونس على أن تجيب سؤلي
بعد 7 أشهر من رحيل المخلوع بن علي وزارة الداخلية أكثر قمعا للحريات، وزارة العدل تقبض على الأبرياء وتخلي سبيل العملاء وبقية الوزارات تعقد في الصفقات لبيع ما تبقى من تونس فالحكومة التونسية المؤقتة عاجزة تماما على كسب ثقة التونسيين فلم يبقى في صفّها إلا أصحاب الذمم الرخيصة الذين قبلوا أن يشاركوا في مؤامرة الالتفاف على دماء الشهداء بمقابل أو بدون مقابل ... الهدف من وراء ذلك هو 7 نوفمبر جديد وديكتاتور عميل على مقاس فرنسا وأمريكا بعد أن تهالك نظام بن علي فماهو الحل؟ على الشعب أن يفتك مراكز السلطة : الإذاعة والتلفزة, الرئاسة , الداخلية ...السلطة يجب أن تعود إلى الشعب في ظل غياب الشرعية والمصداقية لدى السلطة المؤقتة التي تعمل من أجل أجندات خفية ولمصلحة جهات خارجية
من المؤكد أن الوضع الحالي لا يمكن في أي من الأحوال أن يجلب الإستقرار لتونس التي يعيش شعبها حالة من الإحتقان والغضب بعد أن وجد نفسه إبان الثورة في نفس القفص ورهينا لمنطق الأمر الواقع المفروض منذ الحقبة البورقيبية فالشعب مغيب في اتخاذ القرار والأغلبية الساحقة مهمشة والحقائق مخفية عن الرأي العام فكيف السبيل إلى تحقيق وفاق في ظل هذا الواقع؟ حاليا لا سبيل للوصول إلى وفاق إذ لا وجود لإرادة سياسية لدعم هذا النهج حيث تعتمد سياسة السبسي على مبدأ : فرق تسدْ. فلا مجال للتآلف والتآزر إذ لم نلتقي على كلمة واحدة وهي: السبسي ديقاج مع البقاء في الساحات والإعتصام داخل الوزارات وأمام وسائل الإعلام حتى يتمكن الشعب من إختيار حكومة مؤقتة بريئة من دماء الشهداء وأفعالها تقابل أقوالها على غرار القولة الشهيرة للسبسي الكذاب: الصدق في القول و الإخلاص في العمل. فكلنا يعلم ماقاله هذا الرويبضة عن القناصة بأنهم إشاعة ولا وجود لهم ليظهر على شاشاتنا منذ أيام العميد مروان بوقرة ليؤكد أن أعوان من نظام الأمن الداخلي قاموا بقنص مواطنين عزل من أسطح المباني ...فلو كان للسبسي ذرّة من حب الوطن ولو افترضنا أنه أخطأ أو غلطوه لقدّم استقالته على إثر هذه التصريحات احتراما لأسر الشهداء لكن إن لم تستحي فافعل ما شئت ...ومادام مثل هذه القلابس موجودة على الساحة السياسية فلن يكون هناك إلا مايضني ويتعب ضمير وجسد المواطن التونسي المنهك أصلا
2الإحساس بالوحدة والوهن هو سبب فشل جلّ المسيرات والمظاهرات منذ القصبة فالتونسي لم يعد يحس بلذة الثورة والقدرة على تحديد مصيره فما الذي من شأنه أن يرفع المعنويات ؟ ماضاع حق وراءه طالب ولقد لقننا الشعب الليبي درسًا في النظال وبيّن لنا أن الحرية تفتك ولا تستجدى من أذيال النظام السابق فالمعنويات مصدرها الإيمانيات وعلى قدر قناعتك بأنك ولدت حرّا وبأن هذه الحرية على قدر أهمية الهواء الذي نتنفسه فمن المحال أن تهزم حتى ولو كنت وحيدا في وجه الطغاة لأنك ستقاتل من أجل هذا النفس النقي الحرّ فإما حياة كريمة وإلا لحظة شموخ خالدة تلهم بها الإرادات المخصية