بسم الله الرحمن الرحيم إجتمعت هذا اليوم الجمعة 19 أوت 2011 الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة و.........وكان من المفروض أن يدور الحوار حول خطاب الوزير الأول المخيب للآمال والمثير للغضب والقلق بشأن مستقبل العملية السياسية والمرحلة الإنتقالية. غير أن نائبة الرئيس أصرت بعد ملاحظات عابرة لبعض الأعضاء على المرور إلى ما سمته جدول الأعمال، والمتمثل في مناقشة قانون الجمعيات، على الرغم من ضعف الحضور الذي لم يتجاوز ال31 عضوا من هيئة يبلغ عدد أعضاءها أكثر من 150. وقد حاول أحد المتدخلين توضيح عبثية هذا النقاش حول قانون الجمعيات نظرا لقلة الحضور من جهة، ولضيق الوقت المتبقي للإنتخابات من جهة أخرى وطالب بتوجيه الحوار إلى مناقشة خطاب السبسي وأخذ موقف واضح من الهيئة في هذا الصدد، فما كان من نائبة رئيس الهيئة إلا أن رفضت متعللة بأن قلة الحضور مانعة من اتخاذ موقف، وزادها إصرارا على طرح قانون الجمعيات كجدول أعمال وحيد. وقد قمت بمغادرة القاعة إثر رفض نائبة الرئيس مواصلة الحوار حول المستجدات التي حقت بالخطاب. وقد احتج مقرر الهيئة السيد بلقاسم العباسي لدى نائبة الرئيس التي رفضت تمكينه من الكلمة مما حدى به إلى مغادرة القاعة حتى لا يكون "شاهد زور" حسب قوله...... وقد غادر القاعة عدد من الأعضاء من المستقلين ومن ممثلي بعض الأحزاب السياسية والذين لم يستسيغوا هذا الإصرار على مواصلة لعب دور البرلمان بهذا العدد الضئيل وفي ظل رفض واسع للمنتظم السياسي ولأعضاء في الهيئة للعب هذا الدور وفي ظل ردود الأفعال الغاضبة من خطاب الوزير الأول الذي لم يفتح في شأنه النقاش رغم أهميته وهكذا فإن التيار الغالب في الهيئة والذي تنطق باسمه نائبة الرئيس وينتمي له أغلب من واصلوا المسرحية الهزلية لهيئة منصبة تصر على لعب دور البرلمان الشرعي المنتخب، هذا التيار لا يفوت فرصة للتدليل على إصراره على القفز فوق الجميع والسعي المحموم لفرض إرادته وخياراته وكأنه في حرب استباقية حقيقية ضد الإرادة الشعبية التي من المفروض أن تسفر عنها انتخابات حرة نزيهة شفافة لا تشوبها شائبة التزوير بعد ما يقارب الشهرين فقط لا غير... د. نجيب عاشوري 19.8.2011