أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حرية وإنصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :[email protected] تونس في 20 رمضان 1430 الموافق ل 10 سبتمبر 2009 بريد المظالم وردت علينا رسالة بإمضاء طالبة من المدرسة الوطنية للتجهيز الريفي بمجاز الباب تصف فيها معاناتها والاضطهاد المسلط عليها من قبل إدارة هذا المدرسة، هذا نصها: تواصل قمع المحجبات المدرسة الوطنية للتجهيز الريفي بمجاز الباب (نموذجا) بعد اجتياز المناظرة الوطنية للدخول لمدارس تكوين المهندسين بنجاح٬ وُجهت إلى المدرسة الوطنية للتجهيز الريفي بمجاز الباب إثر الإعلان عن نتائج التوجيه يوم 2 سبتمبر 2009. و من الغد اتجهت إلى مجاز الباب للاستفسار عن التسجيل بالسكن الجامعي٬ و ما إن تجاوزت باب المركب الجامعي حتى صاح بي الحارس ومنعني من الدخول بحجة أنّني أضع وشاحا فوق رأسي ''فولارة تونسية'' أنا و زميلة لي٬ وأصر على منعنا من الدخول أصلا. فلما ألححنا وذكرناه بأن من حقنا الدخول بالفولارة التونسية٬ رافقنا إلى المسؤول عن التسجيل بالمبيت الجامعي.بادرته بالتحية فأجابني حرفيا: '' لا يمكنني أن أكلمك و أنت على هذه الحال!!''٬ قلت:'' و ما بي؟؟''٬ فقال:'' رأسك ليس عاريا''٬و الله هذا ما أجابني وأضاف أن من شروط التسجيل بالسكن الجامعي أن أُمضي على التزام ينص أحد بنوده على أن يكون ''الرأس عاريا''٬ حرفيا. قلت له ''لا يمكنني أن أمضي على التزام كهذا!!'' ٬ فأجابني ببرود:'' إذا كان تحب تقرا٬ إيجا نهار الاثنين بلا حجاب و الإيمان راهو في القلب ''. أخبرت عائلتي بما حصل و أخبرتهم بعزمي على الإبقاء على حجابي٬ فلامني بعضهم لأن السكن الجامعي ضروري نظرا لظروفنا المادية التي لا تسمح لي بالسكن الخاص إضافة إلى أن المساكن الخاصة تبعد عن المدرسة حوالي 7 كم. أصبحت في حيرة من أمري: هل أتنازل عن حجابي الذي أمرني الله بارتدائه وأرضخ لأمر المسؤول بنزعه للتسجيل و بالتالي الدراسة؟؟؟ حجابي أم دراستي الهندسية؟؟؟ يعلم الله أنني ما تجاوزت هذه المناظرة إلا بجهد جهيد﴿ فقدت وعيي خلال المناظرة 3 مرات بسبب الإرهاق﴾. و جاء يوم العودة الجامعية الإثنين 7 سبتمبر 2009 ٬ إتجه زملائي جميعهم إلى مدارس تكوين المهندسين واتجهت إلى الله أدعوه أن يرزقني الصبر و الثبات. إتصلت مساءا بزميلة لي بالمدرسة الوطنية للتجهيز الريفي بمجاز الباب فأخبروني أن الكاتب العام أجبرهم على إمضاء إلتزام و إشترط أن يكون الإمضاء معرفا ﴿الإمضاء بمكتب في البلدية﴾ و ينص أحد بنوده على نزع غطاء الرأس٬ و فعلا عند الدخول إلى المدرسة٬ أخبروني أن عددا كبيرا من الطالبات نزعن غطاء رؤوسهن و لا حول و لا قوة إلا بالله.قالوا لهم:''أحنا ما نسكنوش متحجبات٬ و ما نحبوا كان لعرا''. و بلغني أن بعض الطالبات رفضن نزعه فمنعن من الدخول٬ وأيضا بعضهن بكين وهن ينزعن خمرهن ويدخلن ليدرسن. أتساءل: بالله من يرضى بهكذا ذل و هوان؟ هل العفة و الحياء و التستر صاروا عيبا في زمن أصبحت الفتيات يبدين أكثر مما يغطين؟ هل ماتت ضمائر مدير المؤسسة و أعوانه ليجترئوا على طالبات يبعدن مئات الكيلومترات عن ديارهن وأهليهن لينزعن خمرهن؟ كيف يمكن لأساتذتنا أن يدرسوا والطلبة ممنوعون من دخول المؤسسة للدراسة؟ وأين بقية الطلبة والطالبات وهم يرون رفيقاتهن يعدن أدراجهن بسبب تعففهن ورفضهن التعري؟. أقول وأنا على يقين بأنه ما يزال من الأخيار من يستجيب لنداء حق: أريد أن أصبح مهندسة متعففة بحجابها٬ أريد أن يُزال هذا الظلم عن رفيقاتي اللواتي نزعت خمرهن قسرا!! أليس عيبا أن نتخذ القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية ثم ننزع عن الطالبات لباسهن؟ أن نقول أن الشباب هو الحل ثم نقول للطالبة ''شد داركم'' لأنها تغطي شعرها؟ أن يدور جدال في فرنسا العلمانية و الأوروبية حول لبس الطالبات للنقاب في الكليات في حين ينزع في تونس المسلمة غطاء الرأس؟ وأخيرا أقول: حسبي الله و نعم الوكيل. استغاثة طالبة محجبة فهل من مجيب؟