تأهلت نيجيريا الى نهائيات مونديال جنوب افريقيا 2010، بعد فوزها على مضيفتها كينيا 3 – 2، وخسارة تونس أمام مضيفتها موزمبيق 0 - 1، السبت في الجولة السادسة الأخيرة من منافسات المجموعة الثانية في الدور الثالث الحاسم من التصفيات المشتركة المؤهلة الى نهائيات المونديال وأمم افريقيا، اللتين تستضيفهما عام 2010 جنوب افريقيا وانغولا على التوالي. وسجل اوبافيمي مارتنز "62 و83" واييغبيني ياكوبو "65" أهداف نيجيريا، ودينيس اوليتش "16" والن ويتينديه "78" هدفي كينيا. وفي الثانية، سجل داريو هدف المباراة الوحيد ليهدي بلاده بطاقة التأهل الى نهائيات كأس الأمم الافريقية. وانتزعت نيجيريا صدارة المجموعة من تونس، بعدما رفعت رصيدها الى 12 نقطة، مقابل 11 لتونس، التي أهدرت فرصة بلوغ النهائيات للمرة الرابعة على التوالي والخامسة في تاريخها، بعد 1978 في الارجنتين و1998 "فرنسا" و2002 "كوريا الجنوبية واليابان" و2006 "المانيا". وفي المقابل، عوضت نيجيريا غيابها عن مونديال 2006 وحجزت بطاقتها للمرة الرابعة في تاريخها، بعد 1994 و1998 عندما وصلت الى الدور ثمن النهائي في النسختين، و2002 حين خرجت من الدور الأول. وأصبح المنتخب النيجيري ثالث منتخب أفريقي يتأهل إلى النهائيات من خلال التصفيات، بعد منتخبي غانا وكوت ديفوار ورابع فريق أفريقي في النهائيات، حيث يخوض المنتخب الجنوب أفريقي البطولة دون خوض التصفيات بصفته منتخب الدولة المضيفة. وكان المنتخب التونسي في طريقه للتأهل إلى النهائيات رغم الهزيمة، ولكن فوز المنتخب النيجيري في اللحظات الأخيرة من مباراته أمام كينيا أطاح بنسور قرطاج من التصفيات. وضاعف المنتخب التونسي من أحزان الكرة العربية، بعد ساعات من فشل شقيقه البحريني في الوصول إلى النهائيات بالهزيمة أمام المنتخب النيوزيلندي في دور فاصل على بطاقة التأهل. وعلى ملعب "دا ماشافا" ظل التعادل السلبي قائما حتى الدقيقة 82 ثم سجل داريو هدف الفوز لمنتخب موزمبيق قبل سبع دقائق من نهاية المباراة. وبدأت المباراة بحذر دفاعي من كلا الفريقين وانحصرت أغلب مجريات اللعب في الدقائق الأولى في وسط الملعب . وبدا التوتر وافتقاد التركيز شيئا ما على اللاعبين، لكن بعد دقائق معدودة بدأ منتخب موزمبيق يكشر عن أنيابه وشكل ضغطا هجوميا على نظيره التونسي، لكن نسور قرطاج لم يسمحوا بأي خطورة حقيقية على مرماهم. وغاب المنتخب التونسي عن مستواه في أغلب فترات الشوط الأول، ولم ينجح في شن أي هجمات على مرمى موزمبيق. وكاد المنتخب التونسي أن يدفع ثمن افتقاد الحماس والروح الهجومية، حيث حصل المنتخب الموزمبيقي على ضربة حرة في الدقيقة 24، تقدم داريو لتنفيذها وسدد كرة خطيرة لكنها مرت فوق العارضة مباشرة . وجاءت أخطر فرص الشوط الأول في الدقيقة 29، عندما تلقى تيكو تيكو تمريرة طولية واستلم الكرة عند حدود منطقة الجزاء ثم راوغ الدفاع، قبل أن يسدد الكرة لكن الحارس التونسي أيمن المثلوثى تصدى لها. وسقط المثلوثى مصابا إثر الالتحام مع تيكو تيكو لكنه تلقى العلاج وواصل اللعب. وتجلت استفادة منتخب موزمبيق من عاملي الأرض والجمهور بشكل كبير، وكذلك تمسكه بالتأهل للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الأفريقية 2010، حيث واصل محاولاته الهجومية طوال الشوط الأول لكن التماسك واليقظة الدفاعية لنسور قرطاج حال دون تقدم موزمبيق. ولم يقدم نجوم المنتخب التونسي عصام جمعة وأمين الشرميطي وشوقي بن سعادة الأداء المنتظر منهم، حيث مال الفريق إلى الأداء الدفاعي وبدا قانعا بإنهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي. وكاد منتخب موزمبيق أن يتقدم في الدقيقة 41، لكن الحارس التونسي تصدى للكرة ببراعة، ثم توالت التسديدات على مرماه لكن الدفاع التونسي نجح في الدفاع عن مرماه ببسالة، ولم تشهد الدقائق المتبقية أي جديد لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي. وفي بداية الشوط الثاني، لم يختلف الحال كثيرا حيث مال الأداء التونسي إلى الأسلوب الدفاعي، بينما واصل لاعبو موزمبيق محاولاتهم الهجومية سعيا لحسم المباراة وضمان التأهل للبطولة الأفريقية. وبعد 15 دقيقة من بداية الشوط الثاني دخل المنتخب التونسي في الأجواء، وبدأ شن الهجمات والتسديد على مرمى الحارس الموزمبيقي كابانجو. وفي الدقيقة 64 دفع البرتغالي أمبرتو كويلهو المدير الفني للمنتخب التونسي باللاعب أسامة الدراجي بدلا من أمين الشرميطي. وبعد دقيقتين دفع مارت نويج المدير الفني لمنتخب موزمبيق باللاعب فومو بدلا من جينيتو. وفي الدقيقة 77 أشرك مدرب تونس اللاعب زهير داوود بدلا من شوقي بن سعادة، الذي غاب عن مستواه في لقاء السبت، ثم دفع مدرب موزمبيق باللاعب حاجي بدلا من ميرو. وتصدى الحارس التونسي لعرضية خطيرة في الدقيقة 81، كادت أن تسفر عن فوز المنتخب صاحب الأرض. وفي الدقائق الأخيرة كثف المنتخب التونسي محاولاته الهجومية بحثا عن الهدف الذي يؤهله لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقي،ا لكن افتقاد المهارة في اللمسات الأخيرة والحذر الدفاعي للاعبي موزمبيق حال دون ذلك. وفي الدقيقة 83 قضى منتخب موزمبيق على آمال ضيفه التونسي، وهز شباكه بهدف أحرزه داريو حيث سدد كرة قوية تصدى لها الحارس، ثم ارتدت ليتابعها داريو بتسديده أخرى أسكن بها الكرة في الشباك. وكاد الدراجي أن يدرك التعادل لتونس في الدقيقة 88، عندما تلقى الكرة من ضربة ركنية وسددها برأسه لكنها مرت فوق العارضة، لتنتهي المباراة بفوز موزمبيق 1 – 0. ولعل أقسى من التفريط في ورقة التأهل على التونسيين هي الروح الانهزامية والمردود الباهت الذي ظهر به لاعبو المنتخب التونسي، في مقابلة لم تكن تقبل القسمة على إثنين، ناهيك أن "نسور" قرطاج لم ينجحوا طيلة المقابلة في تهديد مرمى الموزمبيق، ولم تسنح لهم أي فرصة جدية. وباستثناء الحارس أيمن البلبولي الذي كان نقطة الضوء الوحيدة في الجانب التونسي، بتصديه بشجاعة نادرة لعدة انفرادات خطيرة، فإن بقية اللاعبين والإطار الفني بقيادة البرتغالي امبرتو كويلهو كانوا خارج الموضوع تماما، بعدما خلفوا الخيبة المريرة لملايين التونسيين، و"اغتالوا" حلمهم بالتواجد في المونديال الأفريقي. يذكر أن بطل كل من المجموعات الخمس يتأهل مباشرة الى نهائيات المونديال، فيما تتأهل المنتخبات الثلاثة الأولى الى نهائيات كأس افريقيا لتنضم الى منتخب انغولا المضيفة.