اعتصم آلاف من الشباب الأسبان- على غرار الثورات العربية- في الميادين الرئيسية في عدة مدن أسبانية، وسط دعوات لتوسيع دائرة الاحتجاجات إلى مدن أوروبية أخرى، بدءًا من يوم غد الجمعة. ونظم المتظاهرون الأسبان احتجاجاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وفيسبوك, فيما يماثل تنظيم احتجاجات الدول العربية فيما يعرف ب"الربيع العربي".
وتجمع نحو ألفي متظاهر مساء الأربعاء في ساحة "بويرتا ديل سول" وسط مدريد، للاحتجاج على وصول معدل البطالة إلى 21%, في أكبر حركة احتجاج تشهدها البلاد، منذ إصابتها بالركود الاقتصادي عام 2008.
ولا يزال المئات من الشباب المحتجين يعتصمون في الساحة، حيث رفضوا التزحزح قبل الانتخابات المحلية والإقليمية يوم الأحد المقبل. وكان عدد من السياسيين حاولوا أمس الأربعاء، تهدئة الحركة الاحتجاجية المتنامية، التي قد تكلفهم أصواتًا في الانتخابات المقبلة. كما حمّل بعض السياسيين المحافظين رئيس الوزراء خوسيه ثاباتيرو المسؤولية عن غضب الشباب المحتجين، بينما حذَّر الاشتراكيون بزعامة ثاباتيرو الناخبين من سياسة المحافظين التي قد تؤدي إلى زيادة الظروف المعيشية سوءًا، على حد قولهم. يُشار على أنّ معدل البطالة في أسبانيا وصل إلى حوالي 21% في الربع الأول من هذا العام، وهي النسبة الأعلى في الدول الصناعية. في السياق نفسه، دعا شباب أسبان عبر مواقع التواصل الاجتماعي اليوم الخميس، للخروج في مظاهرة حاشدة أمام سفارة بلدهم في برلين ومدن أوروبية أخرى بدءًا من الغد. وكتب منظمو المظاهرة على موقع فيسبوك "اتصل بنا عدد من الأشخاص في هامبورج ولايبزيج ودوسلدورف لتأكيد المشاركة، والجميع مدعوون". وذكر المنظمون أنهم سيطالبون ب"ديمقراطية حقيقية" وبتحسين ظروف المعيشة في أعقاب الأزمة الاقتصادية، حيث شهدت ألمانيا انتقال العديد من الشباب الأسبان للبحث عن فرص عمل جراء الركود الذي تعانيه بلدهم .