تظاهر المئات من سكان مدينة قفصةالتونسية السبت للتعبير عن احتجاجهم ورفضهم لتنامي ظاهرة النعرات العروشية (القبلية) في عدد من مدن المحافظة الواقعة على بعد نحو 350 كيلومتر جنوب غرب العاصمة تونس. وشارك في التظاهرة عدد من النقابيين وممثلين عن الأحزاب السياسية وناشطين حقوقيين، جابوا شوارع المدينة رافعين شعارات تندد بما إعتبروه تقصيرا أمنيا في معالجة عودة النعرات القبلية، وأخرى تؤكد تمسكهم بقيم الجمهورية وبالوحدة الوطنية. كما رفعوا لافتات كُتب عليها شعارات مثل "تونس جمهورية لا عروشية لا قبلية" وأخرى تؤكد على رفض قاطع لتكريس وتغذية النعرات القبلية، التي أطلت برأسها من جديد بعد الإطاحة بنظام الرئيس زين العابدين بن علي في الرابع عشر من يناير/كانون الثاني الماضي. وندد المشاركون في التظاهرة بما إعتبروه "تورطا لفلول حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل في الوقوف وراء تغذية الفتن القبلية" كما طالبوا بإقالة مدير إقليم الأمن الوطني بقفصة ومحاسبته على خلفية ما إعتبروه تقصيرا في التصدي لهذه الظاهرة. وكانت محافظة قفصة شهدت خلال الأسابيع الماضية عودة لهذه الظاهرة، حيث إندلعت أعمال عنف وشغب في عدد من مدنها مثل المتلوي والسند والمضيلة على خلفية مشاكل قبلية. وأسفرت تلك الأحداث التي أستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وبنادق الصيد عن مقتل خمسة أشخاص وسقوط العشرات من الجرحى بالإضافة إلى خسائر مادية جسيمة شملت بعض المنشآت والمؤسسات العامة.