رفع الستار على جمعية MA TUNISIE ومن يقف وراءها...هل هي محاولة لتشويه الثورة ؟ انتضمت بأحد فضاءات جامعة الكيباك بمنتريال سهرة للفلم التونسي القصير وقد تعهد القائمون بتنظيم هذه التظاهرة بتسليم عائداتها لصالح الجمعية MA TUNISIE التي لم تتأسس بعد إذ حتى كتابة هذه الأسطر لم نجد لها أي رقم تسجيل في الكيباك ... ولمعرفة الأهداف الحقيقية لهذه "الجمعية" ومعرفة من يقف وراءها شاركنا في هذه التظاهرة وقد علمنا أن الناطقة الرسمية باسم هذه الجمعية مريم بن رمضان قد قامت مؤخرا بنشر مداخلات على الفايسبوك تدافع فيها على دور الدعارة في تونس وتعتبرها "مكسبا من شأنه المساهمة في النمو الإقتصادي لتونس" وقد هاجمت مريم بن رمضان بشدة الداعين لغلق هذه الأماكن معتبرة إياهم من المتطرفين وقد أكدت أن "الدعارة مهنة كبقية المهن" وقالت أنها المانع الوحيد لإنتشار عمليات الإغتصاب في تونس . ردود الفعل أتت كذلك من أعضاء هذه الجمعية فانسحب بعضهم وتبرأ الآخرون من هذه الأقوال. على كل حال هذه الحادثة زادتنا تلهفا لمواكبة هذه السهرة التي حضرها ما يقارب المائة شخص ولقد صفق الجميع لبعض المقاطع الموسيقية المستقات من الانترنات وشريط تحدث عن ظاهرة الحرقة ونال استحسان الغالبية إلا أن الشريط الأخير لم يكن على نفس المستوى من الحرفية بالرغم من وجود وجوه معروفة على غرار لمين النهدي وشخصيا أتمنى أن يتعلم المنتج الشاب محمد فتح الله من هذه التجربة ويتجنب عددا من المواقف التي غادر على إثرها بعض المشاهدين قاعة العرض لما فيها من إساءة للإسلام والمسلمين وإستهزاء ببعض الأحكام الشرعية لديننا الحنيف على غرار المقطع الذي تناول عملية انتداب إمام الجامع والذي وقع فيه التهكم على بعض الأحكام الشرعية. ففي مقطع كان الإمام الذي وقع اختياره لا يجيد الصلاة ومكان تكبيرة الإحرام كان يقول: "ككا ككا ..." ومقطع آخر يقول فيه الممثل لأمه : " إخفضي صوتك فصوتك عورة " ولا يفوتني التحدث عن المشهد المقزز الذي يهم فيه جزار يحمل سكينا بيده بتقبيل رجل مخنث من فمه وتتوالى المقاطع السخيفة التي لا تمت لواقعنا التونسي بصلة فعامة المسلمين في تونس من المعتدلين والمثقفين وعمومهم يحترم مختلف الأراء والتوجهات. والصورة الكاريكاتورية التي وقع تقديمها توهم بأن المسلمين في تونس هم إما من المتصنعين المنافقين أو المتطرفين أو المجرمين وذوي السوابق العدلية أو من الجهلة الذين ليس لهم أي دراية بالدين ونعيب على منتج الفيلم والمخرج عدم إضافة شخصية للمسلم المثقف الواعي المعتدل وهي فئة تزخر بها تونس ولكن لأسباب لا نفهمها وقع إقصاءها من الشريط وفي الثورة المباركة رأينا هذا الشباب المسلم المعتدل في قلب المسيرات يصلون جماعة في الطرقات و يحيون الإعتصامات كتفا لكتف مع التونسيين الذين لا يصلون أو الذين يختلفون معهم في المعتقد ولكن يشتركون معهم في حب الوطن ...على كل حال نتوسم فيكم خيرا ونأمل أن تكون نيتكم طيبة فحينها يكون لكم أجر على الأقل : "فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد."