تتجه العلاقات المصرية الجزائرية إلى الدخول في أزمة جديدة، بعد تسريب وسائل إعلام مصرية لتقارير تفيد بإدراج رعايا الجزائر كخطر محتمل علي الأمن القومي المصري، وهو ما يعني خضوعهم لترتيبات أمنية استثنائية داخل المطارات والمنافذ المصرية، يتم خلالها إخضاعهم لعمليات تفتيش وتدقيق من جانب السلطات المصرية. وبحسب التقارير، فإن الرعايا الجزائريين سينضمون ل "قوائم سوداء" إلى جانب مواطني دول أخري تعتبرهم مصر يمثلون تهديدًا لأمنها، وتقوم بإجراء عمليات تفتيش دقيقة لهم بالمطارات المصرية وتراقب محال إقامتهم أثناء وجودهم على الأراضي المصرية وتفرض قيودًا على منحهم تأشيرات دخول لمصر. وأجرت وزارة الخارجية الجزائرية اتصالات مع نظيرتها المصرية، للتأكد من صحة تلك التقارير المنشورة في إحدى الصحف الحكومية اليومية، المقربة من الحزب "الوطني" حول هذا الأمر، وهو ما نفته مصر جملة تفصيلا، على ما أكدت مصادر دبلوماسية جزائرية بالقاهرة. من جانبه، نفي السفير الجزائري بالقاهرة عبد القادر حجار في تصريحات صحفية تلقي سفارته أي إخطار رسمي من السلطات المصرية بإدراج المواطنين الجزائريين ضمن القوائم السوداء التي تشكل تهديدا لمصر، لافتا إلى أن رعايا الجزائر لم يقدموا شكاوى حول تعرضهم لإجراءات غير عادية في المطارات المصرية. ونقلت صحيفة "الخبر" الجزائرية عن مصدر بوزارة الخارجية الجزائرية إنه "لا يمكن الرد بناء على مقال صحفي ما لم يرد أي شيء في الموضوع من مصادر رسمية". وطبقًا لما نقلته الصحيفة عن مصدرها، فإن الجزائر ''لم تبلّغ بأي شيء رسمي بهذا الخصوص''، وأن "الأمر يتعلق بمقال نشرته صحيفة ومادام لم يصدر أي شيء من مصدر رسمي في مصر، لا يمكننا التعليق على كتابات صحفية"، وأن "'هناك تحركا جزائريا لمعرفة مدى صحة ما كتب". وشنت الصحف الجزائرية هجوما شرسا علي مصر، مقللة من شأن زعامة مصر للأمة العربية، واتهمت مصر بأنها مصدر الإرهاب وراعيته، وهي الحاضنة له منذ عقود، فيما أحجم السياسيون الجزائريون من كوادر حزب "جبهة التحرير" و"حركة مجتمع السلم" (حمس) عن التعليق على تلك الأنباء قبل التأكد من حقيقة المزاعم التي نشرتها الصحيفة المصرية، وفي ضوء الاتصالات الرسمية مع الجانب المصري. وكانت أجواء إيجابية خيمت على العلاقات المصرية- الجزائرية خلال الشهور الماضية، بعج لقاء بين الرئيس حسني مبارك مع نظيره الجزائري عبد العزيز بوتفليقة خلال قمة فرنسا إفريقيا بمدينة نيس الفرنسية في أواخر مايو وأوائل يونيو الماضيين، تلتها زيارة مفاجئة للرئيس في يوليو الماضي لتعزية بوتفليقة في وفاة شقيقه، وهو ما أسهم بشكل كبير في تلطيف الأجواء المشحونة بين البلدين. يذكر أن العلاقات توترت بشدة في أعقاب مباراة مصر والجزائر الحاسمة في أم درمان بالسودان في نوفمبر من العام الماضي، بعد اتهامات من البعثة المصرية التي رافقت المنتخب للجمهور الجزائري بالاعتداء عليها بالضرب في الشوارع وداخل الحافلات عقب المباراة التي انتهت لصالح "الخضر" بهدف مقابل لا شيء وتأهل الجزائريين إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010.