القاهرة- أكد مسئولون بالحملة الشعبية المصرية لفك الحصار عن غزة أن القافلة التي من المقرر أن تنطلق من أمام نقابة الصحفيين بوسط القاهرة متوجهة إلى معبر رفح الحدودي غدا الإثنين 6-10-2008 ستتضمن فعاليات تهدف التصدي للمنع الأمني الذي واجهته سابقتها الشهر الماضي، من بينها الاعتصام والتخييم في أي مكان يمنعهم الأمن فيه من مواصلة الطريق إلى المعبر. معاذ عبد الكريم المنسق الإعلامي للحملة الشعبية قال في تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين.نت": "هناك ترتيبات للإقامة في الموضع الذي سيتم فيه منع من الاستمرار في مسيرتها نحو معبر رفح". وتابع: "ستضم القافلة نحو 20 أتوبيسا و60 سيارة خاصة، وسيتم تزويد كل سيارة خاصة، وكل أربعة أفرادٍ مشاركين في الحملة بخيمةٍ للإقامة والاعتصام فيها لحين استجابة السلطات المصرية لمطالب الحملة بفتح معبر رفح بشكل دائم وطبيعي". وأشار عبد الكريم إلى مشاركة العديد من القوى السياسية المصرية في القافلة، من بينها أحزاب: العمل (المجمد)، والناصري، والكرامة "تحت التأسيس"، وحركة الاشتراكيين الثوريين، بجانب عمال ومهنيي مصر، وعددٍ من منظمات المجتمع المدني على رأسها المنظمة العربية لحقوق الإنسان، ورئيستها فيوليت داغر، فضلا عن العاهل البحريني الشيخ حمد بن عيسى الذي أرسل برقية تأييد للحملة. كما تشارك في القافلة التي تنظمها الحملة الشعبية لفك الحصار برئاسة المستشار محمود الخضيري نحو 13 نقابة مهنية، على رأسها نقابة الأطباء التي تقود الجهد الأساسي لتسيير القافلة، بجانب نقابات: المحامين، والصيادلة، والمهندسين، والصحفيين، ويتواكب انطلاق القافلة غدا مع الذكرى ال35 لنصر أكتوبر. التوقيع بالدم ويبدأ تجمع المشاركين في القافلة في تمام الساعة 11 ظهرا أمام نقابة الصحفيين؛ حيث يصلون الظهر في الشارع وعلى سلالم النقابة، ثم يتم عقد مؤتمر صحفي يوقعون خلاله على وثيقة من القماش بدمائهم يطالبون فيها بفتح معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة المحاصر منذ يونيو 2007. د.عبد الفتاح رزق عضو مجلس نقابة الأطباء المصريين وأحد المنسقين لقافلة الغد شدد على أن الهدف الأساسي من وراء القافلة ليس مجرد فتح المعبر ليومٍ أو يومين، وإنَّما الهدف تطبيع وضع معبر رفح كمعبرٍ مصريٍّ فلسطينيٍّ، وإعادة السيادة المصرية عليه، ويكون مثله في ذلك مثل معبر السلوم مع ليبيا أو أيِّ معبرٍ حدوديٍّ آخر، مؤكدا أن الحملة لن تتوقف إلا بتحقيق ذلك الهدف. وانتقد د. رزق اتفاقية المعابر التي تم التوقيع عليها عام 2005م قبيل الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، قائلا إنها "أعطت السيطرة على المعبر لطرف ثالث لا علاقة له بالأمر، وهو الاتحاد الأوروبي، وهو وضع يجب تغييره عبر صياغة اتفاقية جديدة"، مشيرا إلى أن الترتيبات الموضوعة للمعبر زادت من معاناة الفلسطينيين ومأساتهم؛ حيث ينتظر بعضهم لمدد تزيد على السبعة أشهر للمرور. وأضاف أن "الهدف الأهم من وراء قافلة الغد هو إيصال رسالة إعلامية للعالم بشأن مأساة سكان القطاع، وممارسة ضغط شعبي على الحكومة المصرية لإيجاد علاج جذري للمشكلة، وهو ما لا يجعل هناك قيمة للفتح المؤقت للمعبر اليوم لعبور 1100 من المعتمرين". وأشار د.رزق إلى أن الحملة الشعبية وجهت الدعوة لعددٍ من البرلمانيين الأوروبيين، وآخرين من ماليزيا وتركيا، كما تعتزم توجيه دعواتٍ لبعض الحاصلين على جائزة نوبل، ومن بينهم القس الجنوب إفريقي الأسود ديزموند توتو، للمشاركة في فعالياتها لرفع الحصار غير الشرعي عن قطاع غزة. من جهته، أكد د.عصام العريان أمين صندوق نقابة الأطباء والقيادي البارز بجماعة الإخوان المسلمين أن قافلة الغد تأتي في إطار تحرك سياسي وإعلامي، وليس إغاثيا، مشيرا إلى أن الحكومة المصرية تقبل بتحركات إغاثية لتخفيف معاناة الفلسطينيين المحاصرين شريطة ألا يكون لها أبعاد سياسية. وكانت الحملة الشعبية لفك الحصار بمصر قد نظمت في العاشر من سبتمبر الماضي الذي واكب العاشر من رمضان (الذكرى الهجرية لحرب أكتوبر 1973)، قافلة لمعبر رفح، تستهدف الضغط على السلطات المصرية لفتحه بشكل دائم، إلا أن السلطات قد منعت تقدم القافلة عند مدينة الإسماعيلية، ما حدا برئيس الحملة المستشار الخضيري لرفع دعوى قضائية لإثبات الحق الدستوري للمواطن المصري في الانتقال داخل الأراضي المصرية ومنها الطريق للمعبر، ومن المنتظر أن يصدر الحكم في الدعوى الأسبوع المقبل.