تبدي عدد من دول أمريكا اللاتينية قلقا من احتمال انتقال التطرف الديني الي أراضيها انطلاقا من اسبانيا بسبب العلاقات المتينة بين جماعات اسلامية بين الجانبين علاوة علي اعتناق بعض مهاجري أمريكا اللاتينية الاسلام والخوف من تحولهم الي متطرفين كما حدث مع بعض الأوروبيين. وكانت صحيفة آ بي سي الاسبانية سباقة الي معالجة هذا الموضوع مؤخرا معتمدة علي تقارير متعددة بين الأجهزة الأمنية الاسبانية ونظيرتها في أمريكا اللاتينية وخاصة الجنوبية. وكتبت أن جماعة الدعوة والتبليغ بدأت تتخذ من اسبانيا محطة أساسية للانتشار في أمريكا الجنوبية. وتابعت أن عشرات الوعاظ المسلمين يتوجهون سنويا الي هذه المنطقة للمشاركة في نشر الاسلام، ولم تستبعد نشر التطرف كذلك. وتجمع بين اسبانيا ودول أمريكا اللاتينية والجنوبية علاقات تاريخية وثقافية متميزة جعلت من الطرفين جسرا علي مر التاريخ، وبالتالي فالكثير مما يحدث في اسبانيا ينتقل مباشرة الي هذه المنطقة والذي يحدث في الأخيرة ينتقل الي اسبانيا. وتفيد التقارير أن تواجد جماعة الدعوة والتبليغ في اسبانيا وانتشارها بشكل ملفت منذ الثمانينات وتكوينها لوعاظ يتحدثون الاسبانية جعلها تنقل نشاطها الي فضاءات أوسع ناطقة بالإسبانية ويتعلق الأمر بأمريكا الجنوبية، وذلك ضمن توسيع نشاطاتها كما هو معروف عن هذه الجماعة. صحيفة آ بي سي تبرز أن التقارير التي قدمت الي حكومة مدريد في هذا الشأن تفيد بالتركيز علي بعض الدول الرئيسية مثل البرازيل والأرجنتين والتشيلي والمكسيك وخاصة مناطق السكان الأصليين مثل تشياباس، حيث يتم استقطاب مسلمين جدد أو التركيز علي الجاليات التي تعود جذورها الي العرب والمسلمين وسافرت الي هذه المنطقة في أوائل القرن العشرين ضمن الهجرات الكبري التي شهدتها أمريكا اللاتينية من منطقة الشام. وتنقل التقارير أنه رغم أن الدعوة والتبليغ جماعة مسالمة إلا أن بعض اتباعها يتحولون الي العنف كما حدث مع عدد من المتورطين في تفجيرات 11 اذار/مارس في العاصمة مدريد سنة 2004، وهي الاعتداءات التي خلفت مقتل 191 شخصا. ومن ضمن الأمثلة، فعامر عزيزي وهو مغربي متابع للاشتباه في كونه من العناصر النشطة في القاعدة كان ضمن جماعة الدعوة والتبليغ، والأمر نفسه مع التونسي عبد المجيد فحيت الذي انتحر يوم 4 نيسان/أبريل 2004 رفقة مواطن جزائري وأربعة مغاربة قبل ان تعتقله الشرطة الاسبانية بسبب تورطه في التفجيرات المذكورة. وتفيد أخبار أخري تناولتها الصحف أن الكثير من الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بعثت بموظفيها الي اسبانيا للاطلاع علي عمل الحركات الاسلامية وخاصة المتطرفة منها بحكم عدم خبرتها في هذا المجال الذي يعتبر جديدا عليها مقارنة مع خبرة الأجهزة الاسبانية والأوروبية عموما. ومن ضمن النقط المقلقة بالنسبة لأجهزة الاستخبارات في أمريكا اللاتينية هو اعتناق مهاجرين من دول امريكا الجنوبية مقيمين في اسبانيا للإسلام عن طريق جماعات أغلبها عربية، حيث يسود تخوف من اندفاع المعتنق الجديد للقيام بأعمال تكون متطرفة كما وقع مع بعض المعتنقين من اوروبا.