كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" عن إطلاق مؤسسات يهودية خدمات إلكترونية عبر الهاتف المحمول، وشبكة الانترنت يمكن من خلالها تنفيذ جولات مباشره في منطقة حائط البراق على اعتباره "حائط المبكى"، إلى جانب تحديد تجاه الصلوات بإتجاه الهيكل المزعوم، محاولة الترويج لمخططاتها التهويدية بمدينة القدس. وتأتي خطط التهويد "الإلكترونية" بعد أقل من أسبوع من عقد الجماعات اليهودية المتشددة "الحريديم" مؤتمر يهودي حاشد يدعو لبناء الهيكل الثالث على حساب المسجد الأقصى، تخلله إلقاء محاضرات وعرض رسومات تجسد بناء الهيكل على أنقاض الأقصى. هذه الخطوات المتتالية في تهويد مدينة القدس بشكل عام، والمسجد الأقصى بشكل خاص، اعتبرها الإعلامي الفلسطيني نواف العامر، في تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين" :" أنها محاولة لغسل الدماغ العالمي ومحاولة محمومة للتأثير على النخب والمثقفين والاعلامييين في العالم لقلب الحقائق وتزوير الجغرافيا والتاريخ كجزء من المجزرة الحضارية". تهويد إلكتروني وفي تقرير لها، حصلت عليه "إسلام أون لاين" الثلاثاء 4/1/2011 قالت مؤسسة الأقصى :" أطلق الاحتلال في هذه الأيام عدة فعاليات تهويدية إلكترونية مستعملاً التقنيات الحديثة، خاصة في منطقة حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك، وذلك بهدف توسيع دائرة التهويد وعولمتها، وكذلك بهدف جذب أكبر عدد من السياح الأجانب وجيل الشباب اليهودي". وأوضح التقرير أن من بين هذه الحملات الإلكترونية تم "إعتماد ما يسمى ب (صندوق إرث المبكى، وهو مؤسسة يهودية تعنى بمتابعة تاريخ حائط البراق) لخدمة إلكترونية على مستوى العالم، عن طريق جهاز (الأيفون)، تحت إسم (ikotel)، وتمكّن هذه الخدمة مشاهدة ما يجري في حائط البراق ببث حي ومباشر". كما توفر هذه الخدمة "القيام بجولة إفتراضية لنفق البراق ونفق الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وكذلك خدمة البوصلة عالمية تدلل على اتجاه القدس بهدف أداء الصلوات اليهودية بإتجاه الهيكل المزعوم، كما يمكن عبر هذه الخدمة إرسال بطاقة طلب أو دعاء إلكتروني نحو حائط البراق". وبحسب تقرير مؤسسة الأقصى، فإن القائمين على هذا المشروع التهويدي الإلكتروني حددوا أهدافهم بتوسيع وتعميق الصلة بحائط البراق، وخاصة الجيل الشبابي، وإستثمار التقدم التكنولوجي الحديث من أجل إظهار التعلق الكبير ما بين اليهود وحائط البراق، وفيه أيضا تشجيع للوصول والتواصل مع سلسلة الأجيال والتقاليد اليهودية في المكان، وتُوفر هذه الخدمة حتى الآن باللغة العبرية والإنجليزية والروسية. خدمات إضافية بالفيس بوك من جانب آخر، أطلقت منظمة "شباب من أجل أورشاليم" – وهي منظمة تنشط مؤخرا في عدة مشاريع تهويدية خاصة في مجال السياحة التهويدية –صفحة خاصة على الموقع الإجتماعي "الفيسبوك"، تهدف الى ربط أكبر عدد ممكن بحائط البراق. وبحسب مؤسسة الأقصى، فإن هذه الصفحة تقوم بإرسال "دعوة الى السياح الأجانب والمجتمع الإسرائيلي بالوصول الى حائط البراق، بحيث يتمّ تصويرهم مجاناً بواسطة طاقم خاص، ونشر هذه الصور على خلفية حائط البراق على صفحات " الفيسبوك " الخاصة والعامة". وأعلنت المجموعة عن "توفير طواقم من المصورين يحملون الكاميرات الرقمية والحواسيب النقالة المتصلة لاسلكياً بشبكة الأنترنت، ليتنسى لهم القيام بالخدمة بأسرع وقت، حيث ينتشر هذا الطاقم الخاص في ساحات البراق". وإلى جانب ذلك، تقدم هذه الخدمة، "إمكانية إرسال بطاقات أو دعوات إلكترونية يدعون أنها تصل لحائط البراق من كل موقع في العالم ، بحيث يتم طباعة هذه البطاقة ووضعها بين حجارة البراق، وهو ما يقوم به عادة كل زائر يهودي للبراق". وبحسب القائمين على هذا المشروع التهويدي ، فإنه من المخطط توسيع رقعة هذه الخدمة الإلكترونية التهويدية لتشمل عدة أماكن بالقدس منها البلدة القديمة و جبل الطور، وجبل المشارف، على أن تنشط أكثر في مواسم " الأعياد اليهودية " والمناسبات الإسرائيلية العامة. بناء الهيكل الثالث يأتي هذا بعد نحو 5 أيام من عقد الجماعات اليهودية المتدينة "الحريديم" مؤتمر دعت من خلاله إلى بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى. وتخلل المؤتمر الذي عقد في القدسالغربية الخميس 30 /12/ 2010 محاضرات وعرض رسومات تجسد بناء الهيكل، إلى جانب عرض الكثير من جوانب التراث الفلسطيني على أنها جزء من التراث اليهودي. كما تخلل المؤتمر عرض مصور قدمه أحد الشخصيات الدينية المتطرفة "يجسد إقامة الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى ، خاصة في منطقة الجامع القبلي المسقوف، بالإضافة الى عرض شرائح وشروحات عن شعائر تقديم القرابين في مذبح الهيكل". وحذّرت "مؤسسة الأقصى" أن يكون من وراء مثل هذه الدعوات رئيس الحكومة الإسرائيلية " بنيامين نتنياهو"، خاصة وأن جماعات يهودية أخرى وجهت في الأيام الأخيرة عبر وسائل إعلامها طلباً له بالوفاء لوعد قطعه لهم سابقاً، بأنه في حالة رجوعه الى سدة الحكم فإنه سيقوم بإقرار وترتيب صلاة اليهود في المسجد الأقصى المبارك . واعتبرت "الأقصى" أن هذه الحملات تظهر أن "الاحتلال فشل عبر تنفيذ عشرات الحفريات أسفل ومحيط المسجد الأقصى أن يجد ولو ذرة تراب تشهد على تاريخ عبري في القدس ، فيحاول من خلال هذا النشاط الإلكتروني تعويض فشله بفرض التزوير والتضليل عبر خدمات يقدمها". وأضافت المؤسسة أن الهدف من هذه الحملات هو "غسيل دماغ على مستوى عالمي، لكننا نؤكد هنا أن حائط البراق، هو جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى وهو وقف إسلامي خالص ارتبط بشكل مباشر مع حادثة الإسراء والمعراج". غسيل دماغ عالمي بدوره، اعتبر الإعلامي الفلسطيني نواف العامر، في تصريحات خاصة ل"إسلام أون لاين" أن ما تقوم به الجماعات اليهودية يأتي "ضمن جهود منظمات يهودية صهيونية عالمية تتعاون مع مؤسسات الكيان الصهيوني في فلسطين، في محاولة يائسة لغسل الدماغ العالمي ومحاولة محمومة للتأثير على النخب والمثقفين والاعلامييين في العالم لقلب الحقائق وتزوير الجغرافيا والتاريخ كجزء من المجزرة الحضارية التي تتواصل على مدار الساعة بحق المدينةالمحتلة كاملة". وأضاف العامر :أن "الاحتلال لا يغفل أن هناك عشرات الملايين في الغرب وأمريكا يحملون الفكرة الصهيونية كاملة ومستعدون للدفاع عنها بل يقدم لهم وجبات تضليل مزورة يوميا مدعومة بهرمون الكذب والتضليل، بينما يغط الإعلام العربي والإسلامي في سبات ولا يتعامل إلا بردات الفعل". وأشار العامر إلى أن "التعامل الإعلامي الفلسطيني والعربي على وجه الخصوص سلم طوعيا بتقسيم المدينة لغربي وشرقي، ووقع في فخ المصطلحات الإعلامية الإحلالية الاحتلالية وهذه الفخاخ جزء من مخطط صهيوني معد مسبقا للتهويد والتزوير في المعالم والحقائق على الأرض". وطالب العامر ب"تأسيس مؤسسات إعلامية مماثلة تعمل على دحض المشروع الخبيث بطرح الحقائق المدعومة بالصور والوثائق والأدلة ومنها الاعتراف الاممي بإسلامية وعربية حائط البراق، والعمل على إشهار ونشر اسم حائط البراق بكل الوسائل وإطلاقه على المدارس والصفوف المدرسية وورشات العمل والمناهج التعليمية والشركات والمؤسسات". كما طالب بضرورة "التوظيف النافع للتقنيات الحديثة وباللغات المتعارفة عليها دوليا، والعمل على اعتماد مصطلحات إعلامية وسياسية لا تجتزيء من القدسالمحتلة شيء وترفض تقسيمها وتؤكد وحدتها وتوحدها كمدينة للمسلمين والعرب". إسلام أون لاين