مجلس وزاري حول مشروع الميزان الاقتصادي لسنة 2025 - منوال النمو -    وزير الخارجية يتحادث في نيويورك مع نظيرته الاندونيسية    وزير الخارجية :" من مصلحة البلدان النامية والمتقدمة التعجيل بإصلاح الهيكل المالي الدولي"    صفاقس زيارة غير معلنة للوالي للميناء التجاري    حزب الله يستهدف قواعد جديدة لجيش الإحتلال والغارات تتواصل على مناطق لبنان    نابل: الحالة الصحية للسياح المصابين في حادث انزلاق حافلة سياحية ببوفيشة " مستقرة ومحل متابعة"    يهم التونسيين : هكذا سيكون ''طقس الويكاند ''    المتحف الوطني بباردو: افتتاح معرض "صلامبو من فلوبار إلى قرطاج"    رسالة من المشتبه به: حاولت اغتيال ترامب لكنني خذلت العالم    فرنسا تدعو لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول لبنان    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    حزب الله يقصف مطارات وقواعد عسكرية ردا على مقتل أكثر من 490 لبناني    لمسافر قادم من دولة عربية: الهند تعلن تسجيل أول إصابة بجدري القردة سريع الانتشار    استشهاد 10 لبنانيين من أسرة واحدة في غارة إسرائيلية    سعد الحريري: التضامن الوطني واجب أخلاقي وسياسي في هذه المرحلة من تاريخ لبنان    شركات طيران عدة تعلق رحلاتها من وإلى إسرائيل    المتحف الوطني بباردو: افتتاح معرض "صلامبو من فلوبار إلى قرطاج"    علمتني الحياة...ردينة هنشيري أصغر فارسة في قفصة .. غرامي بالفروسية لا حدود له    حكايات من الزمن الجميل: «شارلي شابلن العرب» حكاية محمد شكوكو ... مع الزواج والحب !    الفلاسفة والحب ..«كانط» و«شوبنهاور»... والعزوبية !    قصة مثل : «أكرم من حاتم الطائي»... !    قصة وعبرة ...بكم تبيع أخاك...؟    المنتخب الوطني يتأهل إلى نصف نهائي بطولة إفريقيا لكرة اليد أصاغر    البنك المركزي ..مقاييس جديدة لتمويل البنوك لزراعة القمح والبقول والأعلاف    قبلي .. موسم جني التمور ينطلق في أكتوبر ...نقص في الصابة وتحسّن في الجودة    تفكيك شبكة مختصة في تهريب المواد المخدرة وحجز 05 صفائح من مخدر القنب الهندي .    نقص كبير في التزود باللحوم البيضاء    الهيئة تنشر قائمة مراكز الاقتراع    تحديث لضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان: 356 شهيدا وأكثر من 1246 جريحا    قفصة: التساقطات المطرية التي شهدتها معتمديات لها تأثير إيجابي على الزراعات والغراسات المروية والمطرية    البريد التونسي: 269 ألف و 342 تلميذ قاموا بالتسجيل المدرسي عن بعد بمؤسساتهم التربوية للسنة الدراسية الحالية باستعمال وسائل الدفع الالكتروني    الرابطة 1- هيثم الطرابلسي يدير مباراة مستقبل سليمان والترجي الرياضي واشرف الحركاتي يقود لقاء النادي الصفاقسي واتحاد بنقردان    رئاسية 2024: شحن أوّل دفعة من المواد الانتخابية إلى الخارج    وزارة الفلاحة تحذّر الفلاحين والبحارة من التقلّبات الجوية    هذه الدولة تسجل أول حالة إصابة بالسلالة (1 بي) من جدري القردة..#خبر_عاجل    ثقافة : الإسراع في انجاز البرامج والمشاريع ذات العلاقة وخاصة مشروع ترميم سور القيروان    توزر: تاثير ايجابي لتهاطل الامطار مع هبوب الرياح على صابة التمور    تصنيف لاعبات التنس المحترفات - انس جابر تصعد الى المركز الحادي والعشرين    الوثائقي التونسي "لا شيء عن أمي" يشارك في الدورة 17 لمهرجان فيلم المرأة بمدينة سلا المغربية    يبكي في دار مسنين : ما قصة أشهر مخرجي أغاني كاظم الساهر و صابر الرباعي ونجوى كرم ؟    إصابات في انزلاق '' لواج'' بسليانة    كيف تختارين ''البوت الفرو'' في شتاء 2025؟    عاجل: إنقلاب حافلة في طريق سوسة    النادي الصفاقسي يراسل مكتب الرابطة    بسبب الأمطار: انزلاق حافلة تقلّ سيّاحا في بوفيشة    فيديو : أمطارغزيزة بالمتلوي    منتدى الصيدلة 2024: الابتكار الرقمي في خدمة الصيدلي والمريض    الإتحاد المنستيري يدين أحداث مقابلة المولدية ويدعو سلطة الإشراف والجامعة للتدخل    كأس الكاف: قائمة الأندية المتأهلة إلى دور المجموعات    الرابطة الأولى: برنامج بقية منافسات الجولة الثانية ذهابا    عاجل - إسبانيا: فتح تحقيق بعد هروب 3 رياضيين من بعثة تونس لرفع الأثقال    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    اليوم: انطلاق تداول القسط الثالث من القرض الرقاعي الوطني    الرئاسية: لجنة التشريع العام تبدأ في أولى جلساتها للنظر في مقترح تعديل القانون الانتخابي    الدكتور دغفوس: توفير 280 ألف جرعة من تلقيح القريب والأسعار تتراجع    اليوم الاعتدال الخريفي للنصف الشمالي للكرة الأرضية    توفير نحو 300 ألف جرعة تلقيح مضادة لل0نفلوانزا    الاعتدال الخريفي يحدث في تونس غدا الأحد على الساعة 13 و43 دقيقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أيحتاج العرب والفلسطينيون الى أكثر من هذا الوضوح....؟؟ : راسم عبيدات
نشر في الفجر نيوز يوم 13 - 10 - 2010

يبدو أن هناك فريق من العرب والفلسطينيين لديهم اعتقاد جازم وعبر طرق ووسائل سرية أو تشكل نوع من الاختراعات الحديثة،والملكية الحصرية فيها للنظام الرسمي العربي، أنه بالإمكان الحصول على " الدبس من قفا النمس" أو لربما "لديهم طرق مبتكرة ومستحدثة ل "حلب الثور"،وهذا القول يأتي في إطار الرد على قرارات القمم العربية ولجنة المتابعة العربية،ففي كل مرة لا تحترم ولا تلتزم إسرائيل بشروط المفاوضات،تخرج علينا هذه القمم واللجان،بدعوة الطرف الفلسطيني لاستمرار العملية التفاوضية وإعطاء الإدارة الأمريكية الفرصة من للضغط على إسرائيل من أجل الاستجابة لشروط العملية التفاوضية،ورغم كل الهبوط والتراجعات التي يقدمها العرب في هذا الجانب،يزداد ضغط الراعي الأمريكي على الطرف الفلسطيني والعربي للموافقة على الاشتراطات الإسرائيلية وفي المقابل يزداد صلف وعنجهية قادة الحكومة الإسرائيلية،فعندما رفضت إسرائيل حتى الشروط الأمريكية بوقف كافة الأنشطة الاستيطانية في القدس والضفة مقابل التطبيع العربي،تراجعنا فلسطينياً وعربياً نحو القبول بتجميد الأنشطة الاستيطانية في الضفة دون القدس وعندما لم تلتزم إسرائيل بذلك تراجعنا نحو قبول بتجميد لفترة محدودة للاستيطان غير قابلة للتجديد،ورغم كل المغريات السياسية والأمنية الأمريكية لإسرائيل للموافقة على تجميد الاستيطان لمدة شهرين فقط وغير قابلة للتجديد،رفض نتنياهو ذلك،وبالمقابل القمة العربية التي انعقدت في سرت الليبية ظلت تراهن على "حلب الثور" وأعطت مهلة شهر للإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل للموافقة على التجميد الجزئي للإستيطان لمدة الشهرين فقط،وجاء رد نتنياهو على ذلك ليس الاستخفاف بالعرب والفلسطينيين،بل بكل دول العالم وقرارات الشرعية الدولية،حيث لا يريد نتنياهو من العرب والفلسطينيين استسلام كامل،بل ما يريده هو نفي كلي للشعب الفلسطيني وإسقاط حقه التاريخي في فلسطين والاعتراف بالحركة الصهيونية كحركة تحرر وطني وإدانة كل نضالات شعبنا واعتبارها "إرهاباً "،حيث نشهد حملة غير مسبوقة على شعبنا في الداخل الفلسطيني- 48 – حملة تستهدف طرد وترحيل شعبنا هناك في نكبة جديدة،فمع مجيء هذه الحكومة المتطرفة شرعت وسنت مجموعة من القوانين العنصرية بحق أهلنا وشعبنا هناك، قانون منع لم الشمل وقانون"الارهاب" وقانون عزمي بشارة وقانون تعديل المواطنة وهو الأخطر وربما المرحلة ما قبل الأخيرة التي تمهد لطرد وترحيل شعبنا هناك،فهذا القانون يشترط على العرب الفلسطينيين هناك من أجل الحصول على الجنسية الإسرائيلية القسم والولاء لإسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية ،وهذا الشرط والقانون الإسرائيلي بكل مخاطره وتداعياته والتي أقلها الشطب المسبق لحق العودة لأكثر من ستة ملايين لاجىء فلسطيني طردوا وشردوا من أرضهم،وإعفاء لحكومة الاحتلال من أي مسؤولية سياسية وأخلاقية عن ما لحق بالفلسطينيين من طرد وترحيل وتشرد عن أرضهم وديارهم،وأيضاً يريد نتنياهو من السلطة الفلسطينية الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية مقابل التجميد الجزئي للاستيطان،ورغم إدراكنا أنه لا توجد أية قيادة فلسطينية قد تقدم على هذه الخطوة لكونها تشكل انتحاراً سياسياً لهذه القيادة،فهذا الشرط يعكس مدى الصلف والعنجهية لهذه الحكومة الإسرائيلية،والراعي الأمريكي الذي أعطاه العرب مهلة شهر للضغط على إسرائيل لتجميد الاستيطان الجزئي لمدة شهرين،رؤيته وتصوراته ليست بعيدة عن أطروحات نتنياهو ،فهو يطالب العرب والفلسطينيين بتقديم اقتراح بديل لاقتراح نتنياهو،وبمعنى آخر يريدون كسب الوقت من أجل الاستمرار في إدارة الأزمة وتنفيذ إسرائيل لمخططاتها على الأرض،فالراعي الأمريكي يكيف سياساته ومواقفه ورؤيته وتصوراته للمفاوضات والعملية السلمية وفق الرؤية الإسرائيلية.
على العرب والفلسطينيين أن يدركوا جيداً،أنه لا مجال لحلب الثور ولا رهان على المجرب،وما طرحه نتنياهو ومن خلفه ليبرمان واضح وصريح ولا يحتمل لا تأويلا ولا تفسيراً،بل يقول بالفم المليان لا وقف للاستيطان،وفي أي مواجهة عسكرية قادمة سنعمل على تطبيق وترجمة شعار يهودية الدولة على الأرض بالقوة،حيث نفذت إسرائيل تمرين عسكري واسع يحاكي الترحيل الجماعي لعرب الداخل الفلسطيني،وهذا التمرين ليس للترف أو الاستهلاك المحلي،بل هو تمهيد لترجمة قناعات توراتية وأساطير دينية مؤمن بها الكثير من وزراء هذه الحكومة وأعضاء كنيستها.
يا عرب يكفيكم رهاناً على سراب ومفاوضات عبثية لا ولن تنتج شيئاً لمصلحة الفلسطينيين والعرب،فهذه حكومة جوهر وجودها وبرنامجها قائم على الاستيطان،وما زلتم ضعفاء تستجدون تارة وتتذللون أخرى،وتعلنون بأنكم لن ترسلوا وتسيروا جيشا لفك الحصار عن غزة،وأيضاً ترهنون إرادتكم وقراركم السياسي للخارج،وتعطلون وتستبعدون الخيار العسكري عن قصد،وتضيقون الخناق على قوى المقاومة،ولا تفعلون او تستخدمون أي من عناصر القوة الأخرى في المواجهة ( اقتصادية وتجارية ومالية )،فسيبقى ليس نتنياهو، بل كل دول العالم تنظر إليكم على أنكم أمة لا وزن ولا قيمة لها لا إقليمياً ولا دولياً وحتى لا تمتلك القرار في مصائرها وشأنها الداخلي.
يكفيكم حديثاً بلغة العاجزين عن عبارات العقلانية والواقعية والموضوعية،فأنتم تدركون أكثر من غيركم أن المزيد منها،لا يزيد عدوكم سوى صلفاً وعنجهية،ونحن ندرك جيداً أنه بفقدانكم للخيارات الأخرى ورهانكم اللا منتهي على الإدارة الأمريكية بأن تجلب لكم حقوقاً،ستستمرون باجترار العبارات والبيانات والشعارات المملة والجوفاء والفارغة عن المبادرة العربية للسلام وقرارات الشرعية الدولية وغيرها،والشهر الذي منحتموه إلى الإدارة الأمريكية للضغط على إسرائيل سيتحول إلى أشهر وسنوات،ولكن بعد أن يستكمل التهام فلسطين بالكامل وإعادة تفكيك وتركيب جغرافيا الكثير من أقطاركم،وبما يعزز السيطرة الأمريكية والإسرائيلية على المنطقة لعدة عقود قادمة.
فما يجري في السودان واليمن والصومال،وما يخطط لمصر وغيرها من الأقطار العربية الأخرى ستحصدون ثماره قريباً،حيث تصبح القطرية أقطاراً،وستدخلون في حروب طائفية وقبلية وجهوية وأثنية ستحصد الأخضر واليابس،وستصبحون خارج التاريخ والجغرافيا وحتى البشرية العاقلة،وستصبحون كما كان عليه حال الدولة الأموية في آخر عهدها في الأندلس ملوكاً للطوائف تستعينون بالعدو على أبناء جلدتكم وتتآمرون على بعضكم البعض.
فالمطلوب منكم بعد كل الوضوح لحكومة نتنياهو،مغادرة النهج والعقلية والخيار العبثي المعشعشع في تلافيف عقولكم بأن خيار مضى عليه أكثر من 18 عام عاماً لن يثمر ولن يفضي إلى استعادة حقوق وأوطان وهذه حقيقة التاريخ قديماً وحديثاً.
القدس- فلسطين
13/10/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.