تونس- منتدى نقابة الصّحفيين: كان الحوار عشية الجمعة بمقر نقابة الصحفيين التونسيين على غاية من الاثارة والتشويق. اما المناسبة فقد كانت استضافة منتدى النقابة للاستاذ عبد الكريم الحيزاوي (معهد الصحافة وعلوم الإخبار) الذي قدّم لعدد من الصحفيين واساتذة معهد الصحافة وثلّة من الحقوقيين الدّليل التدريبي الذي اعده بالتعاون مع المعهد العربي لحقوق الانسان حول «حقوق الانسان للاعلاميين» ولئن ثمن الحضور هذا الاصدار وما تضمنه من معطيات تساعد على نشر مبادىء حقوق الانسان وخاصة ما يتصل منها بالحقل الاعلامي فقد مثّل الموعد فرصة عبّر فيها بعض المتدخلين عن ضرورة توثيق الصلة بين الصحفي وحقوقه التي تكفلها له مختلف المواثيق والتشريعات والاعلانات الدولية على غرار الاعلان العالمي لحقوق الانسان والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية واعلانات اليونسكو.. ومن ثمة تمكين الاعلاميين على اختلاف مؤسساتهم الصحفية من مواكبة دورات تدريبية على هذه الحقوق حتى يطالبوا بها ويمارسوها في مباشرتهم اليومية للعمل الصحفي سواء في مستوى الحق في الحصول على المعلومة من مصادر الخبر او الحق في الاعلام وحرية التعبير وما تعنيه من نشر للاخبار بكل حرية في ظلّ النزاهة والموضوعية. القوانين بين التأيّيد والرفض ومن جهة اخرى مثّل موضوع اقرار قوانين وتشريعات داخلية تنظم الممارسة الاعلامية محل خلاف بين المتدخلين بين رافض لهذه النصوص واعتبارها مصدر تقييد و«تكبيل» للعمل الصحفي سيما في ظلّ مجلة الصحافة الحالية وما تكتسيه من بُعد زجري.. ومؤيد لمثل هذه التشريعات الكافلة لحقوق الافراد وضمان احترام القانون خاصة وان القطاع تحكمه قواعد واخلاقيات للمهنة يجب احترامها والالتزام بها.. ومن هنا وردت دعوة ملحة الى السيد ناجي البغوري الرئيس الجديد لنقابة الصحفيين بضرورة المبادرة بتغيير ميثاق شرف الصحفي في صيغته الحالية وجعله اكثر دلالة واعمق معنى سيما في علاقته بالحق في الاعلام وحرية التعبير وحماية حقوق الصحفي والالتزام بأخلاقيات المهنة. «مادة ثرية» وبالعودة الى محتويات الدليل التدريبي حول «حقوق الانسان للاعلاميين» يُذْكَر انه يتألف من اربعة ابواب يهتم الاول بالمعايير الدولية للحريات الاعلامية والثاني بالصحفي وحقوق الانسان في مستويي احترام حقوق الانسان وحمايتها من طرف الصحفي كواجب مهني واخلاقي (الضوابط الدولية والقطرية) وحماية الصحفيين في التشريعات العربية والدولية وخاصة ما اتصل منها بحماية الصحفيين المكلفين بتغطية النزاعات المسلحة. فيما خُصص الباب الثالث لبعض نماذج التناول الاعلامي لمواضيع تهم حقوق الانسان وتُوِّجَ الدليل بباب رابع يمكن اعتباره بمثابة خدمة توثيقية للاعلاميين حول مصادر المعلومات المتعلقة بحقوق الانسان. وللتدليل على قيمة هذا الاصدار وما يكتسيه من اهمية يمكن ان نقف عندما اورده الدكتور الطيب البكوش (رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان) في تقديمه لهذا الدليل التدريبي حيث قال: «يهدف الى توفير مرجع للاعلاميين العرب يطّلعون من خلاله على ابرز التشريعات الدولية والاقليمية الضامنة للحريات الاعلامية والحق في الاعلام، قصد فهم المعايير الدولية في المجال، وتنمية المهارات المهنية في القطاع، بفضل التمارين والنماذج المدرجة في خاتمة كل باب من الابواب الاربعة (المعايير الدولية وعلاقة الصحافي بحقوق الانسان ومصادر معلوماته في المجال وطرائق تناوله للموضوع). سفيان السهيلي