عواصم -(ا ف ب) الفجرنيوز : وجه مسؤولون عن الجالية المسلمة في هولندا امس دعوات للدول الاسلامية من اجل التزام الهدوء غداة بث فيلم معاد للاسلام اعده النائب الهولندي اليميني المتشدد غيرت فيلدرز واثار موجة انتقادات وادانات واسعة أمس . ويخشى المسؤولون الهولنديون ازمة دولية شبيهة بازمة الرسوم الكاريكاتورية الدنماركية حول النبي محمد لا سيما ان هولندا تلقت تهديدات بعد الاعلان عن الاعداد لهذا الفيلم. وقال رئيس المجلس الوطني للمغاربة محمد رباعي في مؤتمر صحافي شارك فيه العديد من ممثلي المسلمين وائمة جامع سلوتيرفات في امستردام "نريد ان نقول لاخوتنا المسلمين في الخارج اننا الاقدر على تحليل الوضع في هولندا وتحليل فيلدرز وعلى معرفة كيفية التصرف ازاء هذا الوضع". واضاف "اننا ندعو الى اتباع استراتيجيتنا وعدم الرد بهجمات على السفارات او السياح الهولنديين"، مشيرا الى ان "التسبب في اضرار لهولندا سيؤذينا ونحن ندعو المساجد الى الحث على الهدوء". وتابع "نحن نشعر بالاساءة للربط بين الاسلام والعنف ولكننا نعرف هذا الشخص (فيلدرز) وافضل رد عليه هو الرد المسؤول". وبات فيلم غيرت فيلدرز (من الحزب الليبرالي الذي يملك تسعة مقاعد في البرلمان من 150) "فتنة" متوافرا على الانترنت منذ مساء الخميس، وهو شريط قصير يركز على الصلة بين الاسلام والعنف وقد شاهده حتى الآن ملايين الاشخاص. واثار الاعلان عن الفيلم في تشرين الثاني ردود فعل غاضبة في عدد من الدول الاسلامية مثل ايران ومصر وافغانستان وباكستان. واستمرت ردود الفعل بعد تحميله على الانترنت. واوصى خطيب المسجد الحرام في مكة الجمعة بالحوار للدفاع عن الاسلام0 واكد الشيخ عبد الرحمن السديس في خطبة الجمعة، من دون ذكر الفيلم بالتحديد على ان الامر "بلا شك طعنة للامة"، معتبرا ان عرض العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز فتح حوار بين الاديان "من اعظم مآثر النصرة الجليلة". واعتبرت ايران امس ان عرض الفيلم "مثير للاشمئزاز" و"عملية انتقام" من الدين الاسلامي والمسلمين. واعلنت حملة "رسول الله يوحدنا" التي تضم ما يزيد عن ثلاثين مؤسسة اعلامية اردنية امس عزمها على مقاضاة النائب الهولندي امام محاكم اردنية. وقررت "البدء بحملة واسعة لمقاطعة المنتجات الهولندية". واعتبرت جماعة الاخوان المسلمين في مصر امس ان فيلم فيلندرز "اهانة" للمسلمين لكن لا يجب "تضخيم" هذه القضية. وقال عصام الريان المسؤول الثالث في الجماعة التي تعتبر ابرز حركة معارضة في مصر لوكالة فرانس برس "هذه اهانة لا تدخل في حرية الراي. ان حالة الغضب مفهومة في العالم الاسلامي". واضاف ان "المسلمين تعودوا على هذه الصدمات من الغرب. ولا يجوز تضخيم هذا" الامر. من جانبه قال وزير الاعلام المغربي خالد ناصري ردا على سؤال لوكالة فرانس برس ان هناك "تخلفا ثقافيا" لدى فيلدرز. وقال ان "الاسلام هو ديانة اكثر من مليار شخص في القارات الخمس وكل من يسيء اليه يعبر عن تخلف ثقافي"، معتبرا ان "المغرب كما كل الدول المتحضرة لا يسمح بالتلاعب بالقيم الدينية". واعتبرت حكومة بنغلادش في بيان صادر عن وزارة خارجيتها ان "هذا العمل غير مبرر وقد تكون له انعكاسات خطيرة"، مؤكدة ان "الاسلام هو دين سلام". واكد فيلدرز في حديث لوكالة فرانس برس انه غير مسؤول في حال اثار بث الفيلم اعمال عنف. وقال "آمل الا يحصل ذلك. واذا حصل، سيكون مرتكبوها مسؤولين عنها لا انا". ويخلط فيلم "فتنة" بين مشاهد عنيفة عن اعمال ارهابية ( مثل هجمات الحادي عشر من ايلول 2001) وعمليات اعدام في دول اسلامية لا تذكر اسماؤها وخطابات معادية لليهود ولقطات عن "اسلمة هولندا واوروبا". وتعتبر السلطات الهولندية هذه القضية خطرة الى درجة دفعت رئيس الوزراء يان بيتر بالكينيندي الى اصدار بيان رسمي بالهولندية والانكليزية "اسف" فيه لعرض الفيلم. واشاد بالكينيندي في المقابل بموقف المسلمين الهولنديين وبالهدوء الذي تلى بث الفيلم. وكان اعتبر "ان الهدف الوحيد من الفيلم هو الاساءة"، مضيفا "لكن الشعور بالاساءة يجب الا يشكل باي شكل من الاشكال مبررا للتهديد والاعتداء". وتلى بث الفيلم بعض الارتياح في هولندا، واعتبرت صحف صادرة الجمعة انه "اقل حدة واستفزازا مما كان متوقعا". وحاولت الحكومة الهولندية مرات عدة منذ تشرين الثاني ومن دون جدوى اقناع فيلدرز بالتخلي عن مشروعه. والتقت وزيرة الهجرة الا فوجلار ومعها وزير العدل ارنست هيرش بالين امس ممثلين عن المجموعات الدينية المختلفة وعن المهاجرين في هولندا. وعبر الرباعي في مؤتمره الصحافي عن ارتياحه لموقف الحكومة الهولندية التي "قالت بوضوح ان راي هولندا ليس راي فيلدرز والعكس صحيح". في المواقف الدولية، دان امين عام الاممالمتحدة بان كي مون بشدة بث هذا الفيلم معتبرا ان لا شيء "يبرر خطاب الحقد والتحريض على العنف". وقال بان في تصريح قراته الناطقة باسمه ميشال مونتاس "ادين باشد العبارات بث الفيلم المعادي للاسلام بشكل صريح، لغيرت فيلدرز" مضيفا "لا شيء يبرر خطاب الحقد والتحريض على العنف. والامر لا يتعلق هنا بحرية التعبير". كما رفض الامين العام لمجلس اوروبا تيري ديفيس "الصورة المشوهة والمسيئة للاسلام" التي يعكسها الفيلم. وقال في بيان نشر في ستراسبورغ انه "تلاعب غير مرغوب يستغل الجهل والافكار المسبقة والخوف". واعتبر ان هذا اليوم "يوم حزين بالنسبة الى الديموقراطية الاوروبية عندما تستخدم الاسس الرئيسية التي تقوم عليها من اجل الترويج لعدم التسامح". وفي كوبنهاغن ادان رئيس الوزراء الدنماركي ان فوغ راسموسن بث الفيلم معتبرا انه يشكل "استفزازا مجانيا". وقال "سمعت ورايت ما يكفي لادرك انه ليس سوى استفزاز غير مجد" واعتبر انه "يسد حوارا ضروريا بشان استخدام الارهاب من قبل الاسلاميين المتشددين". من جانبها دعت بلجيكا امس مواطنيها المسافرين الى دول اسلامية الى "مضاعفة الحذر" بعد بث الفيلم. ونشرت وزارة الخارجية بيانا على موقعها الالكتروني جاء فيه "ان بث الفيلم حول القرآن للسياسي الهولندي غيرت فيلدرز يزيد من خطر حصول تظاهرات عنف ضد الغربيين في الدول التي يوجد فيها عدد كبير من المسلمين، لا سيما في الشرق الاوسط والمغرب ودول افريقية اخرى". ودانت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الاوروبي امس بث الفيلم معتبرة انه يحض على العنف. وجاء في بيان اصدرته ان حرية التعبير اذا كانت تشكل جزءا "من قيمنا وتقاليدنا" انما "يجب ممارستها في روح من احترام المعتقدات الدينية وغيرها".