نقيب الصحفيين: وضعية الصحفيين في السجون سيئة جدا    بطولة النخبة الوطنية لكرة اليد : برنامج مباريات الجولة السابعة    تفاصيل : بطولة رابطة الهواة مستوى أول تنطلق يومي 2 و3 نوفمبر 2024    الآن: أمطار بهذه المناطق ومن المنتظر ان تشمل ولايات اخرى    امطار غزيرة بالمهدية    وزارة الصحة تؤكد القضاء على الباعوض الناقل لحمى غرب النيل بنسبة 90 بعد تسجيل 9 اصابات بالفيروس في عدد من الولايات    وزير الاقتصاد يدعو الفاعلين من تركيا والدول العربية للاستثمار في تونس    حركات المقاومة تنعى السنوار وتؤكد استمرار النضال ضد إسرائيل    بالفيديو: لطفي بوشناق يكشف تفاصيل صدمته وفقدانه النطق    بالفيديو: الجنسية الثانية للطفي بوشناق    بطولة افريقيا للأندية البطلة لكرة اليد للسيدات: الجمعية النسائية بالساحل في الدور النهائي    نقلته اسرائيل الى مكان سري.. ما مصير جثمان السنوار؟    مراكز الإعلاميّة تواصل تسجيل الأطفال وقبولهم بمختلف الدورات التكوينيّة    اليوم وغدا بدار الثقافة "ابن رشيق": الملتقى العربي لشعر المقاومة يحتفي بالصادق شرف    إحصائيات تكشف: أغلب المتسوّلين ليسوا فقراء.. وهذا ما يجنونه يوميا!!    الرابطة الأولى: برنامج النقل التلفزي لمواجهات الجولة الخامسة ذهابا    عاجل/ جريمة القتل بالذبح في قصر هلال: الأمن الوطني يكشف التفاصيل    كميّات الأمطار في عدد من مناطق البلاد    11795 قطعة أثرية قرطاجية في أمريكا ... المعهد الوطني للتراث يكشف    عاجل : الاعلان عن موعد التصريح بالحكم في قضية سنية الدهماني    الحماية المدنية تدعو مستعملي الطريق بولاية تونس إلى الحذر أثناء تساقط الأمطار    مسرحية "ما يضحكنيش".. مداخيلها لفائدة قربة اس او اس سليانة    عاجل/ انزلاق شاحنات بهذه الطريق.. وتحذير للمواطنين !    الإتحاد المنستيري: اللاعبون يضربون على التمارين .. ونجم الفريق يقدم شكوى لدى الفيفا    مشروع قانون المالية: تمتيع شركة اللحوم بامتيازات جبائية عند التوريد لتعديل الأسعار    الفرقة الوطنية للفنون الشعبية تُشارك في المهرجان الثّقافي العربي في العاصمة الكورية    مفتي الجمهورية في زيارة لشركة مختصّة في انتاج زيت الزيتون البكر وتعليبه    عاجل/ بلغت 136 مم: أمطار غزيرة بهذه الولاية..    وزارة الصحة: تلقيح ''القريب '' يحميك من المرض بنسبة تصل الى 90%    مدنين: موسم صيد بحري متنوع بسواحل الولاية    وزير الصحة يبرز ضرورة تعزيز جاهزية المستشفيات العمومية لمواجهة الأمراض الفيروسية    المنستير: تعليق قائمات إسناد رخص التاكسي الفردي والجماعي والسياحي بداية من هذا اليوم    النجم الساحلي: تفاصيل بيع تذاكر مواجهة الملعب التونسي    سوسة : وفاة امرأة صدمها القطار بمحطة سيدي بوعلي    تكريم المطرب الراحل محمد الجموسي في أولى سهرات "طربيات النجمة الزهراء"    صفاقس بين الشعال واللطائفة : إنقلاب سيارة لواج    أسعار جديدة للقهوة في تونس: ما الذي سيتغير بداية اليوم؟    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم الجمعة 18 أكتوبر    إكس تعلن عن تغيير عمل آلية ''البلوك'' في المنصة    بسبب صورة.. شقيقة زعيم كوريا الشمالية توبخ سلطات جارتها الجنوبية    الحماية المدنية : تسجيل 547 تدخلّ و533 مصاب    عضّة ثعبان في الطماطم: توضيح رسمي يكشف التفاصيل    جلسة عمل حول تطوير أداء ديوان الحبوب    صفاقس: حضور ممثلي أكثر من 30 مؤسسة إقتصادية في فعاليات منتدى حول "آليات تمويل الصادرات نحو ليبيا"    نادي الشمال القطري يضم المهاجم التونسي نعيم السليتي    عاجل - عائلة تونسية تستغيث : ''مكافأة مالية لمن يجد سيرين''    الأزهر ينعى"شهداء المقاومة الفلسطينية" ويصفهم ب"الأبطال"    القصرين: حجز 600 كلغ من البطاطا تعمّد أحد التجار بيعها بأسعار غير قانونية    السنوار تمنى أن يموت شهيدا على يد العدو    وزارة الصحة توجه نداء هام لهؤلاء..#خبر_عاجل    وزير التجارة في زيارة عمل إلى المهدية...4 شحنات قهوة وشاي تصل قريبا    يتزعمها الفحاش والبذيء وسيء الخلق...ما حكم الإسلام في ظاهرة السب على وسائل التواصل الإجتماعي ؟    منبر الجمعة .. الصدق روح الأعمال !    خطبة الجمعة.. الجليس الصالح والجليس السوء    تونس تعمل على استرجاع حوالي 11795 قطعة أثرية قرطاجية من أمريكا    متوفّر بداية من اليوم: هذه أسعار التلقيح ضدّ النزلة الموسمية    عاجل/ مع انطلاق الموسم: بشرى سارة بخصوص أسعار زيت الزيتون..    هل تراني أحرث في البحر؟… مصطفى عطية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قال أبو عمار: اسجنوه : د. فايز أبو شمالة
نشر في الفجر نيوز يوم 17 - 05 - 2010

كنت على رأس مسيرة تأبين أحد الشهداء سنة 2000، حين زحف المتظاهرون من مخيم خان يونس إلى الجامع الكبير وسط المدينة، وكنت أسمع عشرات الآلاف الشباب الغاضبين من خلفي يهتفون ضد إسرائيل، وضد اتفاقية أوسلو التي أجازت للقوات الفلسطينية تسليم ثلاثة جنود إسرائيليين وقعوا في الأسر على حاجز "أبو هولي" دون المساس بهم، ليكون الرد الإسرائيلي إطلاق النار على الفلسطينيين بوحشية، وقتل ثلاثة شباب بدم بارد، كان مقتلهم السبب في تفجر الهتاف الغاضب ضد الرئيس أبي عمار نفسه.
قبل أن نكمل مراسم دفن الشهداء، كانت التقارير على مكتب الرئيس أبي عمار تتهمني شخصياً بالمسئولية عن المظاهرات التي هاجمت الرئيس، فقال لهم أبو عمار: اسجنوه.
رفضت تسليم نفسي للشرطة، والذهاب للسجن، فقد سبق وخبرت سجن "غازي الجبالي" لعدة أيام إثر مظاهرات جرت في خان يونس 1998، ألقى فيها المتظاهرون الحجارة على مقرات الأمن، رغم دوري المهدئ، والمدافع عن مقرات الأمن الفلسطينية.
رفضت تسليم نفسي، واعتصمت في المخيم وسط المسلحين، وتركت الأمر لتدخل الوسطاء كي يصححوا الصورة التي رسمها بعض الساقطين في ذهن الرئيس أبي عمار، وللتاريخ، لم تبق شخصية سياسية، أو وزارية إلا زارت بيت العزاء، وحاولت أن تنقل للرئيس أبي عمار صورة مغايرة لما نقل إليه من المندسين، فقد تدخل نائب رئيس المجلس التشريعي، ومسئول تنظيم فتح، وعدد من أعضاء التشريعي في حينه، والنائب العام، وعدد من الوزراء، ورئيس البلدية، ومع ذلك؛ رفضت تسليم نفسي، وصرت مطارداً للسلطة.
في آخر الليل جاءني الكاتب المعروف؛ السيد عدلي صادق سفير فلسطين في بلاد الهند حالياً، وكان يعمل وكيل وزارة التخطيط والتعاون الدولي في ذلك الوقت، وقال في ديوان العائلة: لم ينشغل مكتب الرئيس أبي عمار طوال اليوم إلا بمظاهرات خان يونس وفايز أبو شمالة، وكأن القضية الفلسطينية قد تم تلخيصها بأحداث خان يونس، وأضاف الأخ عدلي صادق: لقد وظف الرئيس أحداث خان يونس بشكل سياسي جيد، فحين اتصلت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية "مدلين أولبرايت"، تستحثه للعودة إلى المفاوضات، قال لها: تعالي إلى خان يونس واسمعي ماذا يقولون عني، وبماذا يتهمونني، إن عدت إلى المفاوضات سيرجمني شعبي بالحجارة! وما أن أنهى الرئيس المكالمة حتى قال: اسجنوا فايز أبو شمالة. وأضاف السيد عدلي صادق في ديوان العائلة: لقد انتظرت حتى المساء، وجلست على انفراد مع الأخ أبي عمار، ونقلت له الصورة الصحيحة، وأطفأت النار التي أشعلها البعض في صدر الرئيس عليك، ولم أتركه حتى أصدر تعليماته بالكف عن سجنك.
رحم الله الشهيد أبا عمار، كان مخلصاً لفلسطين، وكان سياسياً بارعاً، لم ينجح في توظيف الأحداث لخدمة القضية فحسب، بل تحدى أعداءه الصهاينة في أحرج اللحظات، حين ظل كالسيف فرداً، فكان جديراً بالشهادة التي لا ينالها إلا كل مقاوم للغاصبين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.