المغرب:أطلق المغرب أمس مناورات عسكرية مع قوات ''المارينز'' الأميركية في ثلاث مدن، بعد وصول قوات أميركية إلى المغرب الجمعة الماضي. ويعتقد مراقبون أن المناورات المشتركة أتت في سياق الرد على الجزائر التي شكلت محورا مع دول الساحل واحتضنت اجتماعات منفصلة لوزراء الخارجية والداخلية وقادة الأركان ورؤساء أجهزة المخابرات في سبع دول من دون إشراك الرباط.وقالت مصادر مغربية إن المناورات العسكرية التي أطلق عليها اسم ''الأسد الإفريقي'' تهدف إلى ''تعزيز التنسيق والتعاون بين قوات البلدين والتفاهم المشترك على التقنيات العسكرية والإجراءات المتبعة في كل بلد''. ونقل عن السفارة الأميركية في الرباط قولها بأن ''المناورات العسكرية تتخذ أشكالاً متعدّدة للتكوين العسكري، بما فيها زعامة القيادة العسكرية، والتدريبات الخاصة باستعمال الأسلحة النارية وعمليات حفظ السلام، والتزود بالوقود جوّا والتدريب على التحليق بالطائرات على علو منخفض''. وتجري المناورات التي تستمر شهرا ونصف الشهر، في ثلاث مدن هي طانطان والقنيطرة وتارودانت، واعتُبرت في مثابة تحدي من الرباط للجزائر، تزامنا مع عودة التصريحات والتصريحات المضادة بين مسؤولي البلدين، على خلفية الصراع على الصحراء المستمر منذ عام 1974. ووصفت السلطات المغربية المناورات المشتركة بكونها رهانا ''استراتيجيا للمغرب أمنيا وعسكريا'' في إطار مشاركتها مع دول الساحل في محاربة القاعدة والجريمة المنظمة. ويبدو أن واشنطن تحرص على الإبقاء على علاقات جيدة مع البلدين المتخاصمين، إذ أيدت اجتماع قادة جيوش دول الساحل لوضع الاستراتيجية الأمنية المشتركة في المنطقة، وأطلقت في الوقت نفسه مناورات مشتركة مع المغرب. وأوردت بعض الصحف المغربية أن المناورات التي يشارك فيها نحو 850 جنديا أمريكيا ''تصادف المحاولات الدؤوبة للجزائر الالتفاف على الدور المحوري الذي أضحى المغرب يلعبه في العلاقة مع الحلف الأطلسي والقيادة العسكرية الإفريقية أفريكوم، وذلك من خلال سعي الجزائر إلى إقصاء المملكة المغربية من التنسيق الجديد بين عدد من دول غرب إفريقيا للتصدي للإرهاب والتطرف في الصحراء الكبرى ودول الساحل''. وقررت واشنطن مضاعفة قيمة المساعدات العسكرية للمغرب من 6,3 مليون دولار إلى 9 ملايين، لتطوير إمكانات الجيش الملكي الذي يتنافس مع الجيش الجزائري الذي يحتل المرتبة الثانية في إفريقيا من حيث التجهيز والتكنولوجيا. تونس - رشيد خشانة القدس