لن أكتب هذا المقال، وإنما سأقوم بعملية رصد وتوثيق لتصريحات بعض القادة والمسئولين في تنظيم حركة فتح بشأن ميدان الشهيدة دلال المغربي، والأسباب التي أدت إلى إلغاء الاحتفال، ولاحظوا يا رجال حركة فتح حجم التناقض، ومداه، في تصريحات المسئولين، وادرسوا الأسباب، وأتمنى عليكم أن تضعوا أصبعاً على الوجع، وعلاجاً مناسباً. أكد السيد أمين مقبول، أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح في حديث له مع صوت فلسطين: أن احتفالا سيقام في مدينة رام الله لافتتاح ميدان الشهيدة المغربي وسيشارك فيه أعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح، وآخرين من المجلس الثوري، وأكد رفضه للمطالب الإسرائيلية بالامتناع عن افتتاح الميدان، وأضاف: لا يمكننا أن نتنكر لشهدائنا ومناضلينا ومناضلاتنا ولتراثنا لأن العدو الإسرائيلي يحتج على تسمية احد ميادين رام الله باسم الشهيدة المغربي. وقال مصطفى أبو ربيع، أحد مسؤولي حركة فتح في رام الله والبيرة: اليوم افتتاح شعبي للتقاطع الذي يحمل اسم الشهيدة دلال المغربي، والتحرك الشعبي والجماهيري ليست بحاجة إلى قرار من أحد. أما عضو اللجنة المركزية لحركة فتح توفيق الطيراوي فقال: لن نخضع لأي تهديدات، ونحن هنا اليوم لنحتفل بتاريخنا ونضالنا بإطلاق اسم دلال على الميدان. ولكن المتحدث باسم الأجهزة الأمنية ومسؤول التوجيه السياسي في السلطة عدنان الضميري، قال: إن تأجيل افتتاح ميدان الشهيدة دلال المغربي جاء لأسباب فنية، وليس بناء على طلب من إسرائيل، وأضاف: لا إسرائيل ولا أي قوة تستطيع حرماننا من الافتخار بتاريخنا. فهل هي حقاً الأسباب الفنية، أم هو الانكسار أمام المشيئة الإسرائيلية!؟ قالت وزيرة الثقافة الفلسطينية سهام البرغوثي لوكالة فرانس برس: من حقنا أن نكرم شهداءنا، وأن نطلق اسم الشهيدة دلال المغربي على شوارعنا في ذكرى استشهادها، لكن تدخل الإسرائيليين في هذا الحق هو مؤشر على مدى الانتهاك الإسرائيلي لحقوقنا. وقال نايف سويطات عضو المجلس الثوري: هناك حديث حول عملية تأجيل الاحتفال, ولكن الأمر لم يحدد بعد، وفي حال كان تأجيل فسيكون لبعض الوقت حتى يتم الترتيب والتنظيم للحفل". من جهته، قال النائب في المجلس التشريعي عن حركة فتح، جمال حويل: إن منع إسرائيل إطلاق اسم دلال المغربي على التقاطع لهو تدخل وقح وغير مقبول. فماذا قال أعضاء مجلس بلدية البيرة لوكالة "فرانس بريس"؟ قالوا: إن إرجاء افتتاح الساحة جاء بعد تلقي الجهات المسؤولة في السلطة الفلسطينية رسالة من السلطات الإسرائيلية تحذر من الاحتفال بوضع اسم دلال المغربي على الميدان. الخلاصة: ما الذي يضير قيادة حركة فتح لو قالت بوضوح: إنها اضطرت للرضوخ أمام الجبروت الإسرائيلي المجرم، الذي منع الاحتفال بإحياء ذكرى الشهيدة، والاعتراف بأننا لا نمتلك حول ولا قوة، لأن يد إسرائيل هي العليا، وهي تعاود إطلاق النار على الشهيدة دلال المغربي بعد اثنين وثلاثين عاماً، ولكن من طبنجة القرار الفلسطيني!!.