حيفا في مبادرة دعائية جديدة تجند "إسرائيل" مواطنيها ليكونوا "سفراء" لتحسين صورتها التي "لا تخلو من تزوير الحقائق" في مواجهة تنامي الانتقادات الموجهة لسياساتها.وأطلقت وزارة الدعاية والجاليات هذا الأسبوع موقعا ينصح بالإصغاء أولا لكل من يلتقيهم الإسرائيليون والابتسامة الحقيقية في عملية الاتصال معهم. وتوصي الخطة بنصيحة خبراء نفسيين بالتحدث بهدوء وبلهجة غير هجومية ونفي الحقيقة بأن الفلسطينيين سكان البلاد الأصليين واعتبارهم وافدين. كما تنصح بالتحدث بوضوح والمحافظة على روح النكتة وتقديم الأمثلة الشخصية بعيدا عن "خطاب الضحية" وعن المعلومات الإحصائية والمعلومات الأكاديمية.
ولا تغفل الدعاية الإسرائيلية قوة وسحر الصورة وتذكر الإسرائيليين بأنها ب"ألف كلمة" وتنوه لحيوية الاكتفاء برسائل قليلة يتم تمريرها بالصورة أو القصة أو الأمثلة الشخصية.
وتزود "إسرائيل" مواطنيها بقائمة إنجازاتها في مجالات الزراعة والعلوم والطب والاقتصاد والرياضة وغيرها من الاختراعات والاكتشافات، زاعمة أنها توفر الحلول لمخاطر الجوع والضمأ والتصحر والمرض وغيرها.
كما يشمل الموقع صور المنتجات الزراعية الخاصة بإسرائيل كالفلفل الملون والبندورة صغيرة الحجم وغيرها وتدعوهم للإشارة لكثرة اليهود الحائزين على جائزة نوبل للسلام.
أطعمة عربية ويقول الموقع "تحدثوا عن تشكيلات الطعام الغني في إسرائيل من الكسكسي المغربي والكبّة العراقية والممليجا الرومانية وحتى اللحوم المحلية". وتحت عنوان "واقع مقابل أسطورة" تورد إسرائيل قائمة بما تسميه "أفكارا مقولبة" كتلك التي تظهرها وكأنها دولة صحراوية عملاقة من ناحية مساحتها. وتقترح إبراز كونها صغيرة جدا تكبرها الهند ب150 مرة وسكانها يشكلون واحدا بالألف من البشرية.
وتحض "إسرائيل" مواطنيها على نفي كونها دولة دينية رغم تعريفها لذاتها كدولة يهودية، كما تحضهم على نفي "الأسطورة" بأنها دولة عساكر متخلفة ودكتاتورية.
ورغم الحروب المتتالية التي تشنها، تقترح إسرائيل على مواطنيها دحض الاتهامات لها برفض السلام وتبيان دورها في مكافحة "الإرهاب".
مكافحة الإرهاب ولا تكتفي إسرائيل بالدفاع فتنتقل بهذا المضمار للهجوم محملة العرب مسؤولية فشل السلام وانتشار "الإرهاب" كما تدعو لتفسير القرار الأممي 242 بما لا يلزمها بالانسحاب الكامل من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.
وتقدم الدعاية الإسرائيلية قاموس مصطلحات سياسية ليساعد الإسرائيليين في محادثاتهم مع الأجانب كما تزودهم بقائمة وخرائط مناطق الجذب السياحية تشمل مواقع في هضبة الجولان والضفة الغربية المحتلتين ومنها الحرم الإبراهيمي في الخليل وحتى مسجد عبد الملك بن مروان التاريخي في قيسارية المهجرة داخل أراضي 1948.
يشار إلى أن عدة دراسات إسرائيلية عرضت في مؤتمر هرتسيليا العاشر حذرت من خطورة "نزع شرعية" إسرائيل في العالم ومن مساعي المقاومة العربية الإسلامية لشيطنتها" في إطار إستراتيجيتها لتفكيك إسرائيل والتسبب بانهيارها من الداخل".
عمليات تزوير ويرى الخبير بالشؤون الدولية خالد خليفة أن الموقع الدعائي الإسرائيلي الجديد خطير ويمكن أن يساهم في إخفاء الوجه الحقيقي ل"إسرائيل" وتزيين صورتها في العالم بل التأثير على الرأي العام وعبره على صناع القرار فيه.
ويوضح خليفة للجزيرة نت أن الموقع الدعائي يعتمد على خلط المعلومات وتزوير الحقيقة، ويقول إنه على سبيل المثال يعتبر الجولان والخليل ومواقع كثيرة في الضفة الغربيةالمحتلة مواقع إسرائيلية، فيما يتم اعتبار قرية صفورية المهجرة موقعا سياحيا جذابا.
وحذر خليفة من استغلال "إسرائيل" لجهل أوساط واسعة من العالم لحقائق الصراع ودعا لخطة عربية إعلامية مضادة، منوها لأهمية المعركة على وعي الشعوب والنخب الثقافية. وديع عواودة