أنقرة:أثار انتحار الضابط في البحرية التركية علي طاطار العديد من التساؤلات حول سبب انتحار عدد من ضباط الجيش التركي ممن لهم صلة مباشرة او غير مباشرة بقضية تنظيم «ارغينيكون» المتهم بالإعداد لانقلاب عسكري لإطاحة حكومة رجب طيب اردوغان وذلك بين عامي 2004 و 2007.وكان علي طاطار اعتقل في 5 كانون الأول (ديسمبر) الجاري مع تسعة آخرين من ضباط البحرية بتهمة التخطيط لاغتيال القائد الحالي للقوات البحرية الجنرال اشرف أوغور من دون كشف الدافع وراء هذا المخطط. وأفرج عن طاطار بكفالة قبل أسبوع، ثم أمر قاضي التحقيق باعتقاله مجدداً، فانتحر طاطار بإطلاق النار على نفسه في منزله كما روى شهود. وسائل اعلام تركية كانت أشارت الى احتمال ارتباط خطة اغتيال قائد القوات البحرية بمخطط لتصفية بعض القيادات العسكرية التي قد تشهد ضد المتهمين في قضية «ارغينيكون»، او تلك التي تملك معلومات مهمة يُخشى أن تدلي بها. وفي الإطار ذاته فؤجئ الجميع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بخبر انتحار الضابط المتقاعد بلغوطاي فاريملي الذي قفز من شرفة منزله في الطابق العاشر. وهو كان عضو لجنة التفتيش الداخلي في الجيش، وكشف تورط القائد السابق للقوات البحرية الهامي ارديل بقضية اختلاس قبل سنتين حكم فيها الأخير بالسجن عشر سنوات. والغريب في الأمر ان القاضي في تلك المحاكمة طانجو اونال، لقي ايضاً المصير ذاته، إذ انتحر في ظرف غامض في آذار (مارس) الماضي. ويذكر الكاتب شامل طيار المتخصص في قضية «أرغينيكون» انه التقى الضابط بالغوطاي اكثر من مرة خلال العام الجاري، وسلمه وثائق مهمة جداً تدين عدداً من المنتسبين إلى الجيش في مخطط الانقلاب لإطاحة الحكومة، وكان يخشى الموت هو الآخر لهذا السبب، خصوصاً بعد انتحار مساعده الضابط اولغون فورال في ظروف غامضة في آذار الماضي. ومعروف ان حالات الانتحار في صفوف الجيش التركي تعتبر مرتفعة نسبياً بسبب الحرب التي يخوضها مع حزب العمال الكردستاني وظروفها الصعبة. وشهد الجيش الكثير من الانتحارات بين جنوده خصوصاً بين عامي 1992 و2000، لكن هذه الأرقام تراجعت بعد وقف الحزب عملياته بين عامي 2000 و2004. ومنذ بداية الكشف عن تنظيم «ارغينيكون» قبل سنتين عادت حوادث الانتحار مجدداً لتظهر على السطح، خصوصاً أنها تسجل في صفوف الضباط غير المحاربين. ومن الذين انتحروا خلال العامين الماضيين وكان على علاقة بقضية التنظيم الضابط مظفر تكين الذي غرس سكيناً في صدره، بعد اتهامه بالتحريض على قتل قاضي محكمة التمييز، علماً ان الأخير قضى بحظر ارتداء الحجاب في الجامعات، ليبدو الأمر وكأن متطرفاً اسلامياً اغتاله. وهناك حالة الضابط اركوت ارصوي الذي حاول الانتحار في سجنه بابتلاع 20 حبة دواء، والضابط بيرول اطاكان الذي وجد ميتاً في سيارته، والطبيب الضابط نورصال غاديك الذي توصل الى معلومات عن تورط ضباط بعمليات للاتجار بالمخدرات عبر الحدود مع العراق. الحياة