واصلت الصحف التونسية الصادرة اليوم الخميس حملتها لمناصرة مهاجم منتخب بلادها ياسين الشيخاوي أمام الهجمة التي تعرض لها من قبل بعض الصحف الألمانية التي اتهمته بالأصولية والتطرف؛ جراء تصريحات أبدى فيها تفهمه لردود الفعل الغاضبة على الإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم. ونددت الصحف التونسية بالاستغلال السيئ الذي قامت به الصحف الألمانية وخاصة صحيفتي "بيلد" و"داي وولف" للحوار الذي أجراه الشيخاوي مع صحيفة "زونتاكس بليك" السويسرية الأسبوع الماضي. وكان "الشيخاوي" قد قال في تصريحاته للصحيفة ردًّا على إعادة نشر الرسوم المسيئة في الدانمرك: "هذه الرسوم أمر مسيء عند المسلمين.. لا أريد أن أقول إن قتل رسام كاريكاتيري صحيح أم لا فهذا شأن خاص بالله وحده". وأضاف اللاعب -22 عامًا- أنه "ليس من الصحيح أيضًا على سبيل المثال أن يرسم أحد الفنانين لدينا صورًا ساخرة عن النبي عيسى.. الدين مهم للجميع، لي ولهم ولليهود، هذه الرسوم شيء سيئ للغاية عند المسلمين؛ لذا فأنا أتفهم ردود الفعل هذه". وكانت 17 صحيفة دانمركية نشرت الأسبوع الماضي رسمًا كاريكاتيريًّا يسيء للرسول صلى الله عليه وسلم؛ بحجة التضامن مع مخطط أعلنت السلطات الدانمركية إحباطه كان يستهدف اغتيال أحد رسامي تلك الرسوم المسيئة. والرسم الكاريكاتيري المنشور هو واحد من الرسوم ال12 للنبي محمد التي أثار نشرها في صحيفة يولاندز بوستن عام 2005 موجة احتجاجات وأعمال شغب في العالم الإسلامي؛ وهو يصور نبي الرحمة يعتمر عمامة على شكل قنبلة مشتعلة الفتيل. له رب يحميه وتحت عنوان "للشيخاوي رب يحميه" كتب الصحفي أبو بكر الصغير مدير تحرير جريدة "الصريح" التونسية الصادرة اليوم قائلاً: "والله العظيم.. لقد أشفقت على الشيخاوي وكأنه أحد أبنائي... فقد أقحموه من حيث لا يدري في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، وحوّلوه إلى حطب استغلوه في نارهم المشتعلة منذ سنوات ضد الإسلام..". وتساءل الصغير عن "التناقض الصارخ الوقح والأعوج؟ لمن ينتصرون؟.. إلى حق رسام يمكن أن يكون مجنونًا وأحمق ومتعصبًا في أن يرسم رسول أمة كيف ما شاء، ويسخر منه ويهين ملايين المسلمين بدعوة حرية التعبير، ويمنعون عن الشيخاوي حقه في التعبير عن رأيه في تلك الرسومات". واعتبر الكاتب التونسي أن رأي الشيخاوي هو رأي الملايين من العقلاء في أوروبا الذين يرون في الرسوم "قلّة حياء وطيش وحماقة وتهورًا وعدوانًا واضحًا وصريحًا على دين عظيم لا يعادي الأديان الأخرى، بل يعمل على التعايش معها". ومن جانبها خصصت صحيفة "الجمهورية" التونسية صفحة كاملة للرد على الهجمة التي يتعرض لها الشيخاوي، فتحت عنوان "الشيخاوي ليس إرهابيًّا" قالت الصحيفة: "إن الهجمة التى يتعرض لها الشيخاوي ليست الأولى التي يتعرض لها اللاعبون المسلمون في أوروبا". لأنهم مسلمون وذكّرت الصحيفة بما تعرض له لاعبون مسلمون في أوروبا من حملة تمييز شنَّتها وسائل الإعلام ضدهم؛ بسبب تدينهم، ومنهم لاعب المنتخب الفرنسي فرانك ريبيري ولاعب مالي فريديريك كنوتي الذي يلعب في نادي إشبيلية الإسباني، ولاعب خط وسط بريال مدريد محمد ديارا، ولاعب برشلونة الإسباني إيريك إبيدال والذي حول اسمه إلى بلال بعد اعتناقه للإسلام. ووصفت الصحيفة الهجمة التى يتعرض لها الشيخاوي بأنها "الأشرس والأقسى والأكثر عنصرية"، معتبرة أن الشيخاوي "هذا اللاعب الهادئ الرصين فوق كل الشبهات". وأوردت الصحيفة آراء زملاء الشيخاوي في النجم الرياضي الساحلي على غرار مجدي تراوي وصابر بن فرج "الذين أكدوا أن زميلهم ليس له علاقة بمثل هذه الأشياء (التطرف)، وأن الحملة التي يتعرض لها تهدف إلى تحطيمه وتشويه سمعته وحرمانه من الاحتراف في "البندسليجا" (الدوري الألماني). وبدأت الصحف التونسية الدفاع الشيخاوي منذ بداية شن الصحف الألمانية هجومها عليه. وكان أكثر من ناد ألماني قد عبّر عن رغبته في التعاقد مع الشيخاوي منهم بايرن ميونيخ وفيردر بريمن وهامبورج، لكن يخشى كثيرون من تعثر انتقال اللاعب إلى الدوري الألماني بعد هذه الأزمة. ولفت منتخب تونس في كأس الأمم الإفريقية الأخيرة الأنظار لظهوره بمظهر ديني ملتزم، من خلال حرص أكثر من لاعب على السجود داخل الملعب عقب تسجيل الأهداف، وقراءة الفاتحة قبل المباريات، فضلاً عن حرصهم تأدية الصلاة في جماعة مع أعضاء الجهاز الفني.