نفى المغرب وجود أي صفقة وراء سماحه بعودة الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر رغم تلميح مصادر داخلية إلى وجود ضغوط دولية، في حين أكدت إسبانيا عدم تقديمها أي تنازلات للمغرب بخصوص حل قضية الناشطة التي رحبت الأممالمتحدة بعودتها إلى بلدها وانتهاء أزمتها الإنسانية.فقد نفى وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية خالد الناصري في تصريح وجود صفقة وراء عودة الناشطة الصحراوية أمينتو حيدر إلى منزلها في مدينة العيون عاصمة الصحراء الغربية. وقال الناصري في حديثه إلى الجزيرة الجمعة إن "الأمر لا يتعلق بأي صفقة أو اتفاق وإنما بدول وعلى وجه الخصوص الولاياتالمتحدة وفرنسا وإسبانيا.. تتابع الملف بعمق تدخلت لدى المغرب من أجل أن يتعامل مع هذا الموضوع من الناحية الإنسانية المحضة". الناصري: لا اتفاق ولا صفقة وراء السماح للناشطة أمينتو حيدر بالعودة إلى المغرب (الجزيرة-أرشيف) ضغوط دولية بيد أن مراقبين محليين ألمحوا إلى أن الرباط سمحت للناشطة الصحراوية حيدر بالعودة إلى موطنها الصحراوي بعد ضغوط دولية كبيرة قد تضطرها لتقديم تنازلات لحركة البولساريو الداعية إلى استقلال الصحراء الغربية. ورجحت هذه المصادر أن تكون جبهة البوليساريو تسعى لكسب المزيد من التنازلات من الرباط في جولات مقبلة من محادثات السلام التي ترعاها الولاياتالمتحدة مثل المطالبة بدور للأمم المتحدة في مراقبة قضية حقوق الإنسان في الصحراء الغربية. مدريد تنفي وفي المقابل، نفت الحكومة الإسبانية على لسان وزير خارجيتها ميغيل أنخيل موراتينوس تقديم أي تنازلات للمغرب بشأن قضية حيدر، وأعربت عن سعادتها بعودة الناشطة الصحراوية إلى بلدها. وقال موراتينوس في تصريح له من العاصمة البلجيكية الجمعة إن مدريد كانت تضغط باتجاه عودة أمينتو بأقصى سرعة ممكنة استنادا إلى ضمانات أساسية دون أي مقابل أو تنازلات من جانب إسبانيا. وفي هذا السياق، لم تستبعد مصادر إعلامية إسبانية أن تضعف الأزمة -التي وضع المغرب نفسه فيها أمام مجموعة من الدول الحليفة له- موقف الرباط في مفاوضاتها مع البوليساريو بشأن مستقبل الصحراء الغربية، لا سيما أن الطريقة التي عوملت بها الناشطة حيدر ألقت بشكوك كثيرة حول مصداقية المغرب بالتزامه بمنح الحكم الذاتي للصحراء الغربية. الأممالمتحدة من جهته أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ارتياحه لقرار السلطات المغربية السماح للناشطة حيدر بالعودة إلى منزلها بمدينة العيون وانتهاء الأزمة التي أدت إلى إضرابها عن الطعام لأكثر من شهر. وانضم بان كي مون إلى مبعوثه الشخصي للصحراء الغربية كريستوفر روس في الدعوة إلى استئناف المحادثات بين كل من المغرب وجبهة البوليساريو من أجل تسوية النزاع القائم بينهما على الصحراء الغربية منذ أن ضم المغرب المستعمرة الإسبانية السابقة عام 1975.