قالت مصادر أميركية اليوم الخميس إن الرئيس باراك أوباما مستعد للقبول بمشاركة حركة طالبان في مستقبل أفغانستان السياسي، مرجحة أن لا يتم إصدار قرار بشأن إستراتيجية الولاياتالمتحدة هناك قبل أسبوعين على الأقل.وأكد مسؤول أميركي رفيع المستوى رفض الكشف عن هويته أن الرئيس أوباما مستعد لقبول بعض المشاركة من قبل حركة طالبان في مستقبل أفغانستان السياسي، مشددا على "أن أي قرار بإرسال قوات أميركية إضافية إلى أفغانستان يعتمد فقط على متطلبات العمليات الرامية إلى القضاء على تنظيم القاعدة." وقال مساعدون للرئيس الأميركي إن القرار الخاص بإستراتيجية الولاياتالمتحدة في أفغانستان لن يتم اتخاذه قبل أسبوعين على الأقل. وكانت تقارير صحافية قد أفادت في وقت سابق من اليوم الخميس أن الرئيس باراك أوباما وأعضاء في فريقه للأمن القومي اتفقوا على عدد من التوصيات الخاصة بالإستراتيجية الواجب إتباعها في أفغانستان بعد استعراض تفاصيل الوضع هناك على رأسها أن تكون الإستراتيجية الأميركية الجديدة في أفغانستان غير قاصرة على هذا البلد فقط بل أن تشمل باكستان أيضا وتركز على مجابهة تنظيم القاعدة. اتصال بين أوباما وبراون وعلى صعيد متصل، أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أن الرئيس أوباما بحث خلال اتصال هاتفي اليوم الخميس مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون إعادة النظر في الإستراتيجية المتبعة في أفغانستانوباكستان. وقال غيبس في تصريحات للصحافيين إن أوباما وبراون توافقا على التشاور في شكل واسع مستقبلا كما شددا على أهمية التعاون مع حلفاء البلدين وشركائهما الأفغان والباكستانيين. وأضاف غيبس أن الزعيمين ناقشا أيضا نتائج القمة الأخيرة لمجموعة العشرين التي استضافتها مدينة بيتسبرغ في ولاية بنسلفانيا، كما أكدا على وضرورة بلورة موقف موحد حيال الملف النووي الإيراني. ترقب للقرار الأميركي يأتي هذا في وقت أكد فيه مسؤول رفيع في وزارة الدفاع "بنتاغون" أن حلفاء الولاياتالمتحدة في حلف شمال الأطلسي NATO ينتظرون قيام الرئيس أوباما بإطلاعهم على إستراتيجيته في أفغانستان قبل اتخاذ قرارات حول عدد قواتهم في هذا البلد. وقال المسؤول في شعبة الشؤون الأمنية الدولية في البنتاغون ألكسندر فيرشبو إن دولا كثيرة ساهمت في إرسال قوات إضافية في الربيع والصيف الماضيين الأمر الذي ساعد في ضمان أمن الانتخابات الأفغانية التي تم إجراؤها في شهر أغسطس/آب الماضي. وأضاف أن هذه الدول تتساءل إذا كان عليها إبقاء قواتها في أفغانستان انتظارا للمرحلة المقبلة في العمليات أو إعادتهم إلى بلادهم. وأكد فيرشبو الذي شغل سابقا منصب سفير الولاياتالمتحدة في حلف الأطلسي أن الحلف يتطلع إلى معرفة إستراتيجية الولاياتالمتحدة وما يعنيه ذلك من حيث الإمكانيات المتوافرة في أفغانستان. وأعرب عن تفاؤله بأن يواصل أعضاء الحلف الوفاء بالتزاماتهم في أفغانستان رغم الضغوط السياسية الداخلية من أجل الانسحاب. ونشرت الدول الأعضاء في الحلف آلاف الجنود الإضافيين في أفغانستان قبل انتخابات 20 أغسطس/آب الماضي مما رفع عدد الجنود غير الأميركيين هناك إلى 39 ألفا مقابل نحو 68 ألف جندي أميركي بنهاية العام الجاري. ومن المقرر أن يجتمع أوباما يوم غد الجمعة مع مجلس الأمن القومي في إدارته لبحث إستراتيجيته في أفغانستان وذلك في إطار الاجتماعات التي بدأها الرئيس لتحديد الإستراتيجية الواجب إتباعها هناك بعد ثماني سنوات من الحرب لاسيما ما يتعلق بالنظر في طلب من قائد القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال بإرسال نحو 40 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.