هناك قرابة مليون مهاجر من روسيا وصلوا إلى إسرائيل خلال العشرين عاما الأخيرة، وبسبب هذه الذكرى المتميزة حضر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أخيرا حفلا كبيرا أقامه المواطنون الإسرائيليون من ذوي الأصول الروسية. وقد قال نتنياهو في بيان تم توزيعه على الصحافيين الذين حضروا هذا الاحتفال إنه سعيد للغاية بوصول عدد المهاجرين الروس إلى هذا العدد, مطالبا كل يهودي روسي ما زال في روسيا أو أي من الجمهوريات الروسية السابقة بالعودة إلى إسرائيل, مشيرا إلى أن رعاية أبناء هذه الجماعة يعتبر هدفا شخصيا له ولجميع أعضاء الحكومة. ولقد أشار نتنياهو إلى أنه يفتخر بقدوم المهاجرين الروس إلى إسرائيل, مشيرا إلى أن الظروف الدولية خدمت هؤلاء اليهود بقوة خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي والسماح للروس بحرية الحركة إلى الخارج, موضحا أن اليهود الروس يؤثرون بصورة إيجابية على المجتمع الإسرائيلي, خاصة أن المجهودات التي يقومون بها تتعانق وتتكالب مع المجهودات التي يقوم بها بقية اليهود من المهاجرين من ذوي الأصول الإثيوبية أو الأميركية أو من أبناء القارة الأوروبية. وأضاف نتنياهو أن هؤلاء المهاجرين انخرطوا في حياة الدولة, وفي واقع الأمر أصبحوا أساسا مركزيا وحساسا في كل مجالات الحياة الاقتصادية والأمنية والأكاديمية والطبية والثقافية وغيرها من المجالات. واعتبر الوزير يولي ادلشتاين القادم من أوكرانيا أن هجرة اليهود الروس إلى إسرائيل واستيعابهم في إسرائيل يعتبر «قصة نجاح» يرددها الجميع, وقال أيضا على هامش نفس الاجتماع: «كانت للمهاجرين مساهمة هائلة في مجال التكنولوجيا، وكانت للهجرة مساهمة هائلة أيضاً في كل مجالات الثقافة والفن في البلاد». اللافت أن بعضا من وسائل الإعلام نشرت بيانات مختلفة أوضحت صراحة ارتفاع عدد اليهود الروس, حيث وصلت أعداد من هم فوق ال66 عاما منهم إلى قرابة الربع مليون شخص, وهناك 60.269 منهم تحت سن ال 50. ومع هذه النسب الكبيرة أصبح قرابة %19 من الإسرائيليين من اليهود الروس. ومع هذه الأعداد قررت الحكومة بجانب كل هذا العمل استجلاب قرابة مليون يهودي روسي لا يزالون يسكنون في دول الاتحاد السوفييتي السابق. كما تقرر إعداد خطة لاستجلاب 30 ألف مهاجر وتشجيع 20 ألف إسرائيلي تركوا البلاد بالعودة والتمتع بحقوق السكان العائدين. ومع كل هذه البيانات والسعادة الشديدة التي باتت مسيطرة على وسائل الإعلام بوصول عدد اليهود الروس إلى المليون فإننا الآن أمام أزمة عميقة يجب أن نثيرها ونحن نتحدث عن هذا الاحتفال, وهي أصول هؤلاء الروس, وهل بالفعل غالبيتهم من اليهود أم أنهم مسيحيون؟ الإجابة عن هذا التساؤل كانت محورا هاما للعديد من وسائل الإعلام في البلاد, حيث تطرقت إلى هذا الملف وكشفت عددا من الأمور الهامة, أبرزها أن عددا كبيرا من هؤلاء اليهود الروس من آباء مسيحيين, بل ومسلمين في بعض الأحيان, غير أنهم من أمهات يهودية وهو ما يجعلهم يهودا وبلا شك في ذلك, غير أن الأزمة هنا أن غالبية هؤلاء اليهود الروس لا يكون لديهم الولاء لإسرائيل أو فكرة إقامتها, والأهم من كل هذا أن عددا كبيرا منهم يرتبط بأفكار والده المسلم أو المسيحي وهو ما يجعله في النهاية مواطنا غير آمن. الأخطر من كل هذا القضية التي باتت تزعج العشرات عندنا في إسرائيل, وهي أن بعضا من المهاجرين الجدد هم بالفعل من آباء يهود, ولكن من أمهات غير يهود, وبالتالي فنحن أمام العديد من الإسرائيليين هم من غير اليهود الذين حضروا إلى البلاد واندسوا وسط المواطنين زاعمين أنهم إسرائيليون, بل وصهاينة أيضا, وهذا يمثل خطورة كبيرة, خاصة إن وضعنا في الاعتبار أن عددا كبيرا من هؤلاء الإسرائيليين يساعدون المنظمات المسلحة الفلسطينية ويقدمون لها الكثير من الخدمات, مع إيمانهم بقضيتهم، وهو الإيمان الذي يأتي بسبب ضعف موقفهم وإيمانهم باليهودية والمبادئ التي تسعى إلى إرسائها بين أتباعها. الغريب أن هناك الكثير من الملفات الساخنة التي من الممكن إثارتها, مع فتح باب النقاش حول مصير وأصل هؤلاء اليهود وفتح ملفات الكثيرين منهم, غير أن هذا الموضوع وكما تعرف الأجهزة الأمنية في البلاد المعنية بفحص ملفات هؤلاء المهاجرين سيثير أزمات كبيرة وقوية للغاية, خاصة أن هذه الأجهزة تعرف تمام المعرفة أنها وعندما ستفحص بصدق ملفات هؤلاء الروس ستجد أن الكثير منهم ليسوا يهودا, الأمر الذي يدعونا جميعا للأسف حيال موقف رئيس الوزراء وبقية المسؤولين ونقول لهم صراحة: معذرة يا سادة, بالفعل نحن سعداء بقدوم اليهود الروس منذ عشر سنوات, إلا أن هناك حقائق خطيرة يجب الكشف عنها في البداية قبل الإعراب عن هذه الفرحة. العرب