حشاد في «نيويورك» من أجل القضية الوطنية * حوار: فاطمة بن عبد الله الكراي أثرت جولة الزعيم فرحات حشاد بالولايات المتحدةالأمريكية، في مسار الحركة الوطنية والتعريف بالقضية التونسية، كما ساهمت تلك الجولة في فضح ممارسات الاستعمار الفرنسي بتونس، خاصة وأنها جولة وتحركات، تلت أحداث 18 جانفي 1952 ومجزرة تازركة وأحداث الصدام بين أهالي بنزرت وطبلبة مع قوات الإستعمار... وفق مهمته المنوطة بعهدته كنقابي تونسي في «السيزل»، وبوصفه ممثلا للحزب الحر الدستوري في بروكسيل (مقر السيزل). طالع سي أحمد مالفت انتباهه، في جريدة «لوفيغارو» الفرنسية، حيث نشرت خبرا بعنوان: فرحات حشاد في أمريكا يشتري الأسلحة للفلاقة... (أي المناضلين الماسكين بالسلاح ضد الاستعمار الفرنسي) يقول سي أحمد: «بقيت متعجبا من الخبر والى الآن بقي السؤال مطروحا.. وقد ساورتنا عديد التخمينات، وبما أن العابد بوحافة كان مع بورقيبة في أمريكا وقتها، فقد تيسر لي سؤاله بعد سنوات من هذه الحادثة، التي جاءت قبيل اغتيال حشاد، وقال إن ليس له علم!؟ هل سألت بوحافة شخصيا؟ قال: نعم، سألته لأنني قابلته صحبة الباهي الأدغم هنا في هذا المنزل».. متى كان ذلك، سألت صاحب المذكرات؟ قال في ردّه:«حين كنت في الحكومة... بداية الستينات... الموضوع بقي غامضا، والعابد بوحافة يقول أن ليس له علم... لكن نقاط الاستفهام لا تزال مطروحة إلى الآن، لأن نفس العبارة التي كتبت في «لوفيغارو» من أن حشاد يشتري سلاحا للفلاقة، وجدتها في جريدة الإستعمار الفرنسي بتونس «Tunisie France» وقد نشرت معلقة على جولة حشاد في أمريكا، بالصفحة الأولى (ما نشيت): فرحات حشاد يشترى السلاح للفلاقة وهو يمولهم أو يزودهم بالسلاح» كان هذا قبيل اغتياله.. كانت مسألة أيام قبل 5 ديسمبر 1952». هنا سألت صاحب المذكرات، عن اغتيال حشاد، وهل كان يملك معلومات أخرى غير التي يعرفها الجميع، فقال:«المسألة لدي مازالت موضوعة ولازالت الاشكالية قائمة في فهم الخيوط لهذه العملية... فعندما كنت في الاتحاد، أي بعد رجوعي من بروكسيل على اثر اغتيال الزعيم فرحات حشاد، قمنا ببحث مطول ومدقق أنا ومحامي الاتحاد فريد جمال، أخذنا الملفات العدلية وأردنا أن نعرف من قام بعملية الاغتيال ولم نجد شيئا نتكئ عليه... التفاصيل كيف أقدمت اليد الحمراء على اغتياله ومن شارك فيها... كلها من الأمور التي بقيت مجهولة...» س: ولكن عندما رجع إلى تونس، ألم يحس حشاد أنه معرض للمراقبة... للقلق؟ ج: «ما أعرفه أنهم قاموا بنزع كل الأشرطة التي كانت معه، فعندما رجع الى تونس، من أمريكا، صادرت له سلطات الاستعمار الفرنسي، كل وثائقه». س: قلت له مستفسرة:«يعني في مطار تونس»؟ ج: نعم، في مطار تونس... كانت الاتصالات بيننا، وهو في جولته بنيويورك، متواصلة عبر الهاتف، ويعلمني بكل التطورات... وهنا يذكر «سي أحمد» كيف أن الزعيم فرحات حشاد، كان يعلمه عبر الرسائل. التي نتناول واحدة منها، وكيف يضمنها التحريض على مواصلة النشاط والكفاح السياسي ضد الاستعمار. بتاريخ الخامس من أفريل 1952، يبعث «سي فرحات» رسالة الى صاحب هذه المذكرات، ليعلمه أنه وصل الى نيويورك بلا صعوبات... وأن الرفاق النقابيين الأمريكيين من CIFTY كانوا في استقباله في المطار، وقد شدد الزعيم فرحات حشاد، على أن مجالا آخر فتح أمام النضال الوطني من خلال قسم قضية الاتحاد العام التونسي للشغل في هذا العالم الجديد. وقد أعلمه حسب نص الرسالة أن الجميع كانوا طيبين معه، وأنهم سهلوا له مهمته... وهنا يبين «سي أحمد» أن حشاد أعلمه أنه قابل ونسق مع الباهي الأدغم ومع 11 عضوا من بلدان أعضاء في الأممالمتحدة، وأن القضية التونسية قد وضعت بعد على الطاولة... طاولة الاهتمام الأممي... أما رسالة التاسع من أفريل 1952، فقد ضمنها حشاد معلومات عما حصل في نيويورك وفي واشنطن، وأين قابل نوابا أمريكان وكبار المسؤولين بالخارجية الأمريكية... فإلى حلقة الغد إن شاء الله، وفيها فحوى الرسالة التي يحث فيها حشاد «سي أحمد» بن صالح على تجارة «الفلفل».!. فعن أي فلفل يتحدث حشاد؟ الشروق التونسية