نقلت صحيفة «هآرتس الاسرائيلية »الصادرة امس عن مصادر فلسطينية قولها انه «وفي إطار مفاوضات مستقبلية مع إسرائيل حول قضايا الحل الدائم، فإن السلطة الفلسطينية على استعداد للتنازل عن السيادة الفلسطينية على الحرم القدسي الشريف بشرط نقلها إلى جهة إسلامية». ونسبت الصحيفة إلى نبيل ابو ردينة قوله : لا مانع ان تتولى لجنة اسلامية منبثقة من منظمة المؤتمر الاسلامي التي تضم 57 دولة اسلامية وعربية مهمة السيادة على الحرم القدسي مقابل سلام اسلامي اسرائيلي. ويدور الحديث بحسب الصحيفة عن الحي الاسلامي وحي النصارى وحي الارمن، فيما الحي اليهودي سيكون تحت سيادة اسرائيلية، اما حائط البراق (المبكى) فان عليه خلافا حتى الان، والفلسطينيون يطرحون ان تكون السيادة الاسرائيلية على المناطق المكشوفة للسماء في حائط البراق، وليس الداخلي تحت الاسوار والممتد حتى حي النصارى. من جهته، اوضح وزير شؤون القدس حاتم عبد القادر انه: «يجب أن نميز بين قضيتين في القدس، فالقدس لها بعد سياسي، ولها بعد ديني إسلامي مسيحي، ولكن هذه الأبعاد السياسية والدينية ثلاثية فلسطينية وعربية وإسلامية، فالقدسالمحتلة عام 1967 هي حق سياسي وسيادي للفلسطينيين، وهي عاصمتهم السياسية من دون منازع، أما المسجد الأقصى فهو بالتأكيد مكان مقدس لدى المسلمين في كل أنحاء العالم، ولذلك لا مشكلة لدينا بأن تكون هناك سيادة عربية أو إسلامية عليه، إذا كان ذلك سيسهم في انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من كل القدسالمحتلة». ضد أي تنازل في غضون ذلك، اعلن نواب الائتلاف اليميني الحاكم في اسرائيل امس طرح مشروع قانون ضد اي تنازل عن القدس يشترط الحصول على اغلبية خاصة لكل تغيير في حدودها البلدية. وينص المشروع على ضرورة جمع «اغلبية ثمانين نائبا من اصل 120في الكنيست للمصادقة على اي تغيير في حدود المدينة» بينما يكتفي القانون الحالي باغلبية 61 نائبا لتعديل «القانون الاساسي» حول القدس. وقال النواب ان هدفهم هو «ضمان وحدة المدينة» بما فيها القدسالشرقية التي ضمتها اسرائيل بعد احتلالها في يونيو 1967. وكانت الحكومة الاسرائيلية السابقة قد المحت الى ان الدولة العبرية قد تتخلى عن السيادة الاسرائيلية في بعض الاحياء العربية من القدسالشرقية التي ينوي الفلسطينيون ان يقيموا فيها عاصمة دولتهم المقبلة. لكن الحكومة اليمينية الحالية ترفض تقديم أي تنازل بشأن المدينة، وتعتبر قضية القدس من المسائل التي تتسبب في تعثر المفاوضات المعطلة بين اسرائيل والفلسطينيين. ارتفاع نسبة الفلسطينيين الى ذلك، افاد تقرير وضعه معهد ابحاث اسرائيلي نشر يوم امس ان نسبة الفلسطينيين في القدس واصلت ارتفاعها في 2008 وبلغت 35 في المائة من سكان المدينة. وقال التقرير الذي نشر بمناسبة ذكرى احتلال اسرائيل لمدينة القدسالشرقية، ان مستوى معيشة الفلسطينيين يبقى ادنى من الاسرائيليين. وازداد عدد السكان العرب 3% في عام 2008 بينما ارتفع عدد اليهود بنسبة 1% بحسب معهد القدس للدراسات الاسرائيلية. وسجل هذا الارتفاع المستمر للسكان العرب رغم القيود التي تفرضها اسرائيل على فلسطينيي الضفة الغربية للاقامة في القدس او حتى التوجه اليها. وتفسر هذه الظاهرة بمعدل ولادات اعلى يقدر ب 27.7 لكل الف شخص في عام 2007 مقابل 20.9 بين اليهود، وبان عدد الاسرائيليين الذين غادروا القدس في 2008 كان اعلى ب4900 لعدد الذين اتوا للاقامة فيها. وقال التقرير ان القدس من افقر المدن في اسرائيل واكثرها تدينا.