7 مؤسسات جامعية عمومية متحصلة على الاعتماد الدولي لجودة التعليم.    الشركة التونسية للشحن والترصيف تتسلم 3 رافعات جديدة    عام 2100: وضع المناخ مخيف وهذا ما ينتظر البشرية...    الرابطة الأولى: البرنامج الكامل لمنافسات الجولة الثالثة ذهابا    الرابطة الثانية: مستقبل المرسى يعزز صفوفه ب 12 لاعبا    إعلان ضياع...الى كل من يُشاهدها: ''يسرى'' تغادر منزلها ولم تعد    عاجل : صاحب أغنية ''كأس العالم 2010 '' الشهيرة متهم بالاعتداء الجنسي    تفاصيل : الشركة التونسية للشحن والترصيف تتسلم معدات جديدة    كرة اليد: الجزيري بتوج بالبطولة العربية للاندية البطلة    السجن وخطية مالية لمقرب من القذافي ضبط بصدد تهريب سبائك من الذهب واموال ضخمة عبر مطار تونس قرطاج    قربة: العثور على شخصين سقطا في حفرة عميقة...أحدهما على قيد الحياة    انقاذ بقرة سقطت في بئر عمقه 17 متر ببوسالم..    مجلس الوزراء يوافق على عدد من مشاريع المراسيم والقوانين والاوامر    تونس تعاني نقصا في أدوية السرطان    اليوم: جلسة عامة بالبرلمان للتصويت على تنقيح القانون الانتخابي    وزير الشؤون الخارجية يلتقي نظيره اللبناني ونظيرته الجامايكية    أحدهما على قيد الحياة.. العثور على كهلين سقطا داخل حفرة في قربة    المرشح زهير المغزاوي يوجه رسالة إلى نواب الشعب: حكّموا ضمائركم وانتصروا لدولة القانون    رغم الانتقادات اللاذعة.. تنفيذ ثاني إعدام بالنيتروجين في تاريخ الولايات المتحدة    وزير خارجية لبنان يدعو لتطبيق المقترح الأمريكي الأوروبي لوقف إطلاق النار بشكل فوري    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    قربة: البحث عن كهلين سقطا داخل حفرة بمنزل مهجور    البحث عن كهلين سقطا داخل حفرة بقربة...هذه آخر المستجدات    عاجل/ ردموا تحت التراب إثر إنهيار حفرة : وفاة شخص وانقاذ اخر كانوا بصدد حفر ماجل..    كابوس في الهواء الطلق.. "دمية ضخمة" تثير الهلع ببريطانيا    الحمامات: إحياء الذكرى الخمسين لوفاة جورج سيباستيان    مصر.. نقابة الأطباء تفتح تحقيقا في فيديو "الأطباء المتحرشين"    هذا موعد انطلاق حملة التلقيح ضد 'القريب'    بلينكن: تصعيد الصراع مع لبنان يعقد عودة المدنيين    في قضية تتعلق بتبييض الأموال: الإفراج عن رضا شرف الدين بضمان ماليّ    لثقافتك الشخصية .. خصائص الكلاسيكية... !    كلام من ذهب .. جميل راتب وثلاثة أشخاص أثروا في حياته !    الشاف أمين المراكشي وزوجته يمثلان تونس في بطولة العالم للكسكسي    مدينة مساكن .. أجيال أسسوا تاريخها وشيدوا حاضرها    خطبة الجمعة...المسؤولية أمانة عظمى    اسألوني    على حساب مصر.. تونس تخسر نهائي بطولة إفريقيا للأصاغر لكرة اليد    حدث غير حياتي ...الممثلة سميّة السعيدي .. المسرح غيّر نظرتي إلى الحياة !    تونس الجميلة ..ولاية سيدي بوزيد...الشامخة الأبية... !    بن عروس: حجز طن من اللحوم البيضاء تعمد صاحبها الترفيع في أسعار البيع    إنجاز طبي لافت في المستشفى الجامعي الرابطة    البنك الأوروبي لإعادة التعمير يتوقع أن يظل النمو في تونس عند 1.2 بالمائة    تطاوين: ندوة في تطاوين حول "الهيدروجين الاخضر دعم التحول الطاقيِ"    الرابطة1 : الملعب التونسي يضمد جراحه الافريقية بالفوز على نجم المتلوي 1-صفر    طقس الليلة.. بعض السحب بأغلب الجهات وضباب خفيف محلي    عاجل/ الجزائر تفرض تأشيرة دخول على المغاربة    بولت تنظم لقاء تشبيك يهدف لتعزيز الشراكات مع الشركات في تونس    السجن مع المنع من دخول الملاعب لمشجّع أهان لاعبا في اسبانيا    قبلّي: حجز كمّيات من البطاطا وتحرير محاضر من أجل الزيادة في أسعارها    هام/ أزمة الدواجن: وزارة التجارة تشرع في تنفيذ هذه الاجراءات    وزارة الرياضة تعلن عن هذا القرار بخصوص ملعب رادس    في ديوان الإفتاء: إمرأة أوروبية تُعلن إسلامها    معرض الرياض الدولي للكتاب ينطلق اليوم ودور نشر تونسية في الموعد    يهم النادي الصفاقسي والترجي تأجيل انطلاق دوري ابطال افريقيا وكأس الكونفدراليه دور المجموعات لموعد جديد    حمة الهمامي يصدر كتابا جديدا من تقديم ميلانشون    مدير عام وكالة الدواء: سحب كميات من المضاد الحيوي "Augmentin" اجراء احتياطي ومتبع في كل دول    مسؤولون أمريكيون: وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله" قد يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات    الارض تشهد كسوفا حلقيا للشمس يوم الأربعاء 2 أكتوبر 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لنهيل التراب على جثماني الحوار والمصالحة الفلسطينيتين : راسم عبيدات
نشر في الفجر نيوز يوم 03 - 05 - 2009

الأنباء الواردة من رام الله وغزة لا تبشر بخير،وهي تشير إلى استعدادات يجريها كلا الطرفين،من أجل تشكيل حكومتين موسعتين في رام الله وغزة مع الحديث عن فشل الحوار،وهذه الاستعدادات تعني بالملموس نهاية الحوار والمصالحة وفشلهما،ولا يحتاج أي عاقل للوصول إلى هذه النتيجة،فالجولات المتوالية والتأجيلات المستمرة للحوار،كفيلة بالقول لمن يعرف أبجديات السياسية بأن إكرام الميت دفنه وقراءة الفاتحة على روحه وإهالة التراب على جثمانه،والمسألة هنا ليست إرادية أو رغبوية أو إسقاط للذات أو نظرة سوداوية وتشاؤمية،بل تستند إلى قراءة التطورات الإقليمية والدولية،وكذلك المسألة ليست لها علاقة بالتكتيك وتشكيل عوامل ضغط من قبل حكومة رام الله والقاهرة على حماس للاستجابة،إلى ما يعرض عليها في الحوار،فملفات الحوار الأساسية لم يحدث فيها أية اختراقات جدية، لا منظمة التحرير ولا الأجهزة الأمنية ولا المصالحة ولا الحكومة،رغم كل ما كان يشاع عن حدوث تقدم أو تطور ايجابي في هذا الملف أو ذاك.
والعامل الحاسم هنا ليس الطرف الفلسطيني،بل حجم التدخلات والاملاءات والاشتراطات الخارجية في الشأن الفلسطيني،هي من يقرر نتيجة الحوار ووجهته،والفشل كان واضحا منذ أن طار وزير المخابرات المصري عمر سليمان إلى واشنطن وبلجيكا للحصول على موافقة أمريكية- أوروبية على حكومة وحدة وطنية فلسطينية،دون التزام بشروط الرباعية والاتفاقيات السابقة،ولكن سليمان عاد دون الحصول على هذه الموافقة،وبما يعني أن هذا الحوار بدأ يترنح،والترنح هنا له علاقة بأن دول النظام الرسمي العربي وبالذات المعتدل منه،ليست جاهزة أو في نيتها وقدرتها الخروج عن طوع الإدارة الأمريكية،أي دعم حكومة وحدة وطنية فلسطينية بدون موافقة أمريكية- أوروبية ورفع للحصار عن الشعب الفلسطيني،وربما كانت قراءتنا للخارطة الحزبية الإسرائيلية والحكومة الإسرائيلية المشكلة من قوى وأحزاب يمينية،وما صدر من ردود فلسطينية وعربية عليها،جعلنا نقول بأنه من الممكن ان تقلع سفينة الحوار والوحدة الوطنية،فحكومة رام الله أعلنت أنها لن تعود للمفاوضات إلا بوقف الاستيطان،وأبو"الغيط" قال بأن الحكومة المصرية لن تتعامل مع "وزير خارجية إسرائيل المتطرف"ليبرمان"،ولكن يبدو أن هذه القراءة خاطئة حيث أن حبر وصدى هذه التصريحات والكلمات لم يجف ولم يزول،حتى أكدت الحكومة المصرية أنها تتعامل مع حكومات وليس أفراد وليقم وزير خارجيتها أثناء زيارته إلى إسرائيل بلقاء"ليبرمان" ومن بعده في ذكرى يوم نكبة الشعب الفلسطيني،يتصل رئيسه مبارك برئيس وزراء الحكومة الإسرائيلية"نتنياهو" مهنئاً"بالاستقلال" أي نكبة الشعب الفلسطيني،أما رئيس السلطة الفلسطينية وطاقم حكومته فقد أجروا اتصالات معايدة مع حكومة"نتنياهو"،وفي المقابل وجدنا أن النظام المصري والسلطة الفلسطينية صعدوا الموقف تجاه إيران وحلفاءها،حيث أن النظام المصري شن حملة شرسة على المقاومة اللبنانية واعتقل مجموعة للحزب تقدم دعماً لوجستياً لحماس في سيناء،وقال أن ذلك"تهديد للأمن القومي المصري: ووصف حماس بأنها التوأم والشريك لحزب الله،وكذلك شن النظام المصري حملة على إيران بحجة أنها تهدد الأمن القومي المصري وتصادر دور مصر الإقليمي،وهذا كله ترافق مع تهديدات إسرائيلية بشن عدوان على إيران لمنعها من امتلاك أسلحة الدمار الشامل ،وكذلك تهديدات بشن حرب أخرى على حزب الله ولبنان وقطاع غزة.
ونحن هنا نشهد حالة من الاصطفاف شبيهة بحالة الاصطفاف التي كانت قائمة قبيل الحرب العدوانية الأمريكية- الأطلسية على العراق ومن ثم احتلاله،حيث تجندت اغلب دول النظام الرسمي مع أمريكا في عدوانها على العراق،ومن ثم تبخرت الوعود الأمريكية لهذه الدول بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين،بمجرد أن انتهت الحرب باحتلال العراق وتدميره عسكرياً ونهبه اقتصادياً وإفناءه بشرياً.
واليوم تتصاعد حدة ووتيرة التحريض العربي الرسمي وبالذات المعتدل منه ضد إيران وحلفاءها من قوى المقاومة وبالذات حزب الله وحماس وغيرها،حول إيران الفارسية والمجوسية والشيعية والتكفيرية وأطماعها في الوطن العربي وتهديدها لأمنه القومي،ونشهد حالة من الغزل والتقارب ما بين هذه الأنظمة وإسرائيل وبشكل غير مسبوق،حيث أن حكومة التطرف واليمين في إسرائيل والتي كانت تخشى من عزلة ومقاطعة عربية ودولية لها،وجدت أن الدول العربية وبالذات معسكر الاعتدال منها تفتح لها عواصمها وتتلهف على عقد اللقاءات معها.
ومن هنا فليس لنا سوى القول بأن نهيل التراب على جثماني الحوار والمصالحة،فعدا عن أن حالة واسعة من عدم الثقة بين حماس وفتح،فمنظمة التحرير ليست مطلوبة لا عربياً ودولياً،وحتى البعض فلسطينياً لا يرى في المنظمة سوى جسم للاستخدام من أجل استصدار قرار أو مرسوم أو المصادقة على قرار،وهناك من لا يعترف بشرعيتها بالمطلق،ناهيك عن أن الكثير من المتباكين عليها،هم من أوائل من يساهمون في نحرها وذبحها،أما مسألة الأجهزة المنية وإعادة بنائها على أسس مهنية وغير حزبية،فهذا الملف فيه الكثير من التعقيد،فهناك من يطرح إعادة الهيكلة والبناء فقط في القطاع واستثناء الضفة من ذلك،وهناك من يرى أن الهيكلة والبناء يجب أن تستند إلى حجوم ونسب ومحاصصة وغيرها.
والملف الذي كان متوقع أن يشهد تقدماً وتبني عليه انفراجات في الملفات الأخرى هو ملف الحكومة،ولكن حتى هذا الملف كان حوله خلاف شديد حكومة ببرنامج أو بدون برنامج وحكومة تعترف أو تلتزم بالاتفاقيات السابقة وشروط الرباعية ومن هو رئيسها....الخ.
باختصار المرحلة القادمة ستشهد حالة من تكريس وتعميق الانقسام السياسي والانفصال الجغرافي،ومزبداً من الضعف والتآكل في الجسم الفلسطيني،وحالة من الضياع والتوهان والمزايدة،وسيترافق ذلك مع استمرار وتعميق لحالة الحصار وخلاف حول الأعمار من يتولاه ويشرف عليه،وإسرائيل ستقوم بتنفيذ خططها وبرامجها بأريحية ودون أية ضغوطات،وسنشهد استكمالاً لحالة الأسرلة والتهويد لمدينة القدس،وتكثيف وتزايد في وتائر ومعدلات الاستيطان في الضفة الغربية،وسلطتان تحت الاحتلال وسقف شروطه في رام الله وغزة،أقرب إلى الشأن البلدي منها إلى الحكومات،وبدون أية صلاحيات أو سيطرة فعلية على الأرض.

القدس- فلسطين
3/5/2009


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.