كشف مصدر مسؤول من وزارة التجارة، بأن تحقيقا معمّقا فتح حول ''بارونات'' التوابل، التي بيّنت التحاليل بأن كميات منها مزجت بالإسمنت والآجر، حتى يتضاعف وزنها. واشتكى عدد كبير من المواطنين من رداءة نوعية هذه التوابل وتأثيرها على صحتهم.تلقت مختلف مديريات مراقبة النوعية وقمع الغش، أمس، تعليمة من وزارة التجارة، تقضي فيها بتكثيف الرقابة على بائعي التوابل، بعد ورود معلومات مفادها بأن هناك عملية غش يقودها كبار تجار هذه المواد. وأوضحت مصادر ''الخبر'' بأن أولى المعلومات تبين بأن هذه التوابل التي يتم جلبها من الهند وبلدان إفريقية وآسيوية أخرى، يتم مزجها بمواد بناء تشكل خطرا على الصحة العمومية. ويغش البارونات بمزج الفلفل الأسود أو الكمون بالإسمنت، فيما يمزج الفلفل الأحمر بالآجر. ويتم في الوقت الحالي التركيز على الكميات التي يتم تسويقها في مختلف الفضاءات والمحلات والأسواق، في انتظار الكشف عن المستودعات التي يستغلها هؤلاء في عملية الطحن والمزج والتغليف والتعليب في آخر المطاف. وكانت مصالح وزارة التجارة تلقت بعض الشكاوى من المواطنين، بخصوص عملية الغش التي وقعوا ضحيتها. ولم يتم في وقت سابق الكشف عن طبيعة المواد التي يتم مزجها بالتوابل. كما أن كل الكميات التي يقتنيها المواطن ويقع ضحيتها في آخر المطاف، يقوم بالتخلّص منها نهائيا، ما يحوّل وعملية تحليل مكوناتها في المخابر المتخصصة. وتستغل ''مافيا'' التوابل تناسق ألوان الإسمنت والآجر مع ألوان مختلف التوابل، ليتم إضافتها إليها حتى تزن أكثر. ومن هذا المنطلق، يحقق التجار أرباحا طائلة. وأوضحت مصادر مسؤولة بأن التحقيق سيشمل كل الولايات، مع التركيز على الجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران وعنابة وبشار، على اعتبارها المناطق الكبرى التي تشتهر بتجارة التوابل.يشار إلى أن تزايد نشاط مستوردي التوابل مؤخرا، كان مرده الحملات التي أطلقت بخصوص منافع بعض أنواعها، خصوصا الزنجبيل، الذي أصبح الإقبال عليه بشكل لافت. من جهة أخرى، طالب الاتحاد العام للتجار والحرفيين بردع المخالفين الذين يُعميهم الجشع لبيع مثل هذه المواد السامة. وأكد متحدث من الأمانة العامة، بأن ''تزايد التجارة الفوضوية هو من تسبب في انتشار مثل هذه المخالفات''.