خيبة أمل كبيرة أصابت في الصميم أحباء النجم بعد التراجع المفزع في أداء الفريق ونتائجه وهو الذي أصبح هشا جدا وفي المتناول فهو إما يتعادل في النتيجة والأداء أو ينتصر دون اقناع. هذا التراجع المحير رغم أن اللاعبين ينعمون بالجرايات تقريبا في موعدها مقارنة بلاعبي الفرق الاخرى أفقد الاحباء الصواب وجعلهم يطالبون بوضع حد للانهيار بعدما تأكد وأن الحل لم يكن فقط في تغيير المدرب أو المعد البدني مثلما اعتقدت هيئة رضا شرف الدين ذلك حيث كانت عشية السبت الماضي ثقيلة على الاحباء الذين ارتفعت أصواتهم بأكثر حدّة هذه المرة للمطالبة بايقاف النزيف وتيار التراجع.
عثرات كثيرة في المدة الأخيرة جاء التعادل أمام الاتحاد المنستيري أول أمس ليكتب فصلا جديدا من فصول الخيبة وليتجرع أنصار النجم مرارة عثرة جديدة أضافت الملح على الجرح الذي لم يندمل بعد ضياع عدة نقاط كانت في المتناول. ودون العودة الى تعداد الأسباب التي يعلمها الجميع والتي ستبقى كما هي أمام غياب الرغبة في المحاسبة. تجدر الاشارة الى أن النجم مقبل على مرحلة دقيقة قد تكلفه التخلف موسما آخر عن لعب الادوار الاولى بعدما أصبح في عيون البعض «صغيرا» أمام الصغار من الفرق وهو الاطار العام للوضعية التي أصبح عليها فريق جوهرة الساحل.
من المسؤول؟ (1) جمهور النجم غص بألامه لأنه لم ينتظر أن يكون المردود في مباراة الاتحاد المنستيري مهما كانت التبريرات بذلك المستوى الهزيل وثانيا أن أكثر من نصف هذا الجمهور بدأ يقتنع بكلام قلناه عشرات المرات في «الشروق» وهو أن النجم لم يعد «النجم». النجم الذي أصبح قميصه «رخيصا» الى درجة أن يرتديه أشباه لاعبين مستواهم لا يتعدى الدرجة الرابعة... والنجم الذي فتح أكثر من باب لأكثر من شبه لاعب جاء خصيصا ل «يأكل ويشرب» ويقبض مئات الملايين لا يستحق أن يفرض السكوت على هذه الوضعية... جمهور النجم حائر ويعرف على من سيلقي المسؤولية... على هيئة رضا شرف الدين أم على الهيئات السابقة التي خرّبت الفريق كل على طريقتها.
من المسؤول؟(2) من المسؤول عما جرى للنجم في الأعوام الاخيرة ليتحول ذلك الفريق المهاب الىحمل وديع يستوقفه نادي حمام الأنف وأمل حمام سوسة والملعب التونسي والاتحاد المنستيري على ميدانه بل يعجز لاعبوه حتى على تحقيق الفوز والثأر من «رباعية» الذهاب. من المسؤول عن ضياع نقاط كانت في المتناول في مرحلة الذهاب والإياب... من المسؤول عن ذلك البرود الغريب الذي ما فتئ يميز لاعبي النجم سواء فاز الفريق أو تعادل أو انهزم وكأن الأمر لا يعنيهم بل كأنهم ليسوا من النجم ولا هو منهم؟ قبل تحديد المسؤولية هناك سؤال جدير بإيجاد الجواب له قبل أي كلام وهو: هل يملك النجم فعلا أدوات رد الفعل في قادم الأيام والبداية من باماكو... أم أن الاحباء سيواصلون ملاحقة أضغاث الأحلام؟
الهيئة المديرة في حرج من خلال ما لمسناه من حديثنا مع بعض المسؤولين في الفريق فإن الهيئة المديرة وفي مقدمتها رئيس الجمعية صاروا يقفون في وضع محرج مع الاحباء الذين يطالبون بالنتائج ولا يتسامحون مع اللاعبين لمجرد عثرة من العثرات لأنهم مقتنعون بأن أداء الفريق تراجع بشكل رهيب.
أين «القليب» و«القرينتة»؟ في كرة القدم عادة ما يصنع «الڤليب» و«الڤرينتة» أو ما يعبر عنه بحب الانتصار الفارق... والسؤال الذي ما انفك بفرض نفسه بالنسبة للنجم الساحلي هو أين هذه «القرينتة» وأين ذلك «الڤليب» لتلج الكرة الشباك وتتجسم الفرص السانحة للتسجيل... بالأمس كانت الكاميرات ترصد دمعة هنا وحسرة هناك ولاعبا يضع رأسه بين كفيه وآخر يضرب العشب بكفه حسرة وآخر يجثم علىركبتيه من وقع التعادل أو الهزيمة... ولكن لاعبي النجم يتعادلون وينهزمون فيغادرون الميدان ثم الملعب وكأن شيئا لم يكن واسألوهم بعد رباعية المنستير وتعادل أول أمس في الملعب الاولمبي بسوسة.