كيف سيتمّ تكوين وبعث صندوق البطالة الذي نصّ عليه العقد الاجتماعي الجديد الذي أمضته الحكومة مع اتحاد الشغل واتحاد الأعراف؟ ومن هي الفئات المعنية بالاستفادة من هذا الصندوق وما هي آليات تمويله؟
تقول المصادر إن بعث صندوق البطالة أو كما سمّاه العقد الاجتماعي نظام التأمين على فقدان مواطن الشغل كان منذ سنوات مطلب الاتحاد العام التونسي للشغل وقد قام حينها بوضع تصورات تخصّ الصندوق وقدم مشروعه الى الحكومة التي كانت تتمسّك برفضها بعث هذا الصندوق.
غير أن مطلب الاتحاد العام التونسي للشغل قد تحقّق بعد إمضاء العقد الاجتماعي وتؤكد المصادر أن الاستفادة من الصندوق لن تكون بمفعول رجعي أي أن النظام الجديد لن يشمل المسرّحين والذين فقدوا شغلهم قبل الامضاء على العقد الاجتماعي.
وستكون إدارة صندوق البطالة تحت اشراف وزارة الشؤون الاجتماعية وبوجود ممثلين للاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الأعراف. ويحصل صندوق البطالة على التمويلات عبر مساهمة الحكومة ومساهمة الأجراء والأعراف بعد ضبط الآليات الخاصة بذلك وتحديد نسبة المساهمات وكيفية الانتفاع بمنحة البطالة.
ويكون انتفاع المسرّحين والأجراء الذين فقدوا شغلهم ووظائفهم لأسباب اقتصادية وخارجة عن نطاقهم بمنحة البطالة لمدة محددة الى أن يتمّ إدماجهم من جديد في الدورة الاقتصادية.
لكن مصادرنا تؤكد على ضرورة ضبط كل الآليات الخاصة بتمويل الصندوق والانتفاع بخدماته بكل دقّة حتى لا يتحول الى صندوق عاجز ويثقل كاهل المجموعة الوطنية في الوقت الذي تعاني فيه باقي الصناديق الاجتماعية من العجز المالي المتفاقم. كما يخشى أن يساعد صندوق البطالة على تزايد وتنامي ظاهرة التواكل وعدم المبادرة لدى الذين فقدوا شغلهم.