حقق المنتخب الوطني نتائج متواضعة في التربص الذي أقامه في دولتي الإمارات وقطر استعدادا ل«كان» جنوب إفريقيا حيث فاز على العراق وتعادل أمام أثيوبيا والغابون وانهزم بنتيجة ثقيلة في اللقاء الختامي ضد غانا. وتلقت شباك المنتخب سبعة أهداف في اللقاءات الودية الأربعة التي أجراها قبل السفر إلى جنوب إفريقيا وهو ما جعل الشك يدب في صفوف أحباء «نسور قرطاج» واهتزت الثقة في أبناء الطرابلسي الذين تعثروا أمام منتخبات متواضعة مثل أثيوبيا والغابون وهو أمر محير بما أن فريقنا الوطني سيواجه منافسين من العيار الثقيل في «الكان» وهم الجزائر والكوت ديفوار والطوغو .
«الشروق» رصدت آراء بعض الفنيين لتقييم أداء المنتخب فكانت الإجابات على النحو التالي :
منظومة الدفاع في حاجة إلى مراجعة شاملة
يعتقد فوزي البنزرتي أنه لا مجال للحديث عن التجارب قبل «الكان» بأيام و من المفروض أن يكون كل شيء جاهزا ويقول في هذا المجال : «شخصيا أرفض فكرة التسليم بأن مدرب المنتخب الوطني إستغل التربص المغلق في قطر والإمارات لتجريب العناصر الموجودة على ذمته إذ كنت أنتظر أن يقحم الطرابلسي التشكيلة المثالية أو على الأقل أغلب العناصر التي سيعول على خدماتها في «الكان» منذ اللقاء الودي الأول للفريق ضد نظيره العراقي ثم يقوم في الوديات الموالية ببعض التعديلات وأقول هذا الكلام لأن سامي الطرابلسي يعرف جيدا الفريق الوطني فقد قضى معه عدة سنوات وعمل معي جنبا إلى جنب في وقت سابق لذلك فإن الغموض الذي رافق التشكيلة المثالية لفريقنا تطرح أكثر من سؤال هذا فضلا عن المردود المتواضع للمنظومة الدفاعية للفريق إذ نعرف جيدا أن المنتخب الذي لا يملك خطا دفاعيا متماسكا لا يستطيع الذهاب بعيدا في أية مسابقة ومن المعلوم أن منظومة الدفاع لن تتحسن إلا عندما تساهم فيها كل العناصر بما في ذلك الموجودة في الخط الأمامي ولا ننسى كذلك الدور الذي يقوم به المدرب لتحسين الأداء الدفاعي من خلال العمل الخصوصي أثناء التمارين وأعتقد عموما أنه رغم وجود عدة مؤشرات سلبية في تحضيرات المنتخب فإنه لا بد من عدم تهويل الأمور وأظن أننا نعول على دهاء أبنائنا في مثل هذه المسابقات لتحقيق نتيجة إيجابية».
اختيارات غريبة
دائما في نفس الاطار يعتقد المدرب رضا عكاشة أن اختيارات المدرب الوطني غير سليمة وغير مقنعة وأضاف : «شخصيا وبعيدا عن كل أنواع المجاملة التي يسلكها البعض بحجة رفع معنويات عناصر الوطنية لاحظت أن الطرابلسي قام بعدة أخطاء على مستوى اختيار القائمة النهائية التي ستمثلنا في «الكان» إذ كيف يستغني على خدمات لاعب مثل رامي البدوي مقابل الابقاء على عدة عناصر أخرى تفتقر إلى عنصر الجاهزية البدنية وقد لا تقدم الإضافة للمنتخب في «الكان» ؟ كما أن المستوى الذي ظهر به مدافعو الفريق تثير بدورها الاستغراب فخطنا الخلفي لا يجيد التمركز ولا إعادة التمركز وارتكب هفوات واضحة على مستوى التعامل مع الكرات الثابتة ولا ننسى أيضا غياب التواصل بين حراس المرمى وبقية عناصر الدفاع ...
وقد جاء لقاء غانا ليدق نواقيس الخطر إذ لا بد من تدارك الأمر ولا أرى مانعا في أن يغير الطرابلسي الرسم التكتيكي لإنقاذ الموقف كما ينبغي القيام بعمل كبير على المستوى البسيكولوجي إذ أنه من الغريب أن نسجل الأهداف ثم نجبر على الهزيمة أو التعادل وأعتقد شخصيا أن ردة فعل اللاعبين في «الكان» أملنا الوحيد.
اختيارات تغلب عليها العاطفة
يجمع أغلب التونسيين أن اختيارات المدرب الوطني في تحديد القائمة تغلب عليها العاطفة وليس المنطق والبقاء لم يكن للأفضل وهناك لاعبون غير صالحين حتى للعب في فرقهم لكن الطرابلسي أصر على التعويل عليهم كأساسيين في المنتخب وفي هذا المجال يقول خالد التواتي اللاعب السابق : «لاحظت أن كل المؤشرات التي رافقت تحضيرات المنتخب الوطني لا تبعث أبدا على الارتياح بل إن معنويات عناصرنا الدولية قد تكون انهارت بعد الهزيمة الثقيلة ضدّ غانا إذ كنت أود أن نواجه فريقا متواضعا لنحقق على حسابه نتيجة إيجابية ونحافظ على المعنويات المرتفعة للاعبين قبل السفر إلى جنوب إفريقيا وشخصيا لم أعلق آمالا كبيرة على المنتخب بمجرد أن اكتشفت القائمة التي اختارها الطرابلسي ل «كان» جنوب إفريقيا التي غلبت عليها العاطفة من جانب المدرب تجاه بعض الأسماء المعنية كما عملت عدة عناصر على تقديم مصلحتها الشخصية عوضا عن مصلحة المنتخب الوطني بما أن أكثر من لاعب وقع لفريق معين أثناء تربص المنتخب وهو ما انعكس حتما على تركيز اللاعبين وإذا أضفنا إلى ذلك ضعف المستوى الفني لأغلب اللاعبين نتيجة النسق المتدني للبطولة التونسية ندرك أننا لا نملك فريقا بإمكانه فرض نفسه في هذه المسابقة القارية إلا إذا استفاد من الإصرار الموجود بحوزة بعض العناصر التي قد تنقذ الموقف».