تعيش عدة مناطق من جهة جندوبة صعوبات كبيرة جراء ما تسببه الوديان من كوارث طبيعية ويهدد المناطق السكنية بجرف المنازل وتشريد السكان وهو ما يحدث في منطقة الطراخنة بسبب وادي تاسة. وادي تاسة الذي تغير مجراه حسب أهالي المنطقة بسبب تراكم الأتربة والأوحال وتشكل غابة من الأشجار الكثيفة والرمال وبدأ يقترب من قرابة 25 منزلا يؤمها قرابة 200 شخص هذا إضافة لفيضاناته السنوية ومغادرته لمجراه ليستقر بين المنازل ويحيط بها ويزيد من المعاناة التي قالت عنها المواطنة ليلى أولاد سعد بأنها حولت حياتهم لكابوس أما العم بلقاسم طرخاني فقد اعتبر الوادي «ثعبان يهددهم يباتون يراقبون جبروته ليلا لا يغمضون جفنا وطلب الحماية من هذا المارد».
أما المواطن حاتم شرفادي فيرى أنه ورغم حجم الخسائر التي يسببها الوادي سنويا فإن تدخلات الدولة كانت محدودة جدا واقتصرت على التعويض عن الضرر ب300 و500د في أفضل الحالات وقد جرف الوادي خلال السنوات الأخيرة قرابة 50 هكتارا من الأراضي الفلاحية المحاذية له ولم يعد يفصله عن المنطقة سوى بضعة أمتار بسبب الانجراف المتواصل والذي اقترب من المنازل وأصبح ينذر بالخطر في صورة عدم التدخل وتخليص السكان من هذا المارد القادم على عجل.
المقبرة لم تسلم
من المصائب التي خلفها زحف وادي تاسة حسب العم بلقاسم شرفادي هو جرفه للمقبرة حيث أصبحت القبور تطل على حافة الوادي فتصدعت وجرف اجزاء منها فلم يعد لنا مكان لدفن الموتى ولم يسلم من الوادي لا الأحياء ولا الأموات ولا بد من تدخل ينقذنا من هذا الخطر ويكون حسب المواطنين بإعادة الوادي لمجراه الأصلي من خلال إزالة الأتربة المتراكمة وإزالة الغابة التي تعطل سيره و تركيز جدار فولاذي إسمنتي يمنع الانجراف الذي بات يقترب من المساكن شيئا فشيئا.
الوادي كان أيضا سببا في إتلاف المحاصيل الفلاحية والمزروعات وكذلك الحيوانات وحتى البشر لم يسلم من أخطاره.
انقطاع عن الدراسة
وادي تاسة عبث بسكان دوار الطراخنة فلم يسلم منهم أحد فحتى الصغار نالوا نصيبهم كما الكبار فقد عطل التحاق تلاميذ المدارس الابتدائية خاصة شتاءً عند فيضانه وهي ظاهرة متكررة وتمتد لفترات طويلة خلال فصل الشتاء كما تسبب في انقطاع عدد كبير من التلاميذ عن الدراسة ومغادرة مقاعد الدراسة بلا رجعة بالمدرسة الإعدادية سوق السبت لهذا السبب وكلها نتائج تتطلب خارطة طريق جديدة تخلص الجميع من هذا المرعب الذي بات في اعتداءات متكررة قد تصل في صورة تأخر التدخل لكارثة إنسانية وخسائر بشرية لا قدر الله.