كذّب شيخ جامع الزيتونة حسين العبيدي ما تداولته وسائل الاعلام حول الاعتداء على مقرّ الخلدونية أول أمس. وأوضح ل «الشروق» حقيقة ما حصل مؤكدا أنه تم أمس رفع قضية لوكيل عام الدولة كما تمت مراسلة لجنة تقصي الحقائق لفتح تحقيق حول اختفاء 500 ألف مخطوط ومجلّد من المكتبة الزيتونية. وأضاف الشيخ أن ما حدث أوّل أمس يتمثل في أن فتحي القاسمي (رئيس جمعية قدماء ابن شرف) قام ليلا بوضع 7 آلاف مجلّد في مقر الخلدونية علما أن هذه المجلّدات تمت سرقتها في وقت سابق من المكتبة الزيتونية منها 3965 مجلّدا قام صخر الماطري بالاستيلاء عليها من جامع الزيتونة ووضعها في قصر قرطاج في العهد السابق وهناك قائمة في الشهود الذين أبدوا لنا استعدادهم للشهادة بهذه الحقيقة. وأضاف الشيخ أن فتحي القاسمي جلب قسطا من هذه المخطوطات مشحونة في 4 شاحنات ووضعها في مقر الخلدونية.
وهذا جزء من المخطوطات في حين لا يعلم أحد مصير بقية المخطوطات الثمينة جدا علميا. وقد طالبنا وزارة الداخلية بالتحقيق في هذه المسألة وكذلك وزارة الثقافة التي منحت في وقت سابق الحق للجمعيات للتصرف في مخطوطات ومجلدات المكتبة الزيتونية. وأضاف نحن نطالب بإخراج هذه الوثائق المختومة بختم جامع الزيتونة منها ما يعود الى 1373م. وحول واقعة أول أمس ذكر الشيخ أنه لا وجود لاعتداء على فتحي القاسمي وكل ما حصل هو أن هذا الاخير دخل مقر الخلدونية فمنعه أجوار هذا الفضاء من متساكنين وتجار من ذلك وقد تم اخلاء المكان واغلاقه للتثبت من مصدر المخطوطات التي وضعت فيه ومآل بقية الوثائق.
وأضاف الشيخ العبيدي ان المكتبة موجودة وعدول التنفيذ أثبتوا ما حدث واتهم بعض وسائل الاعلام المسموعة بتحريف الحقائق ونقل أخبار دون الاتصال بالمعني بالأمر، مضيفا أنه سيتتبع كل من أساء اليه بنشر أخبار زائفة. ودعا الشيخ العبيدي كل الوزارات المتدخلة الى التحقيق في 500 ألف مخطوط ومجلد مفقودة من المكتبة الزيتونية لها قيمة علمية عالية.