«القوادرية» منطقة ريفية ذات طابع فلاحي من معتمدية المحرس بولاية صفاقس، عانى اهلها ولا يزالون من التهميش والتجاهل منذ الاستقلال الى اليوم، ومن المفارقات ان الاستعمار احدث ضيعة فلاحية وعبد طريقا ومدرسة على بعد 4 كلم من التجمعات السكنية ولم يتغير الحال. أهالي المنطقة يتساءلون : كيف لبلد يراهن على الشباب وعلى التعليم ان يحرمنا من احداث مدرسة، لقد وفرنا قطعة الارض للبناء وأبدينا استعدادنا للمساهمة في البناء خلال العديد من المناسبات سواء مطالب او خلال لقاءات مع الوالي السابق والادارة الجهوية للتعليم فكانت الوعود التي صدقناها فلم تصدق.
وفي خطوة أقدم عليها الأولياء على مضض، منعوا أبناءهم من العودة إلى مدرستهم الإبتدائية للفت نظر المسؤولين لقضيتهم لكن مدير المدرسة لم يعلم الادارة الجهوية عن تغيب التلاميذ طيلة الثلاثة أيام الاولى ، اما تلاميذ الثانوي الذين يدرسون بالمعاهد الثانوية بالمحرس فهم يتنقلون يوميا 3 كم سيرا على الأقدام ليلتحقوا بالحافلة، فالطريق غير معبدة وغير مؤهلة لمرور الحافلة.
القوادرية لا يعاني تلاميذها فقط، فالمنطقة تشكو من عدم توفر وحدة صحية تغنيهم عناء التنقل الى المحرس(15 كم) رغم أنم بعضهم قدم ارضا للغرض مرفقة بمطالب متعددة للسلطات الجهوية والمركزية.
وكتعليق على هذه المعاناة اليومية، قال أحد المواطنين من الجهة نشعر بالغربة في وطننا نريد وحدة صحية، التنوير الكهربائي وغيرها من الخدمات الأساسية المفقودة أصلا بالقوادرية، فالمنطقة ضحية الفساد الاداري وضحية بعض التجمعيين الذين صاروا ثوارا وعلاقاتهم ببعضهم جعلتهم يتصرفون كما يشاؤون دون خشية وربما تخطيا لرؤسائهم بمراكز القرار.