في أول ندوة صحفية لها وحتى قبل انتهاء هيكلتها أعلنت الجبهة الشعبية أمس عن سعيها للوصول الى السلطة معتبرة انه لديها كل المؤهلات لتكون في الحكم مستنكرة ما يراد تكريسه من تجاذب ثنائي بين حركة النهضة ونداء تونس. وأكدت مكونات الجبهة التي غابت عنها أمس حركة الشعب ان الجبهة ضرورة فرضها الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي في البلاد بين اطراف ناضلت لعقود ضد الدكتاتورية والاستبداد وفي ظل تواصل حالة التوتر في البلاد و«عدم تحقيق أهداف الثورة» معتبرة ان الاحتجاجات على الاوضاع الراهنة لم تقتصر على الفئات الاجتماعية وانما وصلت حتى المجلس التأسيسي ورئاسة الجمهورية أيضا.
وقال حمة الهمامي الذي اختير لإلقاء كلمة بالنيابة عن كل المكونات ان المكونات الموجودة في الجبهة قطعت خطوات كبيرة في اتجاه تشكيل الجبهة وان ما تبقى من خطوات هين أمام ما تم انجازه، مشيرا الى ان المكونات الموجودة هي وقتية وان الجبهة ستظل مفتوحة أمام كل الاطراف المنتظمة والمستقلة والجمعيات والمنظمات أيضا في انتظار حسم الموقف بالانضمام أو عدمه بالنسبة لحركة الشعب.
السياسي هو الأساسي
وأضاف الهمامي ان «الاطراف التي انخرطت في الجبهة ناضلت مع بعضها البعض ضد الديكتاتورية والاستبداد كما ناضلت ضد حكومتي الغنوشي وضد حكومة السبسي ومازالت تناضل لكن كل ذلك لم يمثل وحدة أو جبهة حقيقية لكنها رسخت لدينا قناعة بأنه لا يكفي ان نتوحد حول أهداف قطاعية وانما مصيرنا يفرض علينا تكوين جبهة سياسية صلبة ... لدينا خلافات ايديولوجية وفشلنا في السابق لأننا لم نفهم ان العمل السياسي هو الأساسي وهاته هي القناعة الموجودة لدينا اليوم».
واعتبر انه هناك اليوم التفاف كبير على «اهداف الثورة» وانه لم تتجه أي حكومة الى تحقيقها مباشرة وان ما حصل دائما هو السعي الى الالتفاف عليها ومحاولة فرض «نظام رجعي»، مشيرا الى انه لم يتحقق أي شيء بعد قرابة السنة على مرور الانتخابات «فلم تتحقق أهداف ولم تتغير الأوضاع خاصة في المناطق التي انطلقت منها الثورة وهذه الحكومة وقع تعيينها على اساس برنامج واعداد دستور لم يكتب الى حد الآن وحتى الاصلاحات التي نص عليها الدستور الصغير (التنظيم المؤقت للسلط العمومية) لم تحقق الى الآن فأين اصلاح الاعلام والقضاء والادارة؟...».
واعتبرت الجبهة ان الترويكا الحاكمة تريد العودة بالبلاد الى الوراء «لأن هذا الائتلاف الحاكم والنهضة خاصة تريد وضع يدها على الاعلام لتثبيت سلطتها أيضا أين اصلاح الأمن لم يحصل شيء والنقابات الامنية تؤكد ذلك بل ويقولون انهم يحاولون توظيفهم ونفس الشيء في علاقة بالادارة كل التعيينات حزبية لاستعمالها في الانتخابات ووضع اليد على جهاز هام هيمن بن علي بواسطته».
وأضاف «نحن لا نريد ان نتجنى على الحكومة طبعا هناك ارث قديم لكن نعرف ان من أخذ الحكم اذا أراد ان يغير عليه ان يعطي خارطة للتغييرات التي سيقوم بها لكنهم يتبعون نفس السياسات التي ثار ضدها الشعب التونسي وهنا نؤكد على مسألة خطيرة وهي بيع تونس فهم بصدد بيع الشركات المصادرة لإدخالها في ميزانية الانتخابات كذلك الاصرار على الاقتراض وكراء الأراضي للقطريين والسعوديين بتعلة انهم غير قادرين على حملها لكن نقول لوزير الفلاحة الذي قال ان القطريين لن يأخذوا الأراضي في الطائرات ان فرنسا أيضا استعمرتنا دون ان تأخذ الأرض في الطائرات». وتعرض الهمامي أيضا الى موضوع الثروة المنجمية وتكرير النفط والاتفاقيات التي ابرمت مع بريتش غاز والقطريين والاتفاق مع «شال» على استخراج غاز الشيست الذي يحذر العالم اجمع من خطورته «ووزير الصناعة قال انه ليس هناك أي خطر ونحن نقول له لذلك نحن نتكلم عن الكفاءة بالنسبة للوزراء الثروة تباع لكن هناك أيضا أخطار على صحة التونسيين». وتطرق الى الزيادة في الاسعار والأزمات التي تشهدها الخدمات الدراسية والصحية والسياسة الخارجية و«الانزلاق نحو المحور الاسلامي الأطلسي وكيف ان تركيا تتحصل على عقد لبناء 30 ألف مسكن وكأن تونس ليس فيها يد عاملة وحتى ان كانت أغلى الا ان الاموال ستظل في تونس وبسبب هاته الأوضاع أصبحت هناك العديد من الاحتجاجات في مختلف القطاعات حتى نواب التأسيسي يحتجون وقوات الأمن والمرزوقي رئيس الجمهورية يحتج كذلك فالبلاد تعيش توترات كبيرة ووحدة الشعب في خطر».
واوضح حمة الهمامي ان الخطر على المجتمع يكمن في تقسيمه الى كفار ومؤمنين وشيعة وسنة وهو ما يجعله مهددا بالفتنة وحتى تاريخ البلاد يصبح مهددا «هناك موضوع آخر وهو ان هاته البلاد التي خرج منها الآلاف الى فلسطين سنة 1948 لا يمكن ان تكون مع التطبيع مع الكيان الصهيوني ولا نريد البرلمان أو أي مجلس تمثيلي اذا كان ثمنه التطبيع فعلا هذه الجبهة تريد ان تحكم نعم هدف الجبهة هو الحكم وقد قالوا اننا لسنا أهلا له عندما رأونا نتحد لكننا نعرف اننا أصحاب برنامج ولدينا كفاءات ومتأكدون انه سيكون للجبهة وزن».
وتابع «ما يحاولون خلقه من استقطاب لا نقبله هم يمارسون نفس السياسة القديمة لكن الجبهة ستريهم انه ليس هناك فقط اما نهضة أو تجمعيون وانما هناك كتلة مستقلة في برامجها وسياساتها».