أوردت مصادر سياسية أمريكية أن واشنطن وأنقرة اتفقتا على تكثيف التعاون الاستخباراتي للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد فيما اتهمت روسيا بشكل علني ورسمي الرياض والدوحة بتأزيم الوضع في الشام مشددة على وجود صراع نفوذ في المنطقة. كشفت صحيفة «وورلد تربيون» الأمريكية الصادرة أمس النقاب عن أن أمريكا وتركيا كثفتا تعاونهما الاستخباراتي من أجل الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد.
مساعدة المعارضة
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى قولهم «إن واشنطن وأنقرة وافقتا على رفع مستوى التعاون الإستخباراتي لمعرفة مدى قوة نظام الأسد في مواجهة – ما سموه ب «الثورة السورية» ، ومساعدة المعارضة السورية في حربها ضد القوات النظامية التابعة للأسد ، وكذلك تأمين ترسانة الأسلحة السورية. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس جهاز المخابرات الأمريكية ديفيد بترايوس اجتمع مع نظيره التركي حقان فيدان ومسئولين أتراك آخرين في 2 سبتمبر الحالي في اسطنبول لبحث سبل التعاون لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا حسب وصفها للمشهد السوري.
اتهام روسي
في هذه الأثناء , أكد ميخائيل مارغيلوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي بشأن التعاون مع البلدان الافريقية ان الاحداث في سوريا ليست ناجمة عن المشاكل الداخلية فقط بل عن الصراع على النفوذ في منطقة الشرق الاوسط.
وقال مارغيلوف في حديث مع وكالة «نوفوستي» ان الاحداث التي تجري في سوريا اليوم ليست ناجمة فقط عن الاسباب الداخلية بل عن التوتر الجيوسياسي في هذا الجزء من العالم مشيرا إلى أنه يتفق مع الخبراء الذين يعتقدون ان المملكة العربية السعودية وقطر تقفان خلف الاحداث في سوريا وفي العالم العربي ، وانه يدور صراع على النفوذ في المنطقة حيث تصبو ايران الى الهيمنة على الوضع.
وحسب قوله فإن الانظمة الدكتاتورية العلمانية في بلدان «الربيع العربي» ومنها مصر وتونس قد دخلت في طريق مسدود حيث لم تفلح في انجاز التحديث، وفي النتيجة ساعدت بصورة مباشرة او غير مباشرة على أسلمة بلدانها والمنطقة عموما.
وأشار ان هذه الانظمة خلقت وضعا قررت فيه غالبية السكان ان الرجوع الى العقيدة الدينية فقط يمكن ان يحسن معيشتهم. وغدا هذا الأمر الاتجاه الرئيسي في شمال أفريقيا والشرق الاوسط.
وفي سياق متصل بالأزمة السورية أفاد تقرير لجهاز استخبارات غربي بأن إيران تستخدم طائرات مدنية في نقل عسكريين وكميات كبيرة من الأسلحة، عبر المجال الجوي العراقي إلى سوريا، لمساعدة الرئيس بشار الأسد في محاولاته لسحق «الانتفاضة» المناهضة لحكومته، الأمر الذي نفاه العراق على لسان نائب وزير الداخلية العراقي لشؤون الاستخبارات اللواء حسين كمال.
وذكر التقرير الذي قدمه مصدر ديبلوماسي في الأممالمتحدة لوكالة «رويترز»، أن«هذا جزء من طريقة عمل معدلة تتبعها إيران لم يتحدث عنها المسؤولون الأمريكيون علنا، إلا أخيرا بعد تصريحات سابقة تفيد العكس».
وأضاف التقرير «وهو يتعارض كذلك مع تصريحات المسؤولين العراقيين، فالطائرات تطير من إيران إلى سوريا عبر العراق بشكل شبه يومي حاملة أفرادا من الحرس الثوري الإيراني وعشرات الأطنان من الأسلحة، لتسليح قوات الأمن السورية والميليشيات التي تقاتل المعارضة». حسب زعمه. وأضاف أن إيران أيضا «مستمرة في مساعدة النظام في دمشق بإرسال شاحنات برا عبر العراق». من جهته نفى المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية هذا الأمر جملة وتفصيلا، مضيفاً أن هذا لا يحدث.