عرفت بلدة زانوش من معتمدية السند عديد التحركات الاجتماعية بعد الثورة للمطالبة بالتشغيل ضمن منظومة تنموية تنهض بالجهة التي تعاني عديد النقائص كما طالب شبابها في عديد المحطات بحقه في التشغيل فيما طالب الاهالي ببعث معتمدية بالمنطقة. اخر التحركات تمثلت في دخول ثلاثة من شبان المنطقة في اضراب جوع مفتوح احتجاجا على اوضاعهم الاجتماعية الصعبة بعدما استنفدوا على حدّ قولهم كل الطرق والحلول للمطالبة بالتشغيل وايضا لما اعتبروه تواصل سياسة التهميش والتجاهل لمشاغل العاطلين عن العمل من منطقة زانوش. «الشروق» التقتهم بمحطة الارتال التي اختاروها مكانا لتنفيذ اضراب الجوع المفتوح حيث اعتبر ناجح بن عمر ( حاصل على شهادة الكفاءة المهنية في ميكانيك السيارات ) احد المضربين ان ظروفه الصعبة هي التي دفعته إلى الاضراب بالإضافة إلى كون والده متقاعدا من شركة فسفاط قفصة وقد ترك العمل بسقوط بدني قدّر ب20% وأضاف أنه شارك في مناظرات عديدة من 2007 إلى 2009 وبعد الثورة قدّم كل مستنداته لكن وقع اقصاؤه مضيفا انه قام باعتراض لدى وزارة التكوين المهني والتشغيل وتم وعده من طرف والي قفصة والمدير الجهوي للسكك الحديدية بالنظر في ملفه ويضيف انه تم تجاهله من جديد لذلك اضطر إلى الاضراب عن الطعام من اجل اثبات حقه في التشغيل مشيرا انه سيتخذ شكلا اخر من الاحتجاج اذا تواصل هذا التجاهل.
بينما يقول منجي مهذبي ( تقني سام في الهندسة المنجمية) انه رغم تخرجه من المعهد الاعلى التكنولوجي للصناعات والمناجم بقفصة منذ سنوات ومشاركته المتواصلة في المناظرات فلا سنه ولا شهادته الجامعية شفعت له مضيفا انه تم وعده بعد الثورة اكثر من مرة بمساعدته لكن دائما يقع استثناؤه لأسباب مجهولة ويشير انه نجح هذه المرة في الكتابي لمناظرة السكك ولكنه ليس مستعدا لإجراء الشفاهي خوفا من ان يلقى مصير اخويه الاثنين اللذين نجحا في مناظرات مختلفة اكثر من مرة ( الاول طبيب بيطري والثاني متحصل على الاستاذية في الفلسفة ) وكانت النهاية واحدة هي الاقصاء. لهذه الاسباب يشير محدثنا انه دخل في اضراب جوع مؤكدا عدم تراجعه حتى يقع انتدابه مذكرا بانه متزوج واب لأربعة ابناء.
ومن جانبه اكد الهاشمي علياني ( باكالوريا آداب وسنتان تكوين في الادارة ) انه ابن متقاعد من شركة الفسفاط وحالته الاجتماعية متردية مضيفا انه شارك في مناظرة الشركة بالملفات لكن وقع اقصاؤه فقام باعتراض لدى وزارة التكوين المهني والتشغيل واشار إلى انه تحدث إلى كل من مستشار وزير التكوين المهني والتشغيل والمدير المالي والاداري لشركة فسفاط قفصة والمدير الجهوي للسكك الحديدية وكانوا جميعا حسب ما صرح به مقتنعين بملفه وتم وعده في اكثر من مناسبة بتسوية وضعيته ولكن في كل مرة كان مصيره التجاهل واضاف انه دخل في اضراب عن الطعام بعد الملل من الوعود وقد اختار مع زميليه محطة الارتال كمكان للإضراب نظرا لرمزيتها وارتباطها بمناظرة السكك الحديدية مطالبا بتسوية وضعيته في اقرب الاجال مؤكدا على ان تأخذ المنطقة حظها من مشاريع التنمية لأنها عانت كثيرا من الاقصاء والتهميش.