كشف وزير الخارجية السوري وليد المعلم، أمس أن أمير قطر حمد بن خليفة تعهد بتغيير نهج قناة (الجزيرة) حيال سوريا وتغيير نمط خطاب الشيخ يوسف القرضاوي وتخصيص مليارات الدولارات لإعادة بناء سوريا مقابل الموافقة على مهمة المراقبين العرب. واتهم الولاياتالمتحدة بالوقوف وراء العنف في بلاده، مشيرا إلى أن هذا العنف «لن ينتهي بعد حسم المعركة في مدينة حلب». وقال المعلم في مقابلة مع صحيفة «اندبندانت» نشرتها أمس الثلاثاء،: «إن 60% من العنف في سوريا يأتي من الخارج وتحديدا من تركيا وقطر والسعودية، في حين تقوم الولاياتالمتحدة بممارسة نفوذها على الآخرين» من دون استثناء.
وأضاف «عندما يقول الأمريكيون إنهم يدعمون المعارضة (السورية) بأجهزة اتصالات متطورة ويمنحونها 25 مليون دولار.. ألا يُعتبر ذلك جزءا من جهد عسكري؟ في حين تقوم دول خليجية من بينها السعودية بتوفير المزيد من أشكال الدعم لها».
وقال وزير الخارجية السوري مخاطبا الأوروبيين «أنا لا أفهم شعاركم عن رفاه الشعب السوري حين دعمتم 17 قرارا دوليا ضد رفاهيته، كما أقول للأمريكيين أيضا اقرؤوا جيدا ما فعلتم في أفغانستان والصومال، ولا أفهم شعاركم حول مكافحة الإرهاب الدولي حين تدعمون الإرهاب في سوريا». ناكث للعهد
وهاجم موقف أمير قطر من بلاده، مضيفا «أن الأمير نفسه كان يشيد بالرئيس بشار الأسد قبل عامين ويعتبره صديقا عزيزا وأقاما علاقات عائلية وكانا يقضيان العطلات العائلية في دمشق وأحيانا في الدوحة، والسؤال المهم: ماذا حدث؟».
وأفاد «حين التقيت أمير قطر بالدوحة في نوفمبر2011، كما اعتقد، حين بدأت الجامعة العربية مبادرتها (بشأن مهمة المراقبين) وتوصلنا إلى اتفاق بشأنها، ابلغني أنه في حال وافقنا عليها فسيوعز لقناة «الجزيرة» بتغيير نهجها ويطلب من الشيخ (يوسف) القرضاوي دعم سوريا وعملية المصالحة ويخصص بعض المليارات من الدولارات لإعادة بنائها».
وأضاف أن أمير قطر «أصدر في الوقت نفسه أوامر بمنح زعيم حزب النهضة التونسي 150 مليون دولار لمساعدة حزبه في الانتخابات وعلى كل حال هذا شأنهم، وأنا سألت الأمير: كانت لديك علاقات وثيقة جدا مع الزعيم الليبي معمر القذافي وكنت الزعيم الوحيد في قصره حين استضافك خلال القمة العربية، فلماذا أرسلت طائراتك لمهاجمة ليبيا وأصبحت جزءا من مهمة حلف الناتو؟ فأجاب ببساطة: لأننا لا نريد أن نفقد الزخم في تونس ومصر والقذافي كان مسؤولا عن تقسيم السودان».
وفي سياق حديثه عن الأدوار الاستراتيجية في سوريا قال «نعتقد أن الولاياتالمتحدة هي اللاعب الرئيسي ضد سوريا والباقي أدواتها.. وابلغنا بعض المبعوثين الغربيين في بداية الأزمة أن العلاقات التي تقيمها سوريا مع إيران و«حزب الله» و«حركة حماس» هي العناصر الرئيسية وراء هذه الأزمة، وإذا ما قمنا بتسوية هذه المسألة فإن الأمريكيين سيساعدون في إنهاء الأزمة، لكن أحد لم يفسّر لنا أسباب حرمان سوريا من إقامة علاقات مع إيران في حين تقيم غالبية، إن لم يكن جميع دول الخليج، علاقات مهمة جدا معها».
وأضاف أن الأزمة في سوريا «بدأت بمطالب مشروعة تمت معالجتها لاحقا من خلال التشريعات والإصلاحات وحتى وضع دستور جديد للبلاد، ثم تدخلت عناصر أجنبية استخدمت هذه المطالب المشروعة لخطف الأجندة السلمية للشعب، وأنا لا أقبل كمواطن إعادة سوريا قرونا إلى الوراء.. ولا توجد حكومة في العالم يمكن أن تقبل بوجود مجموعة إرهابية مسلحة على أراضيها جاء بعض أعضائها من الخارج، للسيطرة على الشوارع والقرى باسم الجهاد».
وأشار إلى أنه كمواطن سوري وقبل أن أكون وزيرا، أشعر بالحزن لرؤية ما يحدث في سوريا بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل عامين، وهناك العديد من السوريين مثلي يتوقون لرؤية سوريا تعود إلى الأيام الخوالي عندما كنا فخورين بأمننا». وأضاف «نحن نقاتل جماعات مسلحة داخل حلب وفي ضواحي دمشق وقبل ذلك في حمص وادلب، وهذا يعني القتال داخل المدن السورية ومسؤوليتنا هي حماية شعبنا».