في تالة لاحظنا أن الكتابة على الجدران لم تكن وليدة الحاضر بل لها امتداد إلى بدايات الاستقلال إذ نجد بعض الكتابات على الجدران من قبيل «نصر من الله وفتح قريب» «إن الله معنا» «توكلت على الله». «الشروق» حاولت إيجاد تفسير لهذه الظاهرة فالتقت بالسيد منير حيوني وهو أحد المربين فوافانا بما يلي.إن الكتابة على الجدران أو الرسم كانت إلى حد قريب في زمن الديكتاتورية عملية جنائية يعاقب عليها القانون أنت تكتب إذن فأنت مجرم ولذلك فإن الكتابة على الجدران بهذا المعنى تقع بين ثنائية التحطيم وإعادة التشكيل إذ هي تعبير عن تمرد عن صورة أو واقع مرغوب عنه والسعي إلى بناء واقع ينسج ملامحه من داخله دون أن تكون له علاقة بما قبله الذي يقرأ على أنه سجن للرغبات المكبوتة وقمع لكل إرادة للتحرر فيكون الجدار بهذا المعنى عبارة عن ساحة وغى ليست الكتابة عليه هي المقصودة في ذاتها بل فيما يمكن أن تنتجه من ردود أفعال في الآخر المرفوض وعن فقدان هذه الكتابة للمعنى أو المرجعية دلالية يقول: السيد منير حيوني إن الكتابة على الجدران قديما كانت عبارة عن تبرك وقراءة استشرافية فيها استنهاض للهمم باستحضار النص الديني في أسلوب دعائي يختلط فيه التحسين بالأمل أما الكتابة في الحاضر فإنها تقع بين ثلاثية المعنى واللامعنى والمبهم وليس هناك من فائدة للنبش في المرجعية الدلالية لأن الكتابة في هذه الحالة أشبه بالعملية الإشهارية التي تقوم على التسويق للصورة التي تنطبع في ذاكرة الآخر قد تأخذ العديد من التأويلات والتفسيرات التي تترجم التمرد والرفض وتأكيد الوجود. وبات اليوم ما يعرف بفن الشوارع street art ظاهرة كونية مدعاة إلى ان تحظى بالدراسة والتحقيق خصوصا وان ظهورها كان بالتوازي مع أشكال فنية اخرى كالراب مثلا وان هنالك محاولات لخلق قنوات للتواصل في ما بين أصحاب هذا اللون الفني وابتداع لغة داخل اللغة فأصبحنا نسمع بعض المصطلحات من قبيل «يطاقي»(tag) و«يغرافيتي» (graphiter) بل وهنالك من يسعى الى تأسيس جمعيات تؤطر هذا النوع من الممارسة الفنية المهم أن المستقبل سيكشف لنا إن كانت هذه الاعمال مجرد انشطة ظرفية فرضتها المرحلة ام ان ولادة لمرحلة فنية تسعى الى ارساء قواعد أساسية لثورة فكرية